استمرار مسلسل التجريف.. الحوثي ينهب آثار اليمن
الأربعاء 02/يونيو/2021 - 08:16 ص
إسلام محمد
لم تكتف الميليشيات الحوثية الإرهابية، المدعومة من إيران، بإشعال نار الصراع في اليمن وتدمير حاضر ومستقبل أبنائه؛ بل امتدت أياديها بالسطو على التاريخ القديم للبلاد.
وتواصلت الشكاوى من العاملين فى قطاع الآثار باليمن، أن الميليشيات الإيرانية تمارس التدمير الممنهج للآثار بل إن مواقع أثرية عديدة تعرضت للاستهداف المباشر عن طريق القصف وبلغ الأمر تحويل بعض هذه المواقع إلى مخازن أسلحة وثكنات عسكرية لمسلحي الميليشيات.
وتتهم قيادات حوثية بارزة منذ مطلع العام الحالي، بتهريب أكثر من 4800 قطعة ومخطوطة أثرية يعود تاريخها لمئات السنين، تم تهريبها إلى كل من إيران ولبنان ودول أخرى بعد سرقتها من متاحف ومواقع أثرية واقعة تحت سيطرة الحوثي.
كما صرح عاملون في الهيئة العامة للآثار بصنعاء، لوسائل الإعلام بأن الميليشيات الإيرانية كثّفت جهودها مؤخرًا بمجال الآثار والمخطوطات، عبر نهب الكثير منها من متاحف في العاصمة ومدن يمنية أخرى، واشترت بعضها من مهربين ثم قامت بتهريبها بعد تجميعها إلى جهات إيرانية.
ولا يزال قادة حوثيون بارزون بصنعاء يستحوزون حتى اليوم على قطع آثار كثيرة، من بينها تماثيل برونزية كبيرة وصغيرة ونقوش وعملات ذهبية وفضية وتمائم نحاسية وألواح حجرية ورؤوس سهام أثرية.
بل إن الحوثيين وظفوا خبراء آثار محليين في مهام البحث والتنقيب عن المزيد من المخطوطات والآثار القديمة في عشرات الجوامع والمواقع التاريخية بكل من صنعاء القديمة ومدن «شبام كوكبان» في المحويت وزبيد في الحديدة وجبلة في إب والجند في تعز ومواقع أخرى.
استمرار مسلسل التجريف الحوثي
وجدد العاملون في الآثار التحذير من استمرار مسلسل التجريف الحوثي لما تبقى من المخطوطات، وكشفوا في الوقت ذاته عن وجود ارتباط وثيق بين القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو، المنتحل صفة سفير لدى اليمن، وما تقوم به تلك الميليشيات من نهب منظم لما تبقى من المخزون التاريخي في اليمن.
كذلك أشاروا إلى أن الزيارات المتكررة لحسن إيرلو برفقة قيادة حوثية بارزة إلى صنعاء القديمة تفضح كل النوايا الحوثية الإيرانية، وتؤكد ضلوعهم في نهب المزيد من القطع والمخطوطات الأثرية اليمنية المهمة.
وكانت الأمم المتحدة، أعلنت مؤخرًا عن عزمها عقد مؤتمر دولي خلال الشهر الجاري، لحماية الآثار اليمنية التي يجري نهبها وتهريبها لبيعها في مزادات عالمية في الخارج.
كما كشفت مصادر يمنية مطلعة في وقت سابق، أن زعيم الانقلابيين عبدالملك الحوثي تمكّن من جمع ثروة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات عن طريق عمليات منظمة لتهريب الآثار، تتولاها مافيا آثار تضم شخصيات إيرانية وأخرى لبنانية تابعة لميليشيا حزب الله.
وفي أكتوبر 2020، اتهم أمين العاصمة صنعاء في الحكومة الشرعية، عبدالغني جميل، الميليشيات بأنها هربت وأخفت ما يزيد على 14 ألف مخطوطة يمنية نادرة ومئات القطع الأثرية المهمة.
وجدير بالذكر أن الحكومة اليمنية الشرعية تتهم ميليشيات الحوثي بتدمير كثير من المواقع التاريخية التي تقع تحت سيطرتها والتورط في تهريب كثير من القطع الأثرية لتمويل مشاريعها.
وتزخر المكتبات العامة والخاصة باليمن بأكثر من مليون مخطوط؛ يعود أقدمها إلى ما قبل القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وفق تقديرات باحثين وأكاديميين محليين.
وكانت الحكومة الشرعية قد حملت الميليشيات مسؤولية فقدان أو تلف محفوظات كل من دار المخطوطات ومخطوطات الجامع الكبير بالعاصمة، وناشدت المنظمات الدولية القيام بدورها في الحفاظ على الموروث الثقافي للبلاد، وعلى رأسها منظمة اليونسكو.





