ad a b
ad ad ad

اغتيالات القضاة.. الإرهاب يقتل علماء أفغانستان

الأحد 08/أغسطس/2021 - 06:15 م
المرجع
محمود محمدي
طباعة

تسعى التنظيمات المتطرفة في أفغانستان، إلى إسكات صوت القضاة، إذ يتعرّضون لحملات شرسة بسبب أحكامهم على المتطرفين، وعلى مدار السنوات القليلة الماضية تكرَّرت وقائع استهداف القضاة وأعضاء المحاكم في أفغانستان، وخلال العام الجاري فقط 2021 تم اغتيال 11 قاضيًا.

اغتيالات القضاة..
وفي دراسة له، ذهب مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إلى أنَّه من أهم أسباب استهداف القضاة هو إصدارهم أحكامًا لا تتماشى مع هواهم، فيرفض المتطرفون هذه الأحكام، ويحملون في صدورهم الغِلَّ، ونِيَّة الانتقام، فلا يجدون سبيلًا إلى هواهم المريض سوى رَصاص الغدر والخيانة.

وفي 8 يونيو 2021؛ تم اغتيال القاضي «محمد فيَّاض»، والذي كان يعمل بمحكمة «قندهار» الابتدائية، وقد أعلنت حركة «طالبان» الإرهابية مسؤوليتها عن اغتياله، مدعيةً أن السبب في ذلك اختلاقه للمشاكل في ملفات الحركة.

وقالت الدراسة: إن هذه العمليات الإرهابية، مع تبريرهم لها وإلصاقها بالدين، تجعلنا ندقُّ جرس الإنذار، حيث إنَّ إرهاب القضاة والتدخل في اختصاصهم بشأن إصدار الأحكام القضائية يتسببان في إعاقة حركة المجتمعات، ما يؤدي إلى انهيارها، بسبب الفوضى التي ستنتشر في كل مكان بدلًا من النظام الباعث على الاستقرار، وهذا النهج الإرهابي ليس بجديد لدى تنظيماتٍ عُرِفت باستحلالها لجرائم القتل، واستهانتها بسفك الدماء.

وفي 19 مايو 2013 قام 4 إرهابيِّين باستهداف عدد من القضاة، وتَمَّ القبض عليهم، والأمثلة كثيرة على ذلك، لأن مسلسل الاغتيالِ المُتتابِع للقضاة، يشكِّل تحدِّيًا أمنيًّا كبيرًا لا بُدَّ مِن بَتْرِه، حتى يَنْعَمَ المجتمع الأفغاني بالأمن والسلام.
اغتيالات القضاة..
عمل المرأة

إن التنظيمات المتطرفة ترفض عمل المرأة وخروجَها من بيتها، وعليه تتم عمليات الاغتيال الممنهجة للقاضيات بهدف إرهابهنَّ وبَثِّ الرعب في قلوبهنَّ، ومن أمثلة ذلك حادث إطلاق النار على قاضيتين، 17 يناير 2021، إحداهما تسمى «زكية هروي» والأخرى «قدرية ياسيني»، كانتا تعملان بسلك القضاء منذ عدة سنوات، كما نُفِّذ عدد من العمليات يقترب من 200 عمليةِ اغتيالٍ لقاضيات أفغانيات، وَفقًا لما ذكره المتحدِّث بِاسم المَحكمة العليا.

ومن جانبه، عَلَّق شقيق القاضية زكية هروي على حادث اغتيال شقيقته قائلا: سبَّب حادث الاغتيال الألم والحُزن للأسرة كلِّها، فتبدّل حالها من الفرح والبهجة إلى الحُزن والألم، وأما بالنسبة للسيدة قدرية ياسيني فقد تلقت 5 رَصاصات اخترقت جسدَها، والغريب أنه بمراجعة كاميرات التصوير تبيَّن أنَّ القَتَلَة مجموعةٌ من الفِتيان الصغار، بُنِيَتْ عقولهم الخاوية على عقيدة الاستخفاف بالقتل وسفك الدماء.
اغتيالات القضاة..
الابتزاز المالي
وتعتمد التنظيمات المتطرفة في تمويل عملياتها الإرهابية على جمع الضرائب والإتاوات التي تفرضها على من يقطنون بالمناطق التي تقع تحت سيطرتهم، ومن يرفض هذه الممارسات يلقى منهم عقاب القتل، وهذا ما فعلته طالبان مع أحد مُدَّعي العموم بمحكمة استئناف «بكتيا»، فتَمَّ اغتياله في شهر مارس الماضي 2021 بعد أن رفض دفع أموالٍ كانوا قد طلبوها منه.

ويُستنتج مما سبق أن حركة طالبان تستهدف بعملياتها الوصول لعدد من النتائج منها، إثارة الذعر والقلق بين القضاة:  حيث إنَّ اغتيال الشخصيات البارزة في السلك القضائي  يمثل تهديدًا للمجتمع، ويُثير الذعر في نفوس من يقع على عاتقهم مسئولية الحُكم بالعدل وإثبات حقوق الناس؛ لذا يسعى المتطرفون إلى بثِّ حالة من الخوف بين القضاة، ظانِّين أن هذا سيغيِّر من مواقفهم.

ويَشُدُّ مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أيدي القضاة، ويَقِفُ خلفهم ليكونوا عونًا لانتشار الأمن بين الناس، كما يَحُثُّهم المرصد على عدم مغادرة بلادهم حتى لا يصل المتطرِّفون إلى مُرادِهم الخبيث.

ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف رفضَه التامَّ لكافَّةَ هذه الأعمال الإرهابية على أيدي التنظيمات المتطرفة ضد القضاة، والتي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، مشددًا على ضرورة إرساء قواعد الدين الصحيحة، ونشر الفكر الوسطي بين الصغار والكبار، للحد من استدراجهم أو استقطابهم، حتى لا تستغلهم التنظيمات المتطرفة، وتجعلهم وقودًا للحرب، وخرابًا على الوطن.

"