ad a b
ad ad ad

حكومة جديدة وخطاب معتدل.. «طالبان» لا تسمع طبول الحرب الأهلية

الأربعاء 25/أغسطس/2021 - 03:27 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تعيش أفغانستان مرحلة انتقالية في حياتها السياسية، وتكثر معها التكهنات بشأن الحكومة الجديدة وطبيعة إدارتها ومكونات تياراتها، وما إذا كانت ستضم أغلب الأطياف الداخلية أم ستقتصر على طالبان، إلى جانب دور القيادة السياسية المقبلة في تقويض نشوب حرب أهلية من عدمه.


حكومة جديدة وخطاب

تختبر الدول في تحولاتها السياسية صراعات متعددة الأطراف للسيطرة على السلطة، وفي الوضع الأفغاني فأن «طالبان» تجهز نفسها منذ سنوات لهذه اللحظة التي مهدت لها الاتفاقية الأحادية التي أبرمت بين الحركة والإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، فهل ستستتب الأمور كاملة إلى الحركة أم ستحاول بعض التيارات القفز على مكاسب المشهد كما في حركة نائب الرئيس السابق أمر الله صالح ونجل الشاه مسعود وغيرهما من الطامعين في مقاعد الحكومة الجديدة.


حكومة جديدة ومطامع  في السلطة

 

تكثر الأطروحات حول تشكيل القيادة السياسية لأفغانستان خلال المرحلة المقبلة، فبالنسبة لتشكيل حكومة متعددة التيارات فأن المبعوث الأمريكي في أفغانستان وقائد الفريق الأمريكي للتفاوض مع طالبان زلماي خليل زاده صرح مطلع أغسطس 2021 بأن الحركة تريد نصيب الأسد من الحكومة الجديدة، وهي تسعى لتمثيل سياسي يوازي سيطرتها على الأرض.


وينم تصريح زلماي عن تسليم أمريكي بالأمر الواقع، غير أنها سبق وضغطت على الحكومة الأفغانية السابقة بقيادة أشرف غني لتحقيق متطلبات حركة طالبان إبان التفاوض الداخلي، ولم تترك لها الفرصة لتكون خصمًا قويًا يواجه الحركة.


وفيما يخص تحالف نائب الرئيس السابق أمر الله صالح ونجل شاه مسعود لمواجهة طالبان، فهي على الأغلب تسعى للتكسب السياسي ومحاولة التربح بأي امتيازات في السلطة الجديدة، ولكن يقابلها تحفظ دولي فروسيا لفتت عبر سفيرها في كابول إلى أن أمر الله صالح لا يتمتع بشعبية جارفة في البلاد، وهو تمهيد لعدم قبول هذا التيار إقليميًّا، كما أنه إيضاح لعلاقات مهمة استطاعت طالبان بناءها إقليميًّا.


حكومة جديدة وخطاب

فرص الحرب الأهلية


إن الصراعات المستعرة بالدول تسهل انزلاقها للحروب الأهلية، ومن ثم فإن سرعة السيطرة على الأوضاع في أفغانستان قد تسهم في تقويض فرص نشوب حرب أهلية بالمنطقة، نتيجة للظروف المواتية للاضطرابات.


فطبقا للمؤشر الدولي للارهاب لعام 2020 والصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بسيدني الأسترالية تحتل أفغانستان مقدمة الدول التي فقدت مواطنين جراء الهجمات الإرهابية في دلالة واضحة على حجم الصراعات الداخلية.


الخطاب الإعلامي لطالبان 


يتبنى زعماء طالبان خطابًا إعلاميًّا منضبطًا للتمهيد لقبولهم دوليًّا كتيار سياسي حاكم لأفغانستان، وفي هذا الشق لفتت الحركة إلى استعدادها لحكومة مؤلفة من جميع التيارات، وهو اختبار حقيقي لجدية الحركة، أي أنها ستقبل بالفعل بحكومة توافقية أم ستسيطر على جميع مقاعدها تاركة القليل لمن هم متفق عليهم مسبقًا عبر المباحثات التي جرت بالمكتب السياسي بالعاصمة القطرية الدوحة.


إن اتجاه الحركة لتعيين حاكم للعاصمة كابول يشير إلى مساعيها العميقة لفرض سيطرتها على أمن العاصمة والتأكيد على تحكمها في زمام الأمور، إذ اختارت الحركة عبدالله منصور أحد أشقاء زعمائها المسؤولين عن الأجنحة الأمنية لضبط إيقاع الأوضاع بالبلاد.


المزيد.. التأثير النفسي لحكم طالبان على الجماعات المتطرفة واستغلال القوى الكبرى له

"