ad a b
ad ad ad

حكام أفغانستان الجدد.. التفرد بالحكم والتعددية السياسية بين القادة والأتباع

الأربعاء 01/سبتمبر/2021 - 12:41 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

أعلنت حركة طالبان تعيين حكام لولايات أفغانستان المختلفة بالإنابة، في خطوة سعت لها الحركة من أجل السيطرة على الأوضاع داخليًّا، وإحكام قبضتها الأمنية، والتأكيد على قوة الحركة على الأرض، وتفويت الفرصة على المنافسين لاستغلال الترهل السياسي بالبلاد.

حكام أفغانستان الجدد..
تعي «طالبان» حالة الاضطراب السياسي والاجتماعي القائمة بالبلاد عقب الانسحاب العسكري للقوات الأمريكية وحلفائها بحلف الناتو من البلاد، وفي الوقت ذاته تحضر لاعتلاء قمة الحكم بعد هروب حكومة أشرف غني المتخلى عنها أمريكيًّا، ومن ثم فإن اتجاهها للسيطرة على ولايات البلاد عبر حكام تابعين لها هي خطوة أولية لتجهيز البلاد لسنوات حكم طالبان.

طالبان تحكم الولايات وتتحكم في الوزارات

تمثل العاصمة كابول أهم ولاية في سلسلة سيطرة طالبان، ولذلك كانت الأولى في هذا القرار، إذ أعلنت الحركة تعيين عبدالرحمن منصور ثم إقالته، معلنة تعيين الملا شيرين كحاكم للعاصمة، وتعيين حمدالله نعماني عمدة كابول.

كما اهتمت الحركة بتعيين وزراء جدد إلى جانب حاكم العاصمة، وهم جول أغا كوزير للمالية، وصدر إبراهيم كوزير للداخلية بالإنابة، وسيتولى نجيب رئاسة هيئة الاستخبارات.

وأعلن المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، تعيين محمد إدريس مسؤولًا لبنك أفغانستان، وذلك لإخضاع الإدارة المالية والمصرفية بالبلاد لسلطة الحركة، وحتى لا يتلاعب أي من التيارات الأخرى بمصارف البلاد.
حكام أفغانستان الجدد..
طالبان والتعددية السياسية

تبنت حركة طالبان خطابًا منضبطًا لحصد التوافق الدولي على سلطتها الجديدة، مؤكدة من خلاله جاهزيتها لتشكيل حكومة توافقية، على الرغم من أن المبعوث الأمريكي بأفغانستان وقائد الفريق الأمريكي للمفاوضات مع طالبان زلماي خليل زاده أكد في تصريحات سابقة أن الحركة تسعى لحصد نصيب الأسد في الحكومة الجديدة.

وفي ظل التضارب حول خلاف الحركة مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبدالله عبدالله، وما إذا كانت الحركة قد وضعتهما بالفعل قيد الإقامة الجبرية وفقًا للأنباء المتداولة التي تحاول طالبان نفيها، دون تصريح حقيقي واضح من الشخصيتين محل الخلاف، فإن اختلافات الحركة مع المتعاونين معها يبدو مؤشرًا على رغبة طالبان في السيطرة الأحادية على الحكم.

تبقى قدرة طالبان على قبول التعددية السياسية متغيرًا للحكم على جدية خطابها الإعلامي، وما إذا كان  نابعًا من إيمانها بضرورة التوافق السياسي والاجتماعي خلال المرحلة المقبلة أم هو مجرد دعاية إعلامية لحصد الاعتراف الدولي ثم الانقلاب على الجميع، وتشكيل سلطة أحادية القرار والرؤية.

لفتت الحركة في خطابها المذاع إلى العالم إلى نيتها التعاون مع المجتمع الدولي لتبديد سوء الفهم بين الأطراف المختلفة تمهيدًا للانخراط دوليًّا، ولكن هذا التعاون الذي تحاول طالبان التلويح به يصطدم بقدرتها على التوفيق بين ما يسوقه القادة وبين ما يعتنقه الأتباع في المستويات الأخرى من الحركة.

وعلى الرغم من أن معتقدات هذه الحركة  تتسق مع تحقيق مبدأ الانصياع إلى الحاكم الشرعي، وهو من وجهة نظرهم قائد طالبان الملا هبةالله أخوند زادة، كما أن مبادئهم العامة تقتضي ضرورة تنفيذ الأوامر القيادية، فإن تغيير المعتقدات بين عشية وضحاها هو أمر صعب للغاية، فالحركة توجه للعالم خطابًا حول احترامها للمرأة، ولكن نجد العناصر الدنيا من الحركة تمزق صور النساء في الشوارع، ما دفع المتحدث باسم الحركة بمطالبة النساء بالمكوث حاليًّا في المنازل لحين التوصل لصيغة مقبولة مع باقي تيارات الحركة حيال وضعهن.

"