ad a b
ad ad ad

« بوكو حرام».. عنف متصاعد وضعف في المواجهة

السبت 17/يوليو/2021 - 03:25 م
المرجع
آية عز
طباعة

عقب مقتل زعيم « بوكو حرام» « أبو بكر شيكاو، زادت وتيرة عنف الجماعة وكثرت العمليات الإرهابية التي تقوم بها، إذ تصدرت نيجيريا الشهر الماضي يونيو 2021 قائمة البلدان الأكثر خطرًا في القارة السمراء، فبحسب تقرير «عدسة الإرهاب في إفريقيا» الذي يصدر عن مؤسسة «ماعت للسلام والتنمية»، فقد قتل في نيجيريا خلال شهر يونيو 694 شخصًا، بسبب 47 هجوم شنته بوكو حرام، فضلًا عن اختطاف المئات.

وتعتبر بوكو حرام من أكثر الجماعات الإرهابية عنفًا في القارة السمراء، وذلك وفقًا لإحصائية نشرها المركز العالمي لمكافحة والتطرف «عتدال» خلال الشهور الأولى من عام 2018.


وبحسب مركز «اعتدال»، فإن بوكو حرام تقوم على ثلاثة ركائز فكرية متطرفة خلال السنوات الثلاثة السابقة، وهما (تحريم التعامل مع مؤسسات الدولة ومع أي شخص يؤيد الدولة حتى لو كان رجل دين، وتحريم التعامل مع أي مؤسسة غربية، والانعزال عن البشر والمدن القريبة من أجل الذهاب إلى المرتفعات)، مشيرًا إلى أن الجماعة أصبحت أكثر تطرفًا وتشددًا منذ أن بايعت تنظيم « داعش» في 2015.


ومنذ نشأة الحركة في عام 2009 وحتى الآن لم يستطيع الجيش النيجيري والأجهزة الأمنية القضاء على الجماعة.


وخلال التقرير الحالى نوضع أبرز الأسباب التي توضح صعوبة التخلص من «بوكو حرام» وأسباب تناميها في إفريقيا، فبحسب دراسة عن الجماعة، أعدها موقع « البينة» المختص بالدراسات والأبحاث الخاصة بالسلفيين والجماعات الجهادية، فإن هناك 6 أسباب رئيسية توضع صعوبة القضاء على الجماعة وتناميها في نيجيريا وإفريقيا، وهي على النحو التالي.

المعاقل الآمنة

حيث استطاعت جماعة بوكو حرام، استغلال الطبيعة الخلابة والجغرافيا التي تتمتع بها نيجيريا، مثل الجبال والغابات والمستنقعات، التي اتخذتها فيما بعد الجماعة ملاذًا آمنا لها وقلاعا حصينة بعيدة عن أعين الجيش والشرطة، بالإضافة إلى ذلك تقوم الجماعة بزرع القنابل والألغام والمصايد لمنع وصول أي أجهزة أمنية لها.


وتعتبر غابة «سامبيسا» من أشهر الغابات والأماكن التي تتخدها بوكو حرام معقلًا رئيسيًّا لها، تقوم فيه بتدريب العناصر الإرهابية التابعة لها، وتضع الأطفال والنساء المختطفين بها.


استخدام أسلحة بسيطة الصنع

وأشارت الدراسة إلى أن جماعة بوكو حرام لا تستخدم الأسلحة الثقيلة التي تعوق حركتها، بل تلجأ إلى استخدام البنادق بمختلف أنواعها والأسلحة البيضاء والرشاشات، وهذه الاستراتيجية جعلتها سريعة التنقل من مكان إلى مكان، وجعلتها تُنفذ أكبر عدد ممكن من العمليات في وقت قصير وينتج عنه مئات الضحايا.


شبكات إرهابية قوية مع دول الجوار

وبحسب نفس الدراسة، استطاعت حركة بوكو حرام طوال السنوات الأربع الماضية أن تُقيم شبكة علاقات إرهابية قوية مع التنظيمات المتطرفة سواء كانت التابعة لداعش أو القاعدة في دول الجوار.


ففي خلال الفترة الماضية دخل إلي نيجيريا المئات من العناصر الإرهابية التابعين لداعش عن طريق الصحراء الرابطة بين نيجيريا ومالي والنيجر وبلاد المغرب الإسلامي، إضافة إلى كانت تتلقى الجماعة التمويلات المالية والأسلحة المهربة من التنظيمات الإرهابية المختلفة خاصة المتواجدة في « النيجر وتشاد».


مبايعة «داعش»

ومنذ أن بايعت بوكو حرام أبي بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» عام 2015، أخذت الجماعة على عاتقها تطبيق وتنفيذ الأفكار الداعشية، منها محاربة مؤسسات الدولة باعتبارها كافرة، بحسب زعمهم.


وعلاوة على ذلك بدأت تقوم الجماعة بتطبيق مبدأ داعش وهو تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة دولة الخلافة المزعومة على الأرض، وكان هذا واضحًا من خلال العمليات الإرهابية التي شنتها خلال الثلاث سنوات الماضية، حيث أصبحت أكثر عنفًا وجرمًا، وكانت تقوم أيضًا بإجبار غير المسلمين على اعتناق الديانة الإسلامية عنوة أو القتل، وحتى المسلمين الذين لا يؤيدونهم كانوا يواجهون المصير المحتوم وهو «القتل».


سياسات الحكومة

ومن ضمن الأسباب التي ساعدت جماعة بوكو حرام على التنامي في نيجيريا وجعلت الأجهزة الأمنية لا تستطيع أن تتخلص منها، والتي تحدثت عنها الدراسة، هي سياسات الحكومات النيجيرية والجيش النيجيري، حيث إنها تستخدم العنف المفرط تجاه أي حركة معارضة للدولة، وهذا الأمر سنح الفرصة للجماعة أن تكون إرهابية وأكثر عنفًا.


إضافة إلى ذلك خلال السنوات الأولى من تأسيس بوكو حرام، واجهتها الأجهزة الأمنية واعترضتها ونفذت ضدها الكثير من الحملات الشرسة، مما جعل الجماعة تتجه إلى الشعب وتكسب تعاطف عدد كبير منه، ليقفوا في وجه الدولة وليمدوا لها يد العون.


الأمر الثاني هُنا، هو أن جماعة بوكو حرام تستمد قوتها من الجيش النيجيري نفسه، وذلك لأنه يواجه أزمة في التسليح، ولا يستطيع أن يواجه إرهاب الجماعة، إلى جانب ذلك يقوم عدد كبير من الجنود النيجيريين بالفرار من الجيش بعد دخوله تاركين أسلحتهم غنيمة للجماعة.


العرقيات

وأشارت الدراسة إلى أن  الأمور التي تتعلق بالعرق في نيجيريا لعبت دول كبيرة في تقوية شوكة جماعة بوكو حرام، وذلك لأن نيجيريا بها قبيلتان كبيرتان هما أساس البلاد، وتلك القبائل واحدة منها تُسمى «الهاوسا» وتقع في شمال البلاد وأغلبها مسلمون، والثانية قبيلة «الإيبو» وأغلبها مسيحيون.


وكانت دائمًا تحدث خلافات وأزمات بين القبيلتين بسبب الأمور الدينية، حتى ظهرت الجماعة بزعم أنها ستدافع عن المسلمين.

"