ad a b
ad ad ad

دلالات لقاء نائب رئيس حكومة طالبان ومبعوث أكبر مؤسسة لطائفة الإسماعيلية

الإثنين 08/نوفمبر/2021 - 03:11 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

لم يكن أحد من المعنيين بالشؤون الأفغانية يتخيل يومًا أن تضع حركة طالبان يدها في اليد الشيعة، في التاريخ العدائي بين الطرفين منذ نشأة الحركة، ولكن يبدو أن السياسة تصنع المعجزات، هكذا صنعت بـ«الطالبان» التي بدأت تبدي نوعًا من الهدوء في التعامل مع ملف الشيعة منذ سيطرتها على أفغانستان في منتصف أغسطس، لكن أن تمد الحركة يدها لطائفة الأغاخانية الإسماعيلية الباطنية هو الأمر الجديد، رغم الفروقات الفكرية والعقدية الكبيرة بين الطرفين، وعلم الحركة، والميول السياسية لهم.

 

اللقاء الأول


أعلن ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان، السبت 6 نوفمبر الجاري، أن نائب رئيس الوزراء في حركة طالبان، عبدالسلام حنفي، التقى علي أكبر باسناني، الممثل الخاص للآغا خان في أفغانستان، وقال إن مولوي حنفي قد طلب من الآغا خان بناء مستشفى في أفغانستان، بدلًا من لجوء الأفغان للعلاج بالخارج.


وقال في البيان الذي نشره على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن ممثل الآغا خان أشار إلى أنشطة شبكة الآغا خان للتنمية في أفغانستان، بما في ذلك القطاعات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وقال إن الشبكة ستواصل أنشطتها في أفغانستان.


وأوضح نائب رئيس وزراء طالبان أيضًا؛ «إن شبكة الآغا خان للتنمية يمكن أن تستثمر في مختلف القطاعات في أفغانستان بالإضافة إلى أنشطتها السابقة ، وأننا سنوفر التسهيلات والتسهيلات اللازمة لأنشطتها».

 

الأغاخانية في أفغانستان


يمثل الأغاخانية جزءًا من الشيعة الإسماعيليين النزاريين في أفغانستان. يشمل هؤلاء السكان العديد من المتحدثين بلغة بامير في الجزء الشمالي الشرقي بمقاطعة بدخشان المتاخمة لطاجيكستان. وتعد مقاطعة بجلان أيضًا موطنًا لطائفة الإسماعيلية وقائدهم سيد منصور نادري وابنه سيد جعفر نادري.


لهم شوكة قوية؛ خاصة فرقة بغلان، بقيادة سيد منصور، الذي يعتبر نفسه مندوبًا لمرشدهم الآغاخاني، ابن عم صدرالدين، منسق عام الأمم المتحدة للدعم الإغاثي للمهاجرين الأفغان، والذي عُين في أعقاب الانسحاب الروسي، وتعتبر مدينة (كيان) عاصمة دولتهم هذه.


سعوا لتأسيس دولة في منطقة نفوذهم بأفغانستان بقيادة سيد منصور الذي تعرض للسجن عام 1976، وفي أوائل عام 1981 أطلق سراحه، وعين ابنه جعفر قائدًا عسكريًّا لميليشيا الإسماعيلية في الولاية والتي يصل عددها إلى (12) ألف مسلح، اشتركت في الحرب الأهلية الطاحنة في أفغانستان بعد الانسحاب السوفييتى.

 

طمأنة سياسية أم تراجع


ورغم الصراع التاريخي بين حركة طالبان وطائفة الشيعة ومن بينهم الأغاخانية الإسماعيلية، يبدو أن الأمور تسير نحو التغاضي عن صفحة الماضي مقابل تيسير المصالح المشتركة بين الطرفين، فحركة طالبان تمتلك الآن السيطرة الفعلية على البلاد، رغم عدم اطمئنان الداخل والخارج لها، إلا أنها تسعى لإثبات نوع من المرونة السياسية مع أعدائها السابقين خاصة الشيعة، وفي الوقت نفسه تحاول فئات من طائفة الشيعة التقارب من الحركة، ومن بينها الأغاخانية الإسماعيلية، وهي مؤسسة لها امتداد عالمي، وتعمل في العديد من المجالات الثقافية والإنمائية.

 

"