«طاجيكستان».. المسمار الأخير في نعش «طالبان»
الأربعاء 18/يوليو/2018 - 12:08 م
طالبان
آية عز
أدى تخاذل الحكومة الأفغانية تجاه العمليات المتكررة والكبيرة، التي قامت بها حركة «طالبان» الإرهابية، في شمالي شرقي أفغانستان قرب الحدود مع دولة طاجيكستان، إلى تقوية شوكة الحركة بشكل خطير، فخلال الساعات القليلة الماضية، أعلنت الحركة سيطرتها الكاملة على المنطقة الحدودية التي تربط بين أفغانستان وطاجيكستان، وذلك عقب سيطرتها على آخر موقع لحكومة كابل هُناك، إلى جانب تدميرها لجميع لقواعد العسكرية التابعة للجيش الأفغاني في تلك المنطقة.
طالبان
وجاءت كل هذه الأمور بالتزامن مع تقارير نشرتها بعض الصحف الأجنبية، تؤكد فيها أن هُناك محاولات من قبل الحكومة الأمريكية لجمع الحكومة الأفغانية وحركة طالبان على طاولة حوار واحدة.
لذلك قد تكون سيطرة الحركة على الحدود الأفغانية الطاجيكستانية في الوقت الحالي، محاولة منها لإثبات أنها لديها قدرة قتالية كبرى، ما يجعلها تفرض أي شروط تريدها في مفاوضات الصلح المرتقبة بين الطرفين.
أهمية طاجيكستان
دولة طاجيكستان ضمن البلدان التي يطمع بها الكثير من الحركات الإرهابية، بسبب موقعها الجغرافي والحركات الإسلامية بها مثل حزب النهضة الإسلامي (الإخواني)، إضافة إلى الجماعات المتطرفة الأخرى المتأثرة بالفكر القاعدي وحركة طالبان على وجه الخصوص، ونشطت هذه الجماعات في طاجيكستان بكثافة في بداية تسعينيات القرن العشرين؛ خاصةً بمنطقة وادي «فرغانة» الواقعة بين أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان، وتلك الجماعات عددٌ كبيرٌ من عناصرها انضم خلال الفترة الماضية إلى طالبان.
ولهذا السبب تعتبر حركة طالبان دولة طاجيكستان كنزًا مليئًا بالذهب السياسي، ولذلك حاولت الحكومة الطاجيكستانية خلال الفترة السابقة أن تتخلص من كل الجماعات المتطرفة الموجودة في بلادها، واتخذت حزمة قرارات تُحد من الإرهاب مثل حظرها لحزب النهضة الإسلامي ومنعه من المشاركة في الانتخابات أو العمل السياسي، بسبب تورطه في قضايا إرهابية كثيرة.
المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، مختار الغباشي
اعتبر المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، مختار الغباشي، أن حركة طالبان الأفغانية أصبحت حركة ضعيفة وهشة؛ لأن المنطقة الحدودية التي سيطرت عليها تعتبر من المناطق النائية والبعيدة عن أعين الولايات المتحدة الأمريكية والجيش الأفغاني، ذلك بعد أن فقدت الحركة جميع مصادر تمويلها التي كانت تحصل عليها من القبائل والعشائر الأفغانية، وبعد الضربات العسكرية المتتالية التي تعرضت لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار غباشي في تصريحاته الخاصة لـ«المرجع»، إلى أن طالبان أرادت أن تثبت وجودها في منطقة لا يوجد بها أي تشديدات أمنية، فالحركة فقدت سيطرتها على المناطق الوعرة كافة التي كانت تُسيطر عليها في وقت سابق بسبب ضربات الجيش الأمريكي وحلف الناتو.
وواصل: خلال الآونة الأخيرة وجهت الحكومة الأمريكية اتهامات للحكومة الأفغانية تفيد بأنها تُساند الحركة وتدعم إرهابها، لذلك الحركة ذهبت إلى منطقة حدودية بعيدة لتُثبت لأمريكا عدم حصولها على أي دعم من أي طرف.
وتابع: أن الصراعات القائمة الحالية بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية لن تهدأ، وجميع محاولات الصلح والتشاور لم تكتمل، بسبب أن الحركة لا تثق في حكومة بلادها ولا تثق في أمريكا ولا حلف الناتو، والدليل على هذا الأمر أن حكومة أفغانستان عرضت على الحركة- منذ ثلاثة أعوام- شغل نصف حقائب الحكومة، لكن الحركة رفضت.





