ad a b
ad ad ad

حرب العشر سنوات.. فرنسا تواجه اتهامات بتدوير الاستعمار القديم في أُفريقيا وتطالب أوروبا بالتعاون

الخميس 27/مايو/2021 - 05:27 م
المرجع
سارة رشاد
طباعة


تنشغل فرنسا بالوضع الأمني الأفريقي باعتبارها القوة العسكرية الأبرز أمام الجماعات المتطرفة بالقارة السمراء ومنطقة الساحل منها. 


وبالرغم من إقرارها، أكثر من مرة، بصعوبة مهمتها في القارة بعدما كانت تتوقع في البداية أنها ستكون خاطفة وسهلة، فإن تصريحات رئيس أركان الجيش الفرنسي الجنرال فرنسوا لوكوانتر، لصحيفة «لوفيجارو»، تعد الأولى التي يتحدث فيها مسؤول فرنسي عن مستقبل المعارك ضد المتطرفين. 


الجنرال فرنسوا لوكوانتر
الجنرال فرنسوا لوكوانتر

المهمة مستمرة


وقال الجنرال في مقابلة السبت 22 مايو 2021 ، إنّ انخراط أوروبا في منطقة الساحل الأفريقية سيظل قائمًا «بعد 10 سنوات» و«على الأرجح أكثر من اليوم».


وكشف الجنرال فرنسوا لوكوانتر عن أنّ أوروبا «تكفل حاليًا بعثة لتدريب الجيش المالي، متابعًا: «من الضروري توسيع الأهداف للانتقال من التدريب فحسب إلى إعادة بناء الجيش، بل وحتى بنائه».


وأضاف «يجب أن ننتقل من المهام التي قد تبدو محدودة إلى مهام للتعاون الهيكلي في المجال العسكري».



حرب العشر سنوات..

منطقة فوضى


وشدد الجنرال لوكوانتر، على أنه من دون عمل مشترك في منطقة الساحل «ستصبح هذه المنطقة منطقة فوضى» مع «موجات هجرة غير قانونية تستحيل السيطرة عليها وستزعزع استقرار دولنا الأوروبية الكهلة».


ويقصد الجنرال بهذه التحذيرات توجيه انتقادات لأوروبا التي تحاول فرنسا الاستعانة بها لمساعدتها على ضبط المشهد الأمني الأفريقي. 


وبفضل الجهود الفرنسية تشارك دول أوروبية عدة مثل (السويد وإيطاليا وتشيكيا واستونيا) بقوات خاصة ميدانيًّا، إلى جانب فرنسا، ضمن عملية تاكوبا.


وتعوّل باريس على هذه القوة لإحداث فارق على الأرض في قتال التنظيمات.


اتهامات بالاستعمار


وتواجه فرنسا اتهامات بمحاولة إعادة استعمارها القديم للقارة عبر الانتشار العسكري بـ5000 جندي فرنسي، إذ يعد ذلك أحد معوقات إنجاز المهمة الفرنسية، خاصة أن بعض المواطنين والقبائل الأفريقية يفضلون عدم التعامل مع القوات الفرنسية كموقف رافض للوجود الفرنسي الذي يذكرهم بالاستعمار الفرنسي القديم. 


ولا تنكر فرنسا هذه الاتهامات قائلة على لسان رئيس أركانها أن حضور أوروبا إلى جانب فرنسا في أفريقيا سيحد من هذه المخاوف.


ولفت إلى أنّ «مخاطر (مثل هذه الاتهامات) ستكون أقل إذا كانت أوروبا هي المقترحة لا فرنسا وحدها، حتى لو أنّ تصرفنا يرتكز على طلب دول الساحل».


تقاسم الجهود


وشدد على أنه «من الضروري تقاسم الجهود بين الدول الأعضاء لتعزيز القوة».


وأشار إلى أن لأوروبا «نقاط ضعف»، وبشكل خاص «بطء اتخاذ القرار»، ولكنّها تتمتع في الوقت نفسه بـ«نقاط قوة».


وقال إنّها «لاعب عالمي، على عكس حلف شمال الأطلسي، وهو تحالف عسكري».


وأوضح أنّه بالإضافة إلى العمل العسكري، لأوروبا أدوات عمل أخرى على صعيدي «الحوكمة والتنمية» لمساعدة تلك الدول في إرساء هياكل أكثر متانة للدولة و«تولي مصيرها».



حرب العشر سنوات..

مشهد معقد


ويعد المشهد الإرهابي بمنطقة الساحل الأفريقي معقدًا، فبخلاف إن الدول الأفريقية لديها أنظمة أمنية هشة تعجز من خلالها على مواجهة التنظيمات الإرهابية المواكبة للتكنولوجيا في تنفيذ عملياتها، فجغرافيًّا المنطقة والطبيعة القبلية والأوضاع الاقتصادية تصب جميعها لصالح الجماعات. 


ووفقا للمتابعين فأفريقيا وتحديدًا الساحل منها، المناطق الأكثر ملاءمة للجماعات، بجانب جنوب شرق أسيا بعد فشل مشروعها في سوريا والعراق.



"