ad a b
ad ad ad

حتى تكتمل اللعبة.. شروط أمريكا على «طالبان» للاعتراف بها دوليًّا

الأربعاء 25/أغسطس/2021 - 11:53 ص
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

تسابق حركة طالبان الزمن لإعلان ملامح النظام السياسي المستقبلي في البلاد، حيث تستعد الحركة لإطلاق نموذجها الجديد في الحكم، مؤكدة أن حكمها للبلاد قد لا يكون ديمقراطيًّا بالتعريف الغربي الدقيق، ولكنه سيحمي حقوق الجميع، معلنة تعهدها بضبط النفس. 

حتى تكتمل اللعبة..
وتحرك يتزامن مع دخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط بإجلاء كل قواتها من أفغانستان، مؤكدة أن «طالبان» تسعى للحصول على الشرعية الدولية، وأن الشروط للحصول على ذلك ستكون قاسية وصعبة، وأن ذلك سيعتمد على كيفية تعامل الحركة مع المواطنين الأفغان

عهد جديد

كشف مسؤول بارز في حركة «طالبان» بعض جوانب النظام السياسي المزمع تطبيقه في أفغانستان بعد سيطرة الحركة على البلاد، وأكد القيادي البارز في «طالبان» وحيد الله هاشمي المقرب من مفاصل صنع القرار داخل الحركة، أن أفغانستان قد تدار من قبل مجلس حاكم جديد، لكن القرار الأعلى سيتركز على الأرجح في يد زعيم الحركة هبة الله آخند زاده..

ويشبه هذا النظام الإداري إلى حد كبير ما شهدته أفغانستان خلال عهد حكم طالبان بين 1996-2001، حيث أوضح هاشمي أن دور آخند زاده سيكون بمثابة رئيس الدولة، مقرًا بأن العديد من المسائل المتعلقة بكيفية إدارة البلاد لم تحل بعد، لكن من المؤكد أن أفغانستان لن تكون دولة ديمقراطية بل ستدار وفقًا للشريعة الإسلامية.

وعن التعامل بنظام ديمقراطي داخل أفغانستان، أكد «هاشمي»، أنه لن يكون هناك نظام ديمقراطي بسبب غياب أرضية له في بلدنا. لن نناقش ماهية النظام السياسي الذي يجب اتباعه في أفغانستان لأن هذا الأمر واضح، وهو الشريعة، معلنا أن «طالبان» تعتزم تشكيل قوات وطنية جديدة ستشمل عناصرها والعسكريين في قوات الحكومة المنهارة الراغبين في الانضمام إليها.

وسعت حركة طالبان إلى إظهار وجه أكثر اعتدالًا منذ الاستيلاء السريع على السلطة الأسبوع الماضي، لكنها حكمت بقبضة من حديد من عام 1996 إلى عام 2001، قبل أن تطيح بها القوات التي قادتها الولايات المتحدة، لإيوائها متشددي القاعدة الذين يقفون وراء هجمات 11 سبتمبر.

شروط قاسية 

في الجهة المقابلة، دخلت الولايات المتحدة على خط الدول التي تسعى لوضع العديد من الشروط لحركة طالبان للاعتراف بها، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في كلمة له بالبيت الأبيض إن طالبان تسعى للحصول على الشرعية الدولية، معتبرًا أن الشروط للحصول على ذلك ستكون قاسية وصعبة، وأن ذلك سيعتمد على كيفية تعامل الحركة مع المواطنين الأفغان والنساء والفتيات.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت على اتصال دائم مع طالبان والدوحة طوال هذه الفترة، فإنه لم يكن من المتوقع أن نشهد زوالًا تامًا للقوات الوطنية الأفغانية التي كانت مكونة من 300 ألف فرد، بحسب الرئيس الأمريكي الذي أضاف: «لنفترض أن القوات الوطنية الأفغانية استمرت في القتال وأنها حافظت على وجودها حول كابل، فإن الأمور ستكون مختلفة تمامًا. كان هناك إجماع على أن القوات الأفغانية لن تنهار ولن تنسحب ولن تغادر».

وكانت مجموعة السبع وضعت 5 شروط للاعتراف بحركة «طالبان»، مؤكدين أنه يجب على الحركة التقيّد بالشروط للحصول على الاعتراف العالمي، مشددين على أن ما تدلي به الحركة من تصريحات معتدلة لا قيمة له إن لم تقرن قولها بالفعل، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان»، خلال مقابلة مع شبكة «بي إف إم تي في» الإخبارية الفرنسية، إن الحركة الأفغانية، تبذل جهودًا كثيرة في محاولة للحصول على اعتراف دولي، لكن لا يكفي إصدار تصريحات نقرأها هنا وهناك بشأن احترام حقوق المرأة، فالمطلوب هو أفعال.

وكشف عن الشروط الخمس التي يجب على «طالبان» التقيّد بها للاعتراف بهم دوليًّا، وفي مقدمتها بأن يسمحوا بخروج الأفغان الذين يريدون مغادرة هذا البلد لأنهم خائفون، وعليهم أيضًا أن يَحُولوا دون أن يصبح بلدهم ملاذًا للإرهاب، ويجب عليهم أن يثبتوا ذلك بشكل ملموس للغاية، وأن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الأفغانية، ويجب عليهم أيضًا أن يحترموا الحقوق، لا سيّما حقوق المرأة، مشيرًا إلى أنهم يصرّحون بذلك ولكن يجب أن يفعلونه، وفي الأخير بأن يتحتم على «طالبان» أن تشكل حكومة انتقالية. 


"