ad a b
ad ad ad

إيران والوقود.. محطات معطلة ونظام فاشل وغضب شعبي ينذر بكارثة

السبت 30/أكتوبر/2021 - 06:56 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة
إيران والوقود.. محطات

بالتزامن مع اقتراب الذكرى الثالثة من تظاهرات نوفمبر 2019، التي اندلعت احتجاجًا على زيادة أسعار البنزين في إيران بنسبة 200%، شهدت عدة محطات وقود في أنحاء الجمهورية الإيرانية، خللًا واضحًا في عملها، ما دفع البعض للقول إن هجومًا إلكترونيًّا هو السبب في ذلك الخلل، في حين أن مسؤولي نظام الملالي خرجوا ليأكدوا أن هناك عطلًا فنيًّا فقط، هو ما تسبب في توقف نظام الوقود الذكي، الأمر الذي أثار غضب المواطنين الإيرانيين بشدة، وهذا ما دفع المسؤولين الإيرانيين لإجبار بعض وسائل الإعلام المحلية لحذف أي خبر متعلق بوجود عطل في محطات تزويد الوقود، وهو ما يدل أن النظام الإيراني يتخوف من اندلاع احتجاجات إيرانية مجددًا.


هجوم إلكتروني أم عطل فني؟


وكانت البداية عندما أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية «إيسنا» في 26 أكتوبر 2021، أن نظام توزيع البنزين في محطات الوقود في أنحاء إيران توقف بسبب خلل في نظام الوقود الذكي، وهذا ما أكده «همايو صالحي»، رئيس جمعية مالكي محطات الوقود، الذي كشف عن وقوع «هجوم إلكتروني» على محطات الوقود الإيرانية.


وتم التأكيد على أن الهجوم الإلكتروني الذي قام به عملاء أجانب، نجم عنه ظهور رسالة على اللوحات الإعلانية الرقمية المعلقة في العاصمة الإيرانية طهران، كتب عليها، «البنزين المجاني في محطة # جماران وخامنئي! أين بنزيننا»، وتفاعل رواد التواصل الاجتماعي في إيران مع هذا الخبر، ودشنوا هاشتاج جاء تحت عنوان، «أين البنزين يا خامنئي؟»، الأمر الذي دفع  بتوجه عدد كبير من الإيرانيين إلى محطات الوقود للحصول على البنزين المجاني ولكنهم لم يجدوا شيئًا.


وجراء ذلك، تحركت سلطات الملالي وأجبرت وكالة أنباء «إيسنا» على حذف الخبر من موقعها بعد بضع دقائق فقط دون أي تفسير، وقامت وسائل إعلام النظام بنشر أخبار تفيد أن هناك مشاكل فنية شهدتها محطات الوقود في معظم أنحاء البلاد، وهي ما تسببت في تعرض هذه المحطات لعطل وخلل في تزويد الوقود.


مزاعم الملالي


وخرج المتحدث باسم وزارة البترول الإيرانية «علي فروزنده»، للتعليق على هذا الأمر، قائلًا: «هناك مشكلة فنية في نظام بطاقة الوقود عطلت عملية التزود بالوقود، لكن لا يزال بإمكان الناس استخدام البنزين بالسعر الحر في المحطات»، ومدعيًا أن الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات البترولية، قامت عقب وقوع هذا الخلل، بإيقاف تشغيل النظام الذكي.


وبدلًا من أن يحاول نظام الملالي التصدي لاختراقاته الأمنية، بدأ يؤكد أن العدو هو المتسبب في ذلك (إشارة إلى إسرائيل)، لاندلاع احتجاجات ضد النظام في 2021، حيث قال رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني «وحيد جلال زاده»، «إن أجهزة المخابرات تخطط لإحداث اضطرابات في نوفمبر 2021 منذ شهور»، إضافة أن الرئيس الإيراني «إبراهيم رئيسي» علق على ذلك، زاعمًا أن الهدف من الهجوم السيبراني إثارة غضب الناس، قائلا: «هذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة، استعدوا وأمنوا أنفسكم لمنعها والتعامل معها».


فشل إيراني


وحول ذلك، أوضح «محمد عبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن وقوع  اختراق إلكتروني في محطات الوقود في إيران، أمر أكيد، خاصة أن طهران تعاني منذ فترة طويلة من الاختراق الأمني الذي انعكس على انفجارات المنشآت النووية واغتيال بعض علماء إيران النووين، بجانب اختراق بعض السجون في إيران، ونشر فيديو يكشف عن الفظائع التي يرتكبها نظام الملالي بحق المعتقلين في هذه السجون.


ولفت «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن وقوع اختراق في محطات الوقود فشل كبير لنظام الملالي، يدل على 3 عوامل، أولهما، التأكيد على أن إيران لديها خرق أمني واسع متعلق بكافة القطاعات في إيران التي فشلت حتى الآن في إيجاد حل لتلك الاختراقات، والأمر الثاني، أن محطات الوقود تخص الحياة المعيشية للمواطن الإيراني الذي يدفع مبالغ طائلة للحصول على هذا الوقود بجانب السلع الأخرى، وهذا قد يعكس أن استهداف مصالح الناس وارد في الأيام القادمة، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء والمياه.


وأضاف المحلل السياسي المتخصص في الشأن الإيراني، أن الأمر الثالث، هو أمر سياسي، لأنه يأتي بالتزامن مع احتجاجات نوفمبر عام 2019 المتعلقة بارتفاع أسعار الوقود، حيث خرج وقتها آلاف المواطنين وهتفوا ضد نظام المرشد «علي خامنئي» الذي قام بدوره بقمع تلك الاحتجاجات، وهو ما يؤكد أيضًا أن الأيام المقبلة في إيران قد تشهد اختراقات أخرى.

"