خبراء لـ«المرجع»: «طالبان» أداة واشنطن لمنع التمدد الداعشي في أفغانستان
لم تكن محادثات السلام بين حركة طالبان الأفغانية، ومبعوث الإدارة الأمريكية لإحلال السلام في أفغانستان زلماى خليل زاد، أمرًا سهلًا للغاية بالنسبة للطرفين، إذ يرى كل طرف أنه الأقوي على الأراضي الأفغانية، وأن لديه قاعدة قوية وصلابة في مواجهة الطرف الآخر.
وتعليقًا على إعلان حركة طالبان الأفغانية لقاء وفد منها اليوم السبت بعدد من المسؤولين الأمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة، لمناقشة عملية السلام في أفغانستان، يقول علي بكر، الباحث فى شؤون الحركات الإرهابية، إن فكرة نجاح المفاوضات أو فشلها تكمن في فكرة تغلب الطرفين علي العقبات الموجودة أمامهما، إذ لابد وأن يقدم طرف تنازلات للآخر حتى تتم عملية السلام بسهولة ويسر.
وتحدث الباحث في شؤون الحركات الإرهابية، عن أن عملية التحول في المفاوضات والاستراتيجية الأمريكية مع «طالبان»، يرجع الى رؤية الإدارة الأمريكية أن القضاء علي الحركة من خلال المعارك أمر صعب للغاية، ومن الصعب تحقيقه علي الأرض، نظرًا لسيطرة «طالبان» علي كابول، كما أدرك «ترامب» أن التحالف مع الحكومة الأفغانية ضد الحركة لم يجد بعد، أما بالنسبة لموقف الحكومة الأفغانية من المصالحة، فإن الحكومة ضعيفة وهشة للغاية، ومنساقة وراء الإدارة الأمريكية.
التحولات
ويشير أحمد كامل البحيري، الباحث في شؤون الإرهاب، إلى أن إدارة ترامب كانت قد فتحت طرق اتصال مباشرة وغير مباشرة مع حركة «طالبان»، عن طريق الحكومة القطرية، علي الرغم من إغلاق واشنطن مكتب طالبان الموجود في الدوحة .
وأوضح في تصريح لـ«المرجع»، أن الخسائر العسكرية للولايات المتحدة في الفترة الماضية علي يد طالبان، كان لها أثر في تحول الاستراتيجية الأمريكية، حيث رأت أمريكا أنه لابد من إتمام عملية السلام في أفغانستان عن طريق الجلوس علي طاولة المفاوضات مع الحركة.
ويري الباحث في شؤون الإرهاب، أن الادارة الامريكية أدركت أن «طالبان» هي الوحيدة القادرة علي منع تمدد «داعش» في كابول، وذلك لهيمنتها علي الاراضى الافغانية، ووجود موالين لها في باكستان وأفغانستان، مؤكدا أنه لا يوجد نجاح كامل أو فشل كامل لعملية السلام، إذ لابد من التوصل الي نقطة إلتقاء علي المحاور التي ستتم مناقشتها في المفاوضات .





