ad a b
ad ad ad

داعش أفغانستان.. منصة إرهابية جديدة تهدد أوروبا وأمريكا

الإثنين 10/يونيو/2019 - 06:58 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
بعد تكرار هزائمه العسكرية وفقده مناطق سيطرته ونفوذه، ودحره في كل من العراق وسوريا، توجه تنظيم داعش الإرهابي، أفواجًا وجماعات إلى أفغانستان- الأنسب له من حيث التضاريس الوعرة والاضطرابات السياسية- بعد أن كان وجوده فيها مقتصرًا على بعض العناصر غير الفاعلة، وعمل على توسيع قواعده في البلاد، حتى ولو على حساب الحركة الإرهابية الأصلية هناك وهي طالبان التى وصلت لسدة الحكم ذات يوم قبل أن تطيح بها الولايات المتحدة الأمريكية أعقاب أحداث سبتمبر 2001.


داعش أفغانستان..
وفقًا لتقرير نشره موقع سكاي نيوز، تتواجد القوات الأمريكية منذ 20 عامًا، علي أمل إعادة أفغانستان إلى الطريق الصحيح وعودة الاستقرار والقضاء على حركة طالبان التي طالما هددت الأمن في أفغانستان، ولكن مع دخول تنظيم داعش في 26 يناير 2015، وأعلن أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم الإرهابي، قيام ولاية خراسان «فرع تابع لداعش، يتخذ من باكستان وأفغانستان محلًا لنشاطه»، أصبح في مجال لاشك فيه أن داعش يمثل تهديدًا كبيرًا على  الجيش الأمريكي؛ بسبب عملياته الإرهابية ضد المدنيين والعسكريين الأمريكيين .

وتزداد المخاوف، من صعوبة انحسار تواجد حركة طالبان، خاصًة بعد التقدم الملحوظ في المفاوضات بينها وبين الحكومة الأفغانية بقيادة أشرف غني رئيس البلاد، وتزايد تواجد تنظيم داعش الإرهابي بشكل يدعو للقلق.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس، قال مسؤول في المخابرات الأمريكية في أفغانستان: إن العمليات الإرهابية التي تشن ضد العاصمة الأفغانية كابول، ماهي إلا تمرين على تنفيذ عمليات مسلحة ضد القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، أن تنظيم داعش يستهدف شن عمليات خارج أفغانستان، وحدد الوجهة المقبلة في أمريكا وأوروبا، لذلك علينا أن نزيد من الاحتياطات الأمنية في القارة العجوز وواشنطن، على أمل القدرة في التصدي لهجمات محتملة عليهم.

وفي هذا الإطار، أوضح مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، بروس هوفمان، أن تنظيم داعش الإرهابي يأخذ أفغانستان قاعدة جديدة له بعد أن هزم في العراق وسوريا، مشيرًا إلى أن التنظيم زوَّد من الإمكانيات المسلحة له في شرقي البلاد، علي أمل استعادة نفوذه المفقود.

وفي صيف 2014، ظهر تنظيم داعش في أفغانستان وباكستان، متخذها ملاذًا أمنًا لنشاطاته في جنوب آسيا، وعين حينها حافظ سعيد خان زعيم له، وأطلق التنظيم على فرعه في أفغانستان باسم ولاية خراسان، وهو الاسم الذي كان يطلق على أجزاء من أفغانستان وإيران وآسيا الوسطى في العصور الوسطى.


داعش أفغانستان..

داعش افغانستان

في الداخل الأفغاني، نفذ تنظيم داعش هجمات إرهابية، وفي البدايات واجه التنظيم بعض الصعوبات؛ حيث قتل قادته في غارات أمريكية، ولكنه استطاع الحصول علي دعم كبير من انضمام حركة أوزبكستان الإسلامية إلى صفوفه في عام 2015، وفي هذه اللحظات يتواجد في التنظيم الإرهابي آلاف بعد انضمام عدد كبير من آسيا الوسطى  والشيشان والهند وبنجلاديش، والذين لهم القادرة على  ممارسة هوايتهم المفضلة والقيام بعمليات انتحارية في البلاد.

 

ويتركز التنظيم الإرهابي في  ولاية نانجارهار شرقي البلاد، وهي منطقة وعرة على طول الحدود مع باكستان، لكن له وجود قوي في شمال أفغانستان، وتوسع مؤخرًا في ولاية كونار المجاورة.

داعش أفغانستان..

طالبان حليف

وينظر قادة الجيش الأمريكي، ومسئولو المخابرات الأمريكية، الآن إلى طالبان بأنها حليف محتمل ضد تهديدات تنظيم داعش الإرهابي.

وخلال الفترة الماضية، أكدت طالبان، أنهه ليس لديها طموح في السلطة، وأنها تسعى لإنهاء حالة الحرب في البلاد، وإقامة مصلحة مع الحكومة الأفغانية بقيادة أشرف غني.

وكان المبعوث الأمريكي، زلماي خليل زاد، أجري العديد من المفاوضات بين طرفي الصراع الدائر في البلاد، خلال الأشهر الماضية، علي أمل إنهاء حالة الصراع الذي دام إلى أكثر من 20 عامًا .

 

فيما قالت المخابرات الأمريكية: إننا نسعي لتسوية الحرب في أفغانستان، عن طريق التشاور والتفاوض بين طرفي الصراع الحكومة الأفغانية من ناحية وحركة طالبان من ناحية أخرى، كما نسعى لمد يد العون لإنهاء تواجد تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان.

داعش أفغانستان..

أوروبا الواجهة المقبلة  

على صعيد متصل أكد مسؤول بالمخابرات الأمريكية، ضرورة المواجهة العسكرية القوية ضد تنظيم داعش الإرهابي،  وإلا سيتمدد التنظيم وينتشر، وربما ستكون واجهته في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

من جانبه، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: إن ما تسمى ولاية خرسان هي ضمن الخطط البديلة التي يعتمد عليها داعش لتعويض خسائره في الشرق الأوسط وخطورتها أنها تستهدف الانتشار والتمكين في دول ذات مواقع استراتيجية مهمة وتدخل في ملفات صراع دولي وتمس مصالح قوى دولية وكذلك تكمن خطورتها في طبيعة المنتسبين لها؛ حيث تضم نخبة من مسلحي داعش الأشد ضراوة وتوحشًا.

وأكد النجار في تصريح خاص للمرجع، أن تنظيم داعش الإرهابي يسعى إلى الاستفادة من انتشار تنظيم القاعدة في السابق في هذه البلاد في حقبة التسعينيات وهناك استخدم أراضي هذه البلاد لإقامة معسكرات تدريب ومراكز تخطيط وانطلاق للقيام بالعديد من العمليات الإرهابية الكبرى فعملية تفجيرات مركز التجارة العالمي الأولى تم الإعداد لها في الفلبين وتفجيرات سبتمبر تم الإعداد لها في أفغانستان ولهذا داعش حريص على التواجد في أفغانستان.

 

وعن قدرة أمريكا على إنهاء وجود داعش في أفغانستان، أشار إلى أن ذلك  يحتاج إلى تنسيق بين الدول التي ينتشر فيها التنظيم على مستوى المعلومات والمخابرات وتحديث قوانين وتشريعات قادرة على مواجهة هذه الظاهرة.

 


"