إيران وحزب الله.. شركاء جلب العقوبات على لبنان

أثار إعلان ميليشيا حزب الله اللبناني، أغسطس الماضي، استقدام وقود من إيران، انتقادات حادة داخل الطبقة السياسية في بيروت، إذ أكدت السلطات اللبنانية مرارًا التزامها في تعاملاتها المالية والمصرفية بالعقوبات المفروضة على النظام الإيراني، وهي عقوبات لا تشمل طهران فقط بل كل جهة تتعامل معها أيضًا.

استنكار حكومي
وانتقد رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي، دخول هذه الشحنات إلى الأراضي اللبنانية، لكنه أشار إلى أن طريقة وصولها لا تعرّض بلاده للعقوبات الأمريكية.
وتابع خلال تصريحه لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية: «أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان، ولكن ليس عندي خوف من عقوبات عليه؛ لأن العملية تمت بمعزل عن الحكومة».
ووصلت صباح الخميس 16 سبتمبر 2021، عدة صهاريج محملة بالمازوت الإيراني إلى منطقة حوش السيد علي في الهرمل شمال شرقي لبنان، قادمة من إحدى الموانئ السورية.
ورغم معارضة ميقاتي، تستمر طهران في إرسال شحنات الوقود إلى لبنان عبر سوريا، وهو ما أظهره موقع مراقبة السفن «تانكر تراكرز»، الأحد 19 سبتمبر 2021؛ إذ كشف الموقع أن شحنة وقود إيرانية ثالثة في طريقها إلى الموانئ السورية لتُنقل حمولتها لاحقًا إلى لبنان.
فيما قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إنه اتخذ قرارًا وصول البواخر الإيرانية إلى ميناء بانياس السوري، عوضًا عن موانئ لبنانية، للحيلولة دون ما وصفه بـ«إحراج» الدولة اللبنانية وتعرضها لعقوبات، موضحًا أنه تم الاتفاق على وصول ثلاث سفن تحمل المازوت، وواحدة تحمل البنزين.

تحذير أمريكي وتمادٍ إيراني
من جانبها، حذرت جيرالدين جريفيث، المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، من أن استيراد الوقود من إيران قد يؤدي لفرض عقوبات على لبنان.
وأوضحت أن العقوبات الأمريكية تستهدف التعامل والتجارة غير الشرعية مع الدول المفروض عليها عقوبات كإيران، ولا يخفى على أحد أن أنشطة حزب الله تقوض مؤسسات الدولة، وقد تعرض البلاد لعقوبات.
وأشارت جريفيث إلى أن جلب النفط من إيران ليس في صالح الشعب اللبناني، بل يعرضه للخطر، مضيفة: نحن على استعداد لتوفير الدعم للبنان، لكن يجب أن تتوفر الرغبة من قبل السلطة للقيام بواجباتها.
ومن ناحيتها زعمت الخارجية الإيرانية، أن شحنة الوقود المرسلة إلى لبنان كانت بطلب من سلطات بيروت.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده إن بلاده تلتزم بمساعدة الدول الصديقة، مضيفًا أنه إذا أراد لبنان شراء النفط والوقود الإيراني مرة أخرى نحن جاهزون.
ويعاني لبنان منذ أشهر أزمة نقص وقود انعكست على مختلف القطاعات من مستشفيات ومخابز واتصالات ومواد غذائية، وسط انهيار اقتصادي مستمر منذ عامين صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.