ad a b
ad ad ad

خصمان في قصر قرطاج.. الرئيس التونسي ينتصر للدولة والغنوشي يعلي مصالح الإخوان

الخميس 01/يوليو/2021 - 02:14 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة

 لم يحمل اللقاء الذي دام لثلاث ساعات بقصر قرطاج بتونس العاصمة، بين الرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس البرلمان زعيم حزب النهضة الإخواني، راشد الغنوشي، يوم السبت 26 يونيو 2021، المخرج المأمول للمشهد السياسي التونسي.



خصمان في قصر قرطاج..

تلاسن سياسي

 

أزمات سياسية واقتصادية غرقت بها البلاد منذ ستة أشهر وتناحرت فيها مؤسسات الحكم الثلاث؛ (رئاسة الجمهورية، البرلمان، الحكومة)، لم يُجدِ معها أي اجتماع نفعًا، إذ خرج كلا الطرفين متمسكًا بموقفه المعادي للآخر.


بدأ التلاسن السياسي بتدوينة كتبها مستشار الغنوشي رياض الشعيبي، عقب اللقاء مباشرة، متهمًا فيها «سعيد» بالارتباك وعدم القدرة على الفعل السياسي.


بدوره تمسك «سعيد» بتصريحاته المعادية للنهضة، إذ جدد اتهامه للحركة الإخوانية بالوقوف خلف «نظام خفي» يتحكم في بلاده بعد يوم فقط من لقائه الغنوشي في قصر قرطاج، معيدًا الخلاف إلى المربع صفر.



خصمان في قصر قرطاج..

النظام الخفي

وقال «سعيد»، خلال اجتماعه بأمين عام حركة الشعب، زهير المغزاوي بقصر قرطاج: «تونس باتت ذات نظامين.. نظام ظاهر وآخر خفيّ يتحكّم في البلاد»، على حد تعبيره، مؤكدًا أن الخطر الذي يهدّد الدول هو محاولات ضربها من الداخل وتعطيل مرافقها العمومية الأساسية.


مطالب «سعيد»


 ووفقًا لما نشرته الصحافة التونسية، فـ«سعيد» طالب «لغنوشي» بأربعة مطالب هي: استقالة حكومة المشيشي، وتعديل نظام الحكم لـ«رئاسي» صرف، بدلًا من «برلماني»، إلى جانب كشف الحسابات البنكية لقيادات النهضة، وعدم التدخل في أمور القضاء، إلا أن الغنوشي رفض، مبرزًا رفضه في الهجوم الذي شنته الحركة على سعيد منذ انتهاء الاجتماع.

 

وتتساوى هذه المطالب مع تسليم حركة النهضة لنفسها، إذ يمثل الكشف عن الحسابات البنكية بمثابة التبليغ عن علاقات الحركة بدول أخرى مشتركة معها في الأيديولوجية، فضلًا عن التخلي عن امتيازات النظام البرلماني، وهو ما لن تتخلى «النهضة» عنه، إذ يظل هذا النظام هو البوابة الوحيدة التي تضمن للنهضة التحكم في المشهد السياسي.


ما بعد الاجتماع


أكد الاجتماع الفاشل بين الغنوشي وسعيد أن الأزمة السياسية التونسية لن يُجدي معها الحوار، إذ تتباعد الأهداف بين الأطراف المتصارعة بشكل جعل الحوار غير ممكن، ففي وقت تعمل النهضة على إحكام سيطرتها على الدولة يرى «سعيد» أن الحركة تعمل على طمس الهوية المدنية لتونس وبحكم موقعه كرئيس فهو مسؤول عن الدفاع عن هذه الهوية دون تفاوض أو تنازل.


ولا يتساوى هذا الخلاف مع الخلافات السياسية المعتادة في البلدان التي تنشأ من منطلق الصراع على مطامع سياسية متبادلة، ويظل بذلك سعيد هو العقبة، إذ أنه الطرف الذي يدافع عن الدولة من أجل تونس لا من أجل مصالح شخصية، وهو ما يصعب الأمر على النهضة التي تعجز حتى الآن عن إغرائه أو استقطابه برشوة ما.


ورغم ذلك تمسك رئيس الحكومة المدعوم من النهضة، هشام المشيشي، بخيار اللقاءات، داعيًا إلى عقد لقاء ثلاثي بين الرئاسات الثلاث، لإيجاد حل للازمة السياسية الراهنة، قائلًا: «إن الأصل في الأشياء أن تعمل الرئاسات الثلاث دون وساطات وبعيدًا عن منطق التباعد».


وأكد في تصريح إعلامي على هامش اللقاء الخامس لسلسلة لقاءات بيت الحكمة، الذي احتضنه بيت الحكمة بقرطاج، ضرورة الحفاظ على دورية اللقاءات بين الرئاسات الثلاث، ونبذ منطق التباعد الذي من شأنه أن يحيل إلى عديد التخمينات، والحد من منطق الوساطات.


وفي رده عن سؤال بشأن سحب الثقة من الحكومة الحالية في غضون ستة أشهر، قال المشيشي «إنها مجرد تسريبات وتخمينات وأيضًا أمنيات».


للمزيد.. جمعيات الباب الخلفي.. مدخل الإخوان في تونس لاستغلال الفقراء مجددًا


"