أوهام الخلافة.. وقود «داعش» لإحراق أفغانستان
الجمعة 14/يونيو/2019 - 01:44 م
علي عبدالعال
قال مدير مركز الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، بروس هوفمان: إن أفغانستان قاعدة جديدة محتملة لتنظيم داعش الآن بعدما تم طرده من العراق وسوريا.
وأضاف متحدثا لوكالة «أسوشيتد برس»: «لقد استثمر تنظيم داعش قدرًا من الاهتمام والموارد في أفغانستان»، مشيرًا إلى «تخزين ضخم للأسلحة» في شرقي البلاد.
وفي الجبال الوعرة شمال شرقي أفغانستان عمل التنظيم على توسيع نطاق وجوده، وتجنيد عناصر جديدة، والتخطيط لشن هجمات، وفقًا لمسؤولي أمن أمريكيين وأفغان.
التهديد الأكبر
وبعد ما يقرب من عقدين على الغزو الأمريكي لهذا البلد ينظر إلى داعش على أنه أكبر تهديد من طالبان؛ بسبب قدراته العسكرية المتطورة بشكل متزايد واستراتيجيته في استهداف المدنيين سواءً في أفغانستان أو خارجها، في حين بات كثيرون ينظرون إلى طالبان، التي يشتبك مقاتلوها مع عناصر داعش، كشريك محتمل في احتوائها.
وظهر تنظيم داعش في أفغانستان بعد فترة وجيزة من اجتياح إرهابييه الأساسيين مساحات واسعة من سوريا والعراق في صيف عام 2014، وإعلان ما أسموه «الخلافة» في حوالي ثلث كلا البلدين.
ويشير التنظيم إلى فرعه في أفغانستان باسم ولاية خراسان، وهو الاسم الذي كان يطلق على أجزاء من أفغانستان وإيران وآسيا الوسطى في العصور الوسطى.
القتل باسم الدعوة العالمية
في البداية، كان عدد ممن ينتسب إلى داعش بضع عشرات معظمهم من طالبان الباكستانية، الذين طردوا من قواعدهم عبر الحدود وجذبتهم أيديولوجية داعش الأكثر تطرفًا.
وبينما حصرت حركة طالبان كفاحها داخل أفغانستان فحسب، فإن عناصر داعش، بإعلانهم الولاء لزعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، فإنهم اعتنقوا ما أطلقوا عليه «الدعوة العالمية» والتي لم تكن سوى إراقة دماء كل من لم يؤمن بالتنظيم الإرهابي، سواءً كان من المسلمين أو من غيرهم.
وداخل أفغانستان، شن داعش هجمات واسعة النطاق على الأقلية الشيعية، وواجه التنظيم بعض العثرات المبكرة؛ حيث قتل قادته في غارات جوية أمريكية، لكنه حصل على دعم كبير عندما انضمت «حركة أوزبكستان الإسلامية» إلى صفوفه عام 2015.
واليوم يضم التنظيم الإرهابي، عناصر غير عربية كثير منهم جاءوا من آسيا الوسطى ودول عربية والشيشان، والهند وبنجلاديش، إضافةً إلى أقلية الإيجور من الصين.
ولطالما كان داعش متمركزًا في ولاية نانجارهار شرقي البلاد، وهي منطقة وعرة على طول الحدود مع باكستان، لكن له وجود قوي في شمال أفغانستان، وتوسع مؤخرًا في ولاية كونار المجاورة؛ حيث قد يكون من الصعب التخلص منه.
ويقول عضو مجلس ولاية نانجاهار، أجمل عمر: إن هناك تواجدًا لتنظيم داعش الآن في جميع الولايات الأربع «نانجارهار ونورستان وكونار ولجمان».
ويضيف «الآن في كونار، الجانب الأيمن من الطريق لطالبان، والجانب الأيسر لداعش والحكومة في المنتصف، ويقال: إن كونار ستحل قريبًا محل الشرق الأوسط كمركز ثقل لتنظيم داعش.
وقال المسؤول الاستخباراتي الأمريكي: «عندما بدأوا في أفغانستان، ربما كانوا 150 داعشيًّا، لكن اليوم هناك الآلاف منهم، الأنباء السيئة التي لدينا هي سيطرتهم على مناطق رئيسية ومرتفعات؛ حيث يمكنهم الوصول بسهولة إلى المال والسلاح والمعدات.. ومن ثم، يستطيعون شن هجمات والتخطيط لها، والتدريب عليها، وتنفيذها بسهولة وسرعة، وأضاف: «أعتقد أن توسيع الأراضي في شرق أفغانستان هو هدفهم العسكري الأول».
أمريكا وطالبان.. سنوات من الحرب والتحالف
مر ما يقرب من 18 عامًا منذ أن غزت الولايات المتحدة أفغانستان للإطاحة بنظام طالبان، الذي كان يؤوي تنظيم القاعدة عندما كان بن لادن ومساعدوه يخططون لهجمات 11 سبتمبر، والآن ينظر مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أمريكيون إلى طالبان كحليف محتمل ضد تهديد مماثل.
وخلال الأشهر الماضية، قالت طالبان: إنها ليست لديها طموحات لاحتكار السلطة في «أفغانستان ما بعد الحرب»، في حين أن تنظيم داعش يصر على الإطاحة بحكومة كابل من أجل إقامة خلافته المزعومة.





