تفاهم «أمريكي ــ ليبي» على ضرورة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد
الأحد 23/مايو/2021 - 11:34 ص

مصطفى كامل
تبلور اتفاق «ليبي ــ أمريكي» مشترك على ضرورة بسط السيادة على كامل الأراضي الليبية وخروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد، إذ أكدت وزيرة الخارجية الليبية «نجلاء المنقوش» أن حكومتها برئاسة «عبدالحميد الدبيبة» عازمة على ذلك، الأمر الذي وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بأنه «هام» إلا أن وجود القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، يثير الرعب.

اتفاق مشترك
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى «جوي هود»، في طرابلس، الثلاثاء 18 مايو2021، أكدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، أن الحكومة المؤقتة ستعمل على تحرير القرار السياسي الليبي، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة، داعية دول العالم للوفاء بالتزاماتها وتعهداتها بشأن ملف ليبيا، وملف وقف إطلاق النار ودعم العملية السياسية.
فيما أعرب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوي هود عن تطلع بلاده إلى توضيح القاعدة الدستورية للانتخابات الليبية في أقرب وقت ممكن، مجددًا التأكيد على التزام واشنطن ودعمها الدبلوماسي القوي للتقدم نحو حل سياسي شامل وتفاوضي للأزمة في ليبيا.
وأشار «هود» إلى أن اجتماعاته في طرابلس أبرزت التزام حكومة الولايات المتحدة ودعمها الدبلوماسي القوي للتقدم الذي أحرزه الشعب الليبي نحو حل سياسي شامل وتفاوضي، موضحًا أنه أجرى محادثات مثمرة مع رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية حول الكيفية التي يمكن بها دعم حكومة الوحدة الوطنية.
وقال إن هدف الولايات المتحدة أن تكون ليبيا دولة ذات سيادة ومستقرة وموحدة بمنأى عن التدخل الأجنبي وقادرة على محاربة الإرهاب، مجددًا التأكيد على أن الولايات المتحدة تعارض كل أشكال التصعيد العسكري والتدخلات العسكرية الأجنبية، وتعارض وجود المقاتلين الأجانب والقوات التي تحارب بالوكالة.

البقاء المرعب
سلّطت صحيفة «نيويورك تايمز» الضوء على تعيين السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، مبعوثًــا خاصًا لإدارة بايدن بالبلاد، مؤكدة أن طرابلس لها دور مميز في الأزمات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، وتحظى باهتمام أمريكي، بالرغم من الأزمات المشتعلة حاليًا في فلسطين وأزمة إدارة بايدن مع إيران.
ورأت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، أن تعيين نورلاند مبعوثًا إلى ليبيا، علامة مهمة على أن هذه الإدارة جادة في دعم العملية السياسية التي من المفترض أن تتوج بالانتخابات في 24 ديسمبر المقبل، مشيرة إلى أن مرحلة ما بعد الصراعات المسلحة والسياسية في ليبيا، والوصول إلى تسوية شبه نهائية للأزمة الليبية، لا تزال هشّة.
وأكدت في الوقت نفسه، أن فوائد إعادة الإعمار في ليبيا، من النفط، تعدّ مغرية ويُمكنها أن تُسهّل التعافي السريع للاقتصاد وتوفر فرص عمل كبيرة ليس فقط لليبيين ولكن أيضًا لجيرانهم، وخاصة مصر.
ووصفت الصحيفة الأمريكية، وجود القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا، بأنه يثير الرعب، وبالرغم من الاتفاق على مغادرتهم إلا أنهم ما زالوا في البلاد، مشيرة إلى ما تعرضت له وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، من تحريض ضدها، بعد دعوتها بضرورة إخراج كل القوات الأجنبية والمرتزقة.
واختتمت الصحيفة الأمريكية، تقريرها، بأن استعادة النظام في ليبيا أمر بالغ الأهمية لحلفاء واشنطن عبر المحيط الأطلسي وإمدادات الطاقة، وإعادة إشراك الحلفاء، الذين وجدوا أنفسهم في بعض الأحيان في جوانب مختلفة من الصراع الليبي.