طالبان وداعش.. الحركة تستغل التنظيم للحصول على الاعتراف الدولي
لاتزال حركة طالبان تحاول الحصول على اعتراف المجتمع الدولي بها، رغم مرور أكثر
من 100 يوم على استيلائها على مقاليد الحكم بأفغانستان في أغسطس الماضي.
تتخذ منحى جديدًا، بدلًا من تقديم التنازلات السياسية التي بدأتها منذ اليوم
الأول لصعودها الثاني، وتسعى الحركة حاليًا إلى تصدير فزاعة داعش، باعتبار أن يدها
مغلولة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية في ظل عدم الاعتراف الدولي بحكومتها إلى
الآن.
تهديدات الحركة
تداولت وسائل إعلام محلية تهديدات للمتحدث باسم حركة طالبان بأن داعش ليست تحت
سيطرة الحركة، ونقل موقع Tehran Times الإيراني على صفحته
الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تصريحات للمتحدث الرسمي باسم الحركة سهيل شاهين
يوجه فيها رسالة للمجتمع الدولي ملوحًا بإمكانية استيلاء داعش على السلطة في أفغانستان.
وقال سهيل وفقًا للموقع: «إذا فشل المجتمع الدولي في الاعتراف بالجماعة، فسوف يستعيد داعش السلطة».
ويعتبر هذا التصريح الأول من نوعه بهذه الصورة التي تلوح بشكل مباشر، بأن وجود
تنظيم داعش في أفغانستان لا يشكل تهديدًا لحركة طالبان؛ بل يعتبر ورقة ضغط يمكن أن
ينزل بها إلى الملعب السياسي في أي وقت يريد.
علاقة داعش وطالبان
وتعيد هذه التصريحات إلى الأذهان علاقة حركة طالبان بتنظيم داعش الإرهابي، واعتبار أن أية جماعة تعمل داخل أفغانستان لابد
أن تكون تحت لواء الحركة.
ففي يوليو 2015، وجه مجلس شورى طالبان رسالة إلى أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم
داعش السابق، بعنوان «الشيخ أبي بكر البغدادي
وإخوانه المجاهدون»، والتي نشرتها مجلة «الصمود» في العدد (111)، المتزامنة
مع صعود التنظيم في أفغانستان، عرض فيه الملا
أختر منصور زعيم الحركة السابق- وكان وقتها مشرفًا بمجلس الشورى- علي البغدادي، الإذن له بـ«الجهاد» في
صف الإمارة الإسلامية «طالبان» واعتبر
منصور أن «أي جماعة أو صف آخر يعمل في
مقابل صف الحركة يعد عمله مخالفًا لمصالح الإسلام والجهاد والمجاهدين».
وأضاف: «إن أبطال الجهاد المعاصر مثل إمام المجاهدين الشيخ عبدالله عزام
وقائد المجاهدين الشيخ أسامة بن لادن وأبومصعب الزرقاوي وخطاب جميعهم كانوا يعتزون
بالتتلمذ في مدرسة أفغانستان الجهادية على يد الحركة».
توحش الحركة
ومع مرور السنوات، التي توحشت فيها الحركة وعادت مرة أخرى إلى حكم البلاد بعد
نحو 20 عامًا من سقوطها في 2001م، عادت الحركة للمشهد بقوة مرة أخرى واستولت على الحكم،
وبدأت في تصدير خطاب طمأنة للعالم، بأنها لن تسمح للجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش
باستغلال الأراضي الأفغانستانية في عملياتها.
وكان المتحدث باسم الحركة سهيل شاهين صرح عشية وصول طالبان للحكم بأنهم: «ملتزمون بعدم السماح لأي شخص باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة
أو حلفائها». في إشارة منها إلى أن الحركة ستتبع نهجًا جديدًا في التعامل مع الحركات
الجهادية العالمية.
مآلات التهديد
ومن الملاحظ في رسالة الحركة، بأنها ستبدأ تغيير خطابها المهادن، وتترك حالة
العداء الظاهري بينها وبين تنظيم داعش، وتستبدله بصيغة أخرى للوصول إلى هدفها بالاعتراف
الدولي بحكومتها، فالحركة تتحجج بأن يديها مكبلتان في التعامل مع الجماعات المسلحة،
نظرًا لعدم قدرتها على التحرك دوليًّا كحكومة معترف بها يمكن أن تشكل جيشًا وطنيًا أو
تعقد صفقات سلاح مع الدول المصنعة.
غير أن هذا النوع من التهديد ليس من السهل قبوله بسهولة من المجتمع الدولي الذي
يفتقد إلى الثقة في حركة طالبان نظرًا لتاريخها وعلاقاتها مع الجماعات الأخرى كتنظيم
القاعدة، فعلى العكس تمامًا من هدف الحركة فإن ذلك سيضعها في مأزق جديد، وهو عدم قدرة
الحركة على الوفاء بوعودها السابقة، إضافة إلى عدم قدرتها على توفير الأمن في البلاد.
وبالتالي فإن تنظيم داعش إذا تمكن من الاستيلاء على مناطق في أفغانستان، فإن
المجتمع الدولي في هذه الحالة سيكون له الحق في تنفيذ ضربات لمكافحة الإرهاب في أفغانستان،
وإسقاط حكومة طالبان.





