شبح «بن لادن» يحوم حول الملاعب الرياضية
الخميس 21/يونيو/2018 - 04:44 م
نورا البنداري
يعمل الفكر الإرهابي باستمرار على نشر العنف والتطرف، واستخدام كل السبل التي من شأنها أن تهدد أمن واستقرار الدول والشعوب، ولهذا لم تَسْلَم الرياضة، خاصةً مباريات كرة القدم من الهجمات الإرهابية والانتحارية المتعددة، فأشارت صحيفة «ميرو» البريطانية، إلى كتاب بعنوان «إرهاب في الملعب» للكاتبين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، آدم روبنسون، ويوسف بودانسكي، أشارا فيه إلى أن زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، وضع خطة هجوم إرهابي، في مباريات كأس العالم، التي أقيمت في فرنسا عام 1998.
طبقًا للكاتبين فإن خطة «بن لادن»، كانت لقتل أعضاء فريق إنجلترا خلال مباراته مع تونس، باستهداف كل من أسطورة الحراسة الإنجليزية ديفيد سيمان، والمدرب الإنجليزي السابق، جلين هودل، ونجم الكرة الإنجليزية السابق آلان شيرر، وديفيد بيكهام ومايكل أوين، اللاعبين الصاعدين آنذاك، من خلال زرع انتحاري من أصل جزائري، عند دكة الاحتياطي والجهاز الفني، إلى جانب تفجير المرمى والمشجعين من خلفه بقنبلة أخرى.
الكتاب تضمن وثيقة للقيادي السابق، في الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالجزائر، أحمد الزاوي، أرسلها له «بن لادن» في أواخر عام 1997، تمحورت حول نقل تحركات كل من ديفيد سيمان، حارس المرمى، وآلان شيرر وهودل.
ولهذا فإن خطة «بن لادن»، التي كشف عنها تعيد إلى الأذهان، عددًا من الأحداث الرياضية التي طالتها يد الإرهاب، ما يوضح أن التنظيمات الإرهابية تحاول نشر فكرها المتطرف بكل قواعده وأفكاره الانتحارية، وهذه المرة بالولوج إلى عالم الرياضة.
إرهاب مباريات كرة قدم
في أواخر عام 2015، وقعت العديد من الهجمات الإرهابية على مباريات كرة القدم، وكانت البداية في باريس؛ حيث استُهدِف الملعب الفرنسي سانت دوني، الذي احتضن اللقاء الودي بين المنتخبين الفرنسي والألماني، نتج عن ذلك وقوع عدد هائل من القتلى، وبعد ذلك تعرضت فرنسا لعدد متزايد من التهديدات الإرهابية، دفع رؤساء الاتحاد البلجيكي لكرة القدم، إلى إلغاء المباراة الودية بين بلجيكا وإسبانيا، التي كان من المزمع إجراؤها في إطار التحضيرات لبطولة أمم أوروبا عام 2016، التي توج بها المنتخب الإسباني عام 2012، وجاء هذا القرار بعد الفيديو الذي نشره تنظيم داعش حينها، تضمن تهديد العديد من الدول الأوروبية.
ثم انتقل الأمر بعد ذلك إلى العراق، ففى 25 من مارس 2016، أدى هجوم انتحاري بحزام ناسف على ملعب شعبي لكرة القدم جنوب بغداد، إلى مقتل 45 شخصًا، وإصابة عشرات آخرين وذلك وفقًا لما أوردته قناة العربية، وفي وقت لاحق كشفت تقارير إعلامية عراقية، عن تبني «داعش» للتفجير.
ثم انتقل الأمر بعد ذلك إلى تركيا، ففي ديسمبر 2016، شهد ملعب كرة القدم في إسطنبول انفجار سيارة، أما في 11 من أبريل 2017، واجهت حافلة فريق بروسيا دورتموند (نادي كرة قدم ألماني) سلسلة من الانفجارات، نتج عنها مغادرة الفريق للفندق وإصابة لاعب واحد.
الإرهابيون يبحثون دائمًا عن الأحداث التي تشهد تجمعات أكبر عدد من الأشخاص، لتنفيذ عملياتهم الانتحارية؛ ولهذا فإن الألعاب الرياضية وبالأخص كرة القدم، من أكثر الألعاب التي تشهد حشودًا لعدد من الأفراد، ليس ذلك فقط بل إن الفكر الإرهابي، يرفض الألعاب الرياضية، باعتبار أنها عديمة الفائدة وتمنع الأفراد عن رفع راية الجهاد والقتال، على حد زعمهم.
أما روسيا، التي تشهد مباريات كأس العالم حاليًّا، فيجب أن تعمل كل ما بوسعها لتأمين هذه المباريات من احتمالية وقوع أي عمل إرهابي، خاصة بعدما أعلنت بعض المنصات الإعلامية التابعة لداعش، تنفيذ عمليات إرهابية خلال الحدث العالمي، وذلك عبر الاستعانة بطائرات بدون طيار.





