بين اليمينية والإسلاموية.. تكنولوجيا الاتصالات المتطورة تضاعف معاناة أوروبا
الجمعة 21/مايو/2021 - 04:28 م
نهلة عبدالمنعم
منحت وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا المتطورة للاتصالات، فرصة للتيارات المتطرفة نحو الانتشار الأوسع ونقل الخبرات العنيفة لملايين العناصر في توقيتات قليلة، وبالتالي فإن مكافحة الإرهاب ترتكز بشكل أساسي على مواجهة المحتوى المتطرف عبر شبكة الإنترنت، ولذلك تضم دول الاتحاد الأوروبي الوسائل الإلكترونية لإستراتيجيات المكافحة المتطورة.
وتعاني أوروبا من تمدد الفكر الإرهابي على أرضها سواء من جانب تيارات اليمين المتطرف أو امتدادات الراديكالية ذات التفسيرات المغلوطة للدين الإسلامي الحنيف عبر جماعات، استطاعت تأسيس إمبراطوريات في الخفاء كجماعة الإخوان وحزب التحرير وغيرهما من الجماعات التي أسهمت في تأطير الفكر الإرهابي.
المحتوى المتطرف يحض على العنف في أوروبا
كشفت هيئة اليوروبول (وكالة تطبيق القانون الأوروبية) عن مجهودات في البحث حول مراجعة تداول المحتوى المتطرف عبر الانترنت، موجهة بأن متابعة التغريدات والمواقع التي تبث مضامين للكراهية تعد واحدة من المتغيرات المهمة في الكشف عن المتورطين في العمليات الإرهابية وشبكات التمويل المشبوه والدعم اللوجستي للعناصر العنيفة.
وتراعى المتابعات التي يجريها «اليوروبول» حول انتشار التطرف على الإنترنت، مراقبة اليمين المتطرف والجماعات الظلامية، ففي 29 أبريل 2021 كشفت الهيئة الأوروبية بالتعاون مع قوات الأمن في مدريد عن شبكة متطرفة في إسبانيا تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لنشر دعاية حول الهجوم على فرنسا.
وطالبت الشبكة المتابعين لها بتنفيذ هجمات مؤثرة ضد باريس على خلفية الإشكاليات الأيديولوجية المثارة حول رسوم الكاريكتير المسيئة للدين الإسلامي والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتتكون الشبكة من ثلاثة زعماء يروجون للأفكار الإرهابية ويحثون الشباب على العنف.
ومن جهته يتخوف الاتحاد الأوروبي من تمدد اليمين المتطرف عبر الإنترنت وتشكيله شبكة مترامية الأطراف في المنطقة لتنفيذ الهجمات العنيفة ضد الأقليات وأصحاب المرجعيات المختلفة، إلى جانب الاستغلال من قبل الاستخبارات الأجنبية، إذ يتهم الساسة بأوروبا الاستخبارات الروسية بتكوين شبكات لتدريب عناصر اليمين المتطرف عبر الإنترنت.
وتستغل تيارات اليمين المتطرف الشبكة العنكبوتية في تنظيم تظاهرات ليلية في أوروبا لكسر حظر التجوال المفروض ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى بث الشائعات حول تسبب الأقليات في نشر المرض للقضاء على العرق الأوروبي، وشائعات أخرى حول جدية اللقاحات الصادرة لتفادي الجائحة.
فيما وافق البرلمان الأوروبي كخطوة أخيرة في 30 أبريل 2021 على تطبيق قانون لحذف المحتويات المتطرفة من شبكة الإنترنت في خلال ساعة من بداية نشرها، ويعول التكتل على القانون الجديد في ردع الإرهابيين والمتطرفين، ومعالجة إشكاليات التجنيد ومضاعفة العناصر.
وتسعى أوروبا نحو تفادي نشوب صراعات طائفية وعرقية في دول الاتحاد بين أصحاب المرجعيات المختلفة، على خلفية انتشار المراكز الدينية والثقافية التابعة للمتطرفين كمؤسسات الإخوان وحركة حزب التحرير، إلى جانب حزب الله اللبنانى، ومن جهة أخرى عناصر اليمين المتطرف، وذلك في صورة لمعسكرات عقائدية مختلفة تنذر بعنف المشهد في حالة الاستغلال السياسي للأزمات أو في حالة الاختلافات الفكرية كما حدث في فرنسا مؤخرًا.





