إحراج الفصائل.. إيران تعترف بتوظيف القضية الفلسطينية لتحقيق مصالحها
على الرغم من التوظيف الإيراني للقضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية واستقطاب الشباب العربي عن طريق ترديد الشعارات الحماسية، ومحاولة تقزيم الأدوار العربية في نصرة القضية الفلسطينية أو محاولة إظهارها بالتخاذل، هو السياسة التي انتهجتها إيران منذ سنوات، لكنه للمرة الأولى التي تعترف فيها بتوظيف القضية والفصائل الإيرانية لخدمة مشروع طهران.
وجاء هذا الاعتراف ضمن تصريحات لسياسي إيرانى بارز، أكد خلالها أن بلاده أصبحت أكثر قوة، وأنها صنعت العديد من الجيوش التي تدافع عنها خارج حدودها.
وعلى الرغم من السياسة التي تنتهجها إيران
لاتخفى على أحد، خاصة خلال السنوات الأخيرة، والتي اعتمدت خلالها على دعم ميليشيات
شيعية وتسليحها وتحريكها لتنفيذ الأجندة الإيرانية، فإن التصريحات الإيرانية لم
تقتصر على الميليشيات الشيعية.
إحراج الفصائل الفلسطينية
التصريحات التي أطلقها «علي غلام رشيد» قائد ما يعرف بـ «مقر خاتم الأنبياء» في تصريحات نقلتها وكالة «مهر» الإيرانية، أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق (قتل في غارة أمريكية فى بغداد)، أعلن قبيل مقتله بـ3 أشهر أنه قام بتنظيم 6 جيوش خارج الأراضي الإيرانية بدعم من قيادة الحرس الثوري الإيراني وهيئة الأركان العامة للجيش، تضمنت الحديث عن حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين.
واعترف بأن تلك الجيوش تحمل ميولًا عقائدية، وتعيش خارج إيران، ومهمتها الدفاع عن طهران ضد أي هجوم، مشيرًا إلى أن هذه الجيوش تشمل حزب الله اللبناني، وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، والحشد الشعبي العراقي، وميليشيا الحوثي في اليمن، مؤكدًا أن تلك القوات تمثل قوة ردع بالنسبة لإيران.
ورغم أن تصريحات «غلام»، تعد اعترافًا واضحًا بتمويل إيران لميليشيات بالمنطقة، بعد نفي مستمر خصوصًا حول وجود قوات إيرانية في اليمن ودول عربية أخرى وتأثير ذلك على سياسة طهران الخارجية، إلا أن هذه التصريحات تسببت في حرج بالغ لحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين اللتين سارعتا بالإدلاء بتصريحات بأن نشاطهما هدفه المقاومة ضد إسرائيل.
خاصة أن تلك التصريحات جاءت بعد اعترافات لمسؤول إيراني آخر في مايو الماضي، بأن طهران تقدم ملايين الدولارات لحركة حماس كل شهر، مؤكدًا أن لدى إيران مشاريع في المنطقة يخصص دخلها لتمويل الحركة الفلسطينية، وهي التصريحات التي تضر بالقضية الفلسطينية ككل.
الفصائل ترد
سارعت قيادات في حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين بالرد على التصريحات الإيرانية التي أظهرتهما مجرد أذرع لإيران في المنطقة، حيث أكد نائب رئيس حركة حماس في الخارج الدكتور موسى أبومرزوق، أن حماس حركة مقاومة وطنية فلسطينية إسلامية، هدفها مقاومة الاحتلال لتحرير فلسطين وعودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه.
وذكر القيادي في حماس، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل «تويتر»، أن حماس يقتصر عملها على مقاومة الاحتلال على أرض فلسطين، وهي مع فصائل المقاومة حلقة في جهاد الشعب الفلسطيني لمقاومة الغزاة.
كما سارعت حركة الجهاد الإسلامية للرد على تصريحات المسؤول الإيراني، التي اعتبرت الحركة مجرد ذراع لتنفيذ أجندة طهران، حيث قالت الحركة: «إن هدف تحالفها مع إيران هو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ولا يرتبط بأي أهداف أخرى».
وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها على الانترنت: «نؤكد تحالفنا مع إيران في مواجهة الكيان الصهيوني واحتلاله لفلسطين، وأن مقاومة الشعب الفلسطيني موجودة منذ تأسيس المشروع الصهيوني واحتلاله لفلسطين، وليست مرتبطة بأي هدف آخر، لافتة إلى أن المقاومة، بما فيها إيران، تقف موضوعيًّا في جبهة واحدة ضد العدو الصهيوني وحلفائه».





