اعتصام المنطقة الخضراء.. رسالة الحشد الشعبي بعد استهداف رئيس الحكومة العراقية
لا تزال بوابات المنطقة الخضراء في بغداد عاصمة العراق، تشهد اعتصامًا لأنصار الفصائل المسلحة التابعة لإيران ضد نتائج الانتخابات النيابية التي جرت الشهر الماضي (أكتوبر 2021) بسبب خسارتها، وشهد محيط المنطقة الخضراء التي تضم الحكومة والسفارات والقنصليات، تظاهرات دامية، على مدى الأسبوعين الماضيين.
استهداف الكاظمي
وقد سلطت محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي عبر استهداف منزله بمسيرات متفجرة، الضوء على دور الفصائل المسلحة التي تملك تلك الطائرات بعد أن أشارت أصابع الاتهام إلى تورطها في الاغتيال فقد شارك الناشطون العراقيون فيديو لزعيم عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، من اعتصام المنطقة الخضراء، اتهم فيه رئيس الحكومة العراقي بالتورط في مقتل متظاهرين، معتبرين في كلامه «إدانة صريحة» ودليلًا على تورط من وصفوها بالفصائل التابعة لطهران باستهداف مقر رئيس الحكومة.
ففي مقطع مصور، خلال مشاركته في العزاء بأحد القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات أنصار الحشد وفصائله، اتهم الخزعلي «الكاظمي» بتوجيه أوامره إلى عناصر الأمن بإطلاق الرصاص الحي بشكل متعمد على المحتجين، واعتبر أن تصرف رئيس الحكومة يؤكد تورطه في التزوير، كما أن حملة هجوم ضد الكاظمي واتهامات شنتها عدة فصائل موالية لطهران، سبقت محاولة الاغتيال تلك فمنذ نحو أسبوعين، نفذ أنصار تلك الفصائل المسلحة المنضوية ضمن قوات الحشد، اعتصامات وتظاهرات في محيط المنطقة الخضراء متهمين الحكومة ومفوضية الانتخابات بالتزوير، ورفع المحتجون صورًا للكاظمي، تتهمه بالقتل والتزوير.
رسالة واضحة
وقد أكد استهداف الكاظمي عزم الفصائل الموالية لإيران والمنضوية ضمن قوات الحشد الشعبي الممتعضة من نتائج الانتخابات التي جرت في العاشر من أكتوبر، على توجيه رسالة واضحة مفادها أنها لن تستكين، كما لن تقبل بعودة الكاظمي إلى رئاسة الوزراء، لاسيما أن اسم الكاظمي من أبرز الأسماء المطروحة في كواليس التشكيل الحكومي.
وحتى قبل ساعات من محاولة اغتياله، كانت حظوظ الكاظمي، في إمكانية الفوز بولاية ثانية ضعيفة بسبب المواجهات بين المتظاهرين قرب بوابة المنطقة الخضراء والقوات الأمنية، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، وهذه معطيات لم تكن في مصلحة الكاظمي كرئيس وزراء وقائد عام للقوات المسلحة أما الآن فقد بات واضحًا للشارع العراقي أن استهداف رئيس الحكومة العراقي يأتي في سياق خلط الأوراق من أجل تسهيل عملية تقاسم السلطة والنفوذ من جديد، في محاولة لتخطي نتائج التصويت.





