بودرة «التلك».. أهم مصادر تمويل «داعش وطالبان» في أفغانستان
الجمعة 25/مايو/2018 - 11:28 م
نهلة عبدالمنعم
يتصارع تنظيم «داعش» وحركة «طالبان»، من خلف ستار ديني -يستقون منه شرعيةً لما ينشرونه من خراب في الدول- على السيطرة على مناجم وثروات أفغانستان، فـ«طالبان» توهم العالم بأن وجودها على الأراضي الأفغانية هو فقط لنصرة الشرع والشريعة، إلا أن الحقيقة توضح أن مناجم أفغانستان وخيراتها هي سبب تمسك الحركة بالوجود داخل البلاد؛ حيث قدرت صحيفة «واشنطن بوست» المكاسب السنوية لـ«طالبان» من التعدين الذي تُجريه على مادة «التلك» بنحو 2.5 مليون دولار أمريكي إلى 10 ملايين دولار.
فيما تقدر الولايات المتحدة ثروة أفغانستان من التعدين بتريليون دولار أمريكي، إلا أن إيرادات التعدين في ميزانية الدولة الرسمية تقدر بـ0.3%، ما يؤكد أن الجماعات الإرهابية ما هي إلا عصابات تسعى لسرقة الدول والعمل على إفقارها لتتمكن من السيطرة عليها.
وينافس تنظيم «داعش» حركة «طالبان» على ثروة أفغانستان؛ حيث سيطر التنظيم على مناطق تعدين في ثلاث مقاطعات في محافظة نانجارهار.
كما أفاد البنتاجون، في يناير الماضي، بأن خطط تنمية الموارد المعدنية لأفغانستان تعثرت؛ بسبب انعدام الأمن والكسب غير المشروع والحكم الضعيف ونقص البنية التحتية؛ حيث أنفقت واشنطن مئات الملايين من الدولارات، منذ عام 2009، في محاولة لتحفيز ودعم تنمية الموارد المعدنية في أفغانستان دون نجاح يذكر، وفقًا للمفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان.
وكشف المتحدث باسم وزارة المناجم والبترول الأفغانية، قدير خان متفي، عن مساعي الدولة لمنع المجموعات الإرهابية من التنقيب غير القانوني في نانجارهار، مؤكدًا أنه تحدٍّ كبير للدولة.
كما تكشف التقارير أن دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من أهم مصادر تمويل «داعش وطالبان» في هذا الإطار؛ حيث تُصدر الجماعات الإرهابية حوالي 500.000 طن من مادة «التلك» وحدها إلى هذه الدول.
ومن المعروف أن 35% من «التلك» المستورد من الولايات المتحدة، يأتي من باكستان وتستخرجه الجماعات الإرهابية هناك.
ويستخدم «التلك» في إنتاج مستحضرات التجميل والطلاء والسيراميك والمواد الغذائية والكابلات الكهربائية وغيرها من المواد.
كما أن التعدين غير القانوني للأحجار الكريمة والمعادن مثل «اللازورد» هو مصدر رئيسي لإيرادات حركة «طالبان»، لذا يستغل «داعش» كل قوته للسيطرة على هذه المناجم؛ حيث سبق أن قال داعشيون «إن الاستحواذ على المناجم الأفغانية سيتم مهما كان الثمن».
ومن المواد التي يستخرجها «داعش» من المناجم هي مادة «الكروم»، التي يتم إنتاجها من خام الكروميت، وتستخدم في تصنيع الفولاذ المقاوم للصدأ والزجاج ودباغة الجلود؛ ما يجعله مصدر ثروة هائلة لتمويل التنظيم.
وقدرت الصحف الأجنبية عدد العناصر الداعشية في أفغانستان بحوالي 2000 مسلح، ما يعني أن أموال المعادن ستكون مصدرًا مهمًّا لتمويلهم.
يذكر أن الأقمار الصناعية رصدت عناصر الجماعات الإرهابية وهي تقوم باستخراج ثروات المناجم الأفغانية وإدارتها لحسابها.
وتعد السيطرة على المناجم الأفغانية من الأمور الملحة بالنسبة لـ«داعش»، خاصة بعد خسارته آبار النفط والبترول التي كان يسرقها في سوريا والعراق، ويبيعها أيضًا للدول الغربية.





