احتجاجات أصفهان تشتعل.. كابوس الانتفاضة يؤرق مضاجع رجال الملالي
تستمر الاحتجاجات الشعبية على نقص المياه في محافظة أصفهان الإيرانية، جنوب طهران، وباتت تمثل كابوسًا يؤرق نظام الملالي، جعله يدفع قواته الأمنية لممارسة أساليب القمع لإسكات أصوات المحتجين.
واندلعت الاحتجاجات منذ شهرين، وتفاقمت حين أعلن المسؤولون في أصفهان أن المياه خلف «سد زاينده رود» ستكفي مائة يوم فقط، الأمر الذي سيؤثر بشكل سلبي على القطاع الزراعي بالمحافظة، وهو ما دفع المواطنين للخروج في احتجاجات شعبية، قوبلت بقمع من قبل قوات الأمن نجم عنها وقوع عدد من الجرحي واعتقال عدد كبير، ليخرج بعدها «مهران فاطمي» محافظ "يزد" وسط البلاد، المجاورة لأصفهان، ويكشف في 4 ديسمبر 2021، أن مياه الشرب بالمحافظة تكفي لأقل من 24 ساعة فقط.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل إن وسائل الإعلام نقلت عن مسؤول بوزارة الطاقة، مطلع ديسمبر الجاري، تأكيده أنه في حال استمرار الجفاف وعدم نزول الأمطار، فإن مياه محافظة طهران هي الأخرى ستكفي لمدة 90 يومًا فقط.
تزايد الدعوات للاحتجاج
وتزايدت إثر ذلك، الدعوات لمواصلة الاحتجاجات، ما دفع المسؤولين في أصفهان، لتحذير المواطنين من المشاركة في أية احتجاجات غير قانونية، بل وأعلنوا حظر حركة المرور بالمحافظة، مؤكدين أن قوات الأمن ستتعامل بشدة مع أي احتجاجات.
وقال «موسى غضنفر آبادي»، رئيس اللجنة القانونية بالبرلمان الإيراني، إن من حق قوات الأمن إطلاق النار على أي شخص يقوم بعمل تخريبي خلال الاحتجاجات، الأمر الذي أثار استياء ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معلقين على تصريح «آبادي»، بالقول: «هذا إعلان حرب على الشعب الإيراني.. هذا اعتراف منهم بأنهم قد احتلوا إيران.. بعد أن أشاد مرشدهم بالباسيج أعلن الحرب على الناس في أصفهان».
فساد النظام
يوضح «أسامة الهتيمي» الكاتب المصري المختص في الشأن الإيراني، أن مشكلة نقص المياه والجفاف التي تعاني منها إيران تعود لأكثر من عقدين من الزمن نتيجة العديد من الأسباب، أبرزها، الفساد المستشري في البلاد؛ حيث تم تحويل وتجفيف العديد من الأنهار لصالح مشروعات عالية الاستهلاك للمياه، يشرف عليها ضباط تابعون للحرس الثوري، صاحب اليد الطولى في إيران، والذين لا يمكن لأية جهة كانت أن تحاسبهم على فعلهم فضلًا عن منعهم.
ولفت «الهتيمي» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن النظام السياسي والأجهزة الأمنية تتحسب بشكل كبير لتكرار سيناريو الانتفاضتين الشعبيتين الكبيرتين في عامي 2017 و2018 مرة أخرى، وبالتالي فإن الأجهزة لن تتردد في قمع وإجهاض أي محاولة لتصعيد الاحتجاجات التي يبدو أن دوافعها لن تنتهي في ظل عدم إمكانية تلبية احتياجات أهالي أصفهان من المياه التي تم قطعها عن مزارعهم، ما يعني أنه لا مانع من اتخاذ كل الإجراءات الأمنية بشأن الحد من قدرة المحتجين على مواصلة احتجاجاتهم ومنها حظر المرور.
وأضاف الكاتب المصري أن هذا السلوك يكشف أن نظرة النظام السياسي في إيران ما زالت قاصرة، إذ ينحصر تعاطيه مع مثل هذه الأحداث من خلال البعد الأمني فحسب دون معالجة المشكلة من الجذور وتقديم حلول مرضية، ما يؤكد أنه غير معني بأي درجة بتطلعات الشعب أو معاناته.





