«محمود أحمدي نجاد».. المتشدد في ثوب الحمل الوديع
«ملايين الأشخاص على امتداد البلاد دعوني إلى الترشح للانتخابات، وحتى أمروني بأن آتي إلى هنا لأتسجل، واضعين حملًا ثقيلًا على كاهلي.. أنا ابن الشعب الإيراني».
بهذه الكلمات أعلن الرئيس الإيراني السابق «محمود أحمدي نجاد»، الأربعاء 12 مايو 2021، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في 18 يونيو 2021، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا داخل الأوساط الإيرانية، خاصة أن «نجاد» الذي تولي منصب رئيس البلاد لولايتين (2005-2013)، عاود الترشح في انتخابات عام 2017، ولكن أوراق ترشحه رفضت وقتها من قبل مجلس صيانة الدستور(المسؤول عن العملية الانتخابية وانتقاء المرشحين) وبأمر من المرشد الأعلي «علي خامنئي».
«نجاد» مرشحًا للانتخابات
ورغم ذلك، أعلن الرئيس السابق خوضه ماراثون السباق الانتخابي القائم حاليًا وقدم بالفعل أوراقه، معتبرًا ترشحه بداية حقبة جديدة في حياة الشعب الإيراني والعالم أجمع، ومشددًا على معارضته للانتخابات الرئاسية من خلال الامتناع عن التصويت أو دعم مرشح آخر في حال رفض مجلس صيانة الدستور، أوراق ترشحه هذه المرة.
وجاءت أول ردود الفعل على قرار السياسي المحافظ المتشدد «نجاد» الذي يبلغ من العمر 64 عامًا، بالترشح للانتخابات، من قبل الرئيس الإيراني «حسن روحاني»، الذي قال: «ماذا يستحق كرسي الرئاسة لكي يكذب الإنسان من أجله؟».
وقال أحد الناشطين في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: «كرسي رئاسة الجمهورية إذا لم يكن فيه شيء فهو في الحد الأدنى يحتوي على أموال طائلة، ولهذا أنتم اللصوص الذئاب قد لصقتم به وبتم تنتهشون لحوم بعضكم بعضًا.. أما الشعب فسلام عليه لقد مزقتموه كل ممزق».
ومن جهة أخرى، تفاعل ناشطون مع إعلان «نجاد» ترشحه للانتخابات، فهناك من دعمه ومن عارضه، إذ رأى بعضهم أن الرئيس السابق هو الشخص المستقل الوحيد في هذه الانتخابات وأنه هو وحده يستطيع أن يجر ملايين الناس إلى صناديق الاقتراع، ويخلق نوعًا من الصخب في الانتخابات.
وعلق إيرانيون على جملة «نجاد» عند إعلان ترشحه، قائلين، «ربما يقصد حقبة جديدة من التعاسة والشقاء والأسر في حياة الشعب الإيراني والعالم أجمع، دون أن يعرف بذلك.. وأن ترشحه خدعة كبير سوف يمررونها على الناس.. الكل يعتقد أن أحمدي نجاد يختلف عن المسؤولين الآخرين في حين هو أيضًا قد جاء من أجل خدمة المرشد».
مصير «نجاد»
تجدر الإشارة، إلى أن «نجاد» المعروف بمواقفه وآرائه المثيرة للجدل، عمل خلال السنوات الماضية على تلميع صورته المتشددة وتحويلها إلى أكثر وسطية وظهر ذلك بشكل واضح في انتقاداته المتكررة للحكومة الحالية لسوء إدارتها، الأمر الذي انتقده عدد من الإيرانيين بأن الرئيس السابق أظهر خلال هذه الأيام ليونة لم يبدها خلال حكمه فيما يتعلق بالعديد من الملفات، على رأسها علاقة إيران مع الخارج.
إلا أنه في نهاية الأمر لم يجد أمامه سوي مصيرين، أولهما، رفض أوراق ترشحه ووضعه تحت الإقامة الجبرية كما وقع مع آخرين، أما الأمر الثاني تنفيذ أوامر المرشد بتشدد كما فعل من قبل في حال اختير رئيس للجمهورية الإيرانية.





