صعود «طالبان».. خطر «داعش» يتزايد على أفغانستان
يعتبر وجود تنظيم داعش الإرهابي أكبر التهديدات التي تواجه أفغانستان، في الوقت الحالي؛ خاصة في إطار المنافسة الشرسة بين التنظيم ووجود حركة طالبان التي كانت يومًا ما شريكًا للتنظيم، الذي لم يكن يتحرك إلا بإذن منها، كما فعل تنظيم القاعدة مع الحركة من قبل.
عداء مبكر
ومع الصعود الثاني لحركة طالبان في أغسطس الماضي بدأ تنظيم داعش عملياته المسلحة ضد الحركة، بل وضد أفغانستان باستهدف مطار كابول في 26 أغسطس الماضي (2021) عملية إرهابية أسفرت -حتى الآن- عن مقتل ما يقرب من 20 قتيلًا وإصابة نحو 40 آخرين، منهم عناصر من قوات المارينز الأمريكية، بجانب عناصر من القوات التابعة لحركة «طالبان» والمتعاونين، وهى العملية التي أعلن تنظيم «داعش» تبنيها عبر بيان نشره على قنواته المغلقة «دارك ويب» مساء اليوم نفسه بعنوان «سقوط نحو 160 قتيلًا وجريحًا من القوات الأمريكية والمتعاونين بهجوم انتحاري قرب مطار كابل»، حيث كشف «داعش» تفاصيل العملية الإرهابية، وقال إن أحد عناصره -أطلق عليه اسم عبدالرحمن اللاهوري- تمكن من اختراق التحصينات الأمنية التي تقيمها القوات الأمريكية وقوات «طالبان» حول العاصمة كابل، واستطاع الوصول إلى تجمع كبير للمترجمين والمتعاونين مع الجيش الأمريكي عند مخيم باران قرب مطار كابل، ومن ثم قام بتفجير الحزام الناسف.
استهداف المدنيين
ويوم الثلاثاء 2 نوفمبر الجاري استهدف التنظيم الإرهابي مستشفى سردار محمد خان العسكري في العاصمة كابول، ما أدى إلى وفاة 19 شخصًا وإصابة خمسين آخرين على الأقل؛ حسب مسؤول بوزارة الصحة المحلية. وكان تنظيم «داعش» هاجم المستشفى الذي يحوي 400 سرير في عام 2017 مما أودى بحياة أكثر من 30 شخصًا. وأعلن مسؤول من طالبان في وقت لاحق أن الهجوم «اعتداء انتحاري».
وأفاد مسؤولون في طالبان أن من بين ضحايا الهجوم القيادي العسكري في الحركة مولوي حمد الله مخلص، العضو في شبكة حقاني والقوات الخاصة، ويعد مخلص أعلى مسؤول في «طالبان» يقتل منذ تولت السلطة.
وفي مساء يوم الحادث، أعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، وقال في بيان نشرته منابر التنظيم الإعلامية على موقع تليجرام: أن «خمسة من مقاتلي داعش نفذوا هجومًا منسقًا متزامنًا» على مستشفى سردار محمد داود خان العسكري في كابول، فيما فجر أحدهم نفسه على باب المستشفى واشتبك زملاؤه مع عناصر طالبان.
استهداف الشيعة
ورغم المواقف القديمة لطالبان من الشيعة واتفاق الحركة مع داعش في معاداتهم، لكن «طالبان» اتخذت منحى جديدًا بعد عودتها مرة أخرى للسلطة بمحاولة التقرب منهم وطمأنتهم، وأصدرت الحركة عدة بيانات طمأنة لهم، إلا أن تنظيم داعش لا يزال يحاول يضرب عصفورين بحجر واحد بتقويض هذه الطمأنة من جانب ومن جانب آخر تنفيذ عمليات دموية ضد الشيعة.
وقبل أسبوعين من تفجير مستشفى كابول استهدف التنظيم الإرهابي أكبر مسجد للشيعة في قندهار، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم انتحاري، العملية التي أسفرت عن مقتل 41 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات. مؤكدا أن انتحاريين نفذا هجومين منفصلين داخل المسجد خلال صلاة الجمعة.
وقال في بيان عبر منابره الإعلامية: «فجر الانتحاري الأول سترته الناسفة على جموع المشركين في رواق المسجد، بينما فجر الانتحاري الآخر سترته الناسفة في وسطه».





