القوات الديمقراطية المتحالفة.. «الوليد الداعشي الدموي» بالقارة السمراء
باتت «القوات الديمقراطية المتحالفةADF - »، جماعة متمردة في جمهوريتي أوغندا والكونغو الديمقراطية، وأصبحت أكثر الجماعات الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي.
والوليد الصاعد في القارة السمراء الذي يعتمد عليه تنظيم «داعش» الإرهابي في السيطرة على القارة السمراء، من أكثر الجماعات المسلحة نشاطًا، وأشدها عنفًا في البلاد التي تقع وسط أفريقيا، حيث كانت الجماعة مسؤولة عن مقتل المئات خلال الأعوام الماضية، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لإطلاق تحذيرات عدة من توسع «داعش» في أفريقيا عن طريق هذه الجماعة.
التأسيس
تأسست جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة، عام 1995، من جماعات معادية للرئيس الأوغندي «يويري موسيفيني»، وأخذوا على عاتقهم الإطاحة بالحكومة، والدفاع عن «حقوق جماعة التبليغ»، وإقامة دولة إسلامية هناك، حيث كان مقرهم في الأصل، غرب أوغندا، لكنهم نشطوا في المناطق الحدودية، بين أوغندا والكونغو، ثم توسعوا في جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة.
وتتمركز الجماعة المسلحة في المناطق الواقعة على الأطراف الحدودية بين كلٍ من الكونغو وأوغندا، إذ تختار تلك المناطق التضاريس المثالية في جبال «روينزوري»، إلى جانب الغابات والأحراش القريبة من بحيرتي «ألبرت» و«إدوارد»، التي يصعب على القوات الحكومية الوصول إليها، ويسهل لعناصرها إقامة قواعد وتجنيد المقاتلين، فضلًا عن الوجود العرقي الرافض للحكم المركزي في هذه المناطق وخاصة أثنية «الناندي».
وعلى مدار الصراع الممتد لعقود لم يظهر لـ«تحالف القوى الديمقراطية» أي التزام بهدفها الأصلي، المتمثل في إقامة دولة إسلامية، باستثناء استخدامها لمسمى «التوحيد»، فيما تردد إعلاميًّا من رغبة في تغيير اسمها؛ حيث تستعمل الجماعة في منشوراتها اسم «مدينة التوحيد والموحدين»، منذ العام 2012 .
الموالاة لـ«داعش»
في فبراير 2018، قالت القوات الكونغولية، إنها عثرت على مواد وكتب، تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، في حوزة مقاتلي «القوات الديمقراطية المتحالفة» في منطقة «بيني»، شرق البلاد، حيث تم رصد أموال دفعها المنسق المالي لـ«داعش» وليد أحمد زين «تم اعتقاله في كينيا شهر يوليو 2018»، بين أوائل 2017، ويونيو 2018، على الأقل مرة واحدة لصالح القوات الديمقراطية المتحالفة.
وتزامنًا مع ما قيل عن دفع «داعش» لهذه الأموال، شرعت القوات الديمقراطية المتحالفة في التفكير لتغيير اسم الحركة؛ ليصبح «مدينة التوحيد والموحدين»، حسب تقارير استخبارية، إلا أنها أيضًا تمتلك وسائلها الخاصة بالتمويل، من خلال قطع الأشجار وتصدير الأخشاب، واستخراج الذهب، والاتجار في العاج، إضافةً إلى شبكة من سيارات الأجرة والدراجات النارية، التي تعمل بين بوتيمبو وبيني وأويشا.
ووفقًا لمراقبين فإنه من غير الواضح فيما إذا كانت ميليشيات «القوات الديمقراطية المتحالفة» تتلقى أوامرها مباشرة من قادة «داعش» أم أنها تتصرف بشكل أكثر استقلالية، مؤكدين في الوقت نفسه أن تلك الميليشيات الإرهابية قد تبنت بعض التكتيكات الوحشية التي ظهرت لأول مرة من قبل «داعش» خلال فترة سيطرتهم على أجزاء واسعة من العراق وسوريا في العقد الماضي.
توسع بالقارة السمراء
أظهرت الهجمات الإرهابية التي شهدتها الكونغو مؤخرًا مدى توسع تنظيم «داعش» في جميع أنحاء أفريقيا، حيث لقى 15 مدنيًّا مصرعهم الخميس 23 ديسمبر الجاري، في هجمات شنها عناصر جماعة «القوات الديمقراطية المتحالفة»، في شمال شرقي الكونغو الديمقراطية، فيما قتل 38 من المسلحين، في معارك مع الجيش.
وأكد «جانفييه موسوكي كينيونغو» وهو المسؤول المحلي فى الكونغو، مقتل ثلاثة مدنيين، السبت 25 ديسمبر الجاري، في هجوم شنته هذه الجماعة الإرهابية على نجياباندا، وهي قرية في إقليم ايتوري، قائلًا: «الإرهابيون يجوبون المنطقة قمنا قبل يومين بدفن تسعة أشخاص قتلوهم»؛ بحسب وكالة «فرانس برس» الفرنسية.
ووفق تقرير صادر لصحيفة « واشنطن تايمز» الأمريكية، تؤكد «كاثرين زيمرمان»، الزميلة المقيمة في معهد أميركان إنتربرايز، التي تتابع الإرهاب الأصولي في أفريقيا، أن النشاط الثابت لتنظيم «داعش» عبر أفريقيا يعكس تحركات تنظيم «القاعدة» والجماعات التابعة له، بما في ذلك حركة الشباب الصومالية الإرهابية، حيث تشكل كلتا الشبكتين تهديدات مباشرة للغرب، ولا سيما أوروبا، لافتةً إلى ضرورة أن تكون هناك وقفة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها بسبب الطريقة التي تطور بها التهديد الإرهابي على الصعيد العالمي.
وخلال صيف 2021، نشرت ميليشيات «القوات الديمقراطية المتحالفة»، عدة مقاطع فيديو على الإنترنت لعمليات قطع رؤوس رهائن، كما أنها شنت العديد من الهجمات بالسيارات المفخخة، بالإضافة إلى تفجيرين انتحاريين على الأقل، بما في ذلك هجوم وقع مؤخرًا في مدينة بيني خلال الاحتفال بأعياد الميلاد، إضافة إلى قيامها بقتل المئات في جميع أنحاء الكونغو وشردت ما لا يقل عن 140 ألف من مواطني البلاد، وفقًا للبيانات التي جمعها مشروع مكافحة التطرف، بحسب صحيفة «واشنطن تايمز».
للمزيد: الصومال والسيناريو الأفغاني.. فشل أميصوم والقوات الدولية يعزز إرهاب «الشباب»





