يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

قناع شفاف على ملامح قبيحة.. إخوان ليبيا يغيرون اسمهم إلى «الإحياء والتجديد»

السبت 08/مايو/2021 - 01:25 م
المرجع
شيماء يحيى
طباعة

بعد عددٍ من الاستقالات في صفوفها بعدد من المدن الليبية، قررت جماعة «الإخوان» بليبيا العمل تحت مسمى جديد، بعد أن أصبح اسم الجماعة عبئًا كبيرًا وتصنيفها كجماعة إرهابية في بعض الدول العربية، وما إن وصل إلى حائط سد وفقدان للقاعدة الشعبية والتمثيل السياسي بداخل الحكومة الجديدة، لجأت إلى مناورات لمحاولة إثبات ذاتها ووجودها من خلال إعادة تموضعها بأسماء أخرى.

قناع شفاف على ملامح
مناورة جديدة

في خطوة هدفت إلى التلاعب بعقول الناس والوصول إلى أهداف ذاتية، أعلن تنظيم جماعة «الإخوان» في ليبيا، الأحد 2 مايو 2021، تحوله إلى جمعية تحمل اسم «الإحياء والتجديد»، إيمانًا منهم بأن المدخل الحقيقي للتغيير والنهضة هو العمل المجتمعي، وذلك للإسهام في قيام مجتمع مدني لا يضيق بالتنوع والخلاف.

وكما هو معلن فإن الغرض من وراء تغيير الاسم، هو نفض عباءة الجماعة المعروفة بارتباطاتها الخارجية، خاصةً مع الجماعة الأم في مصر ومحاولة التموضع داخليًّا، وتأدية رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها الدؤوب في شتى مجالات العمل، الأمر الذي يثبت خلاف الحقيقة، فهم لا يختلفون كثيرًا عن الجماعة، فأفكارهم واحدة ورئيسهم فرد من الجماعة ذاتها، فما هي إلا مناورة تمهيدًا لخوضهم معترك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.

وقد لجأت جماعة «الإخوان» إلى خطوة تخليها عن اسم «العدالة والبناء» لجمعية تحت اسم «الإحياء والتجديد»، وذلك بمبادئ مختلفة عن فكر تنظيم الجماعة، فما هي إلا محاولة مكشوفة لإعادة ترتيب أوراقها لكسب ثقة الليبيين مرة أخرى، خاصةً بعد الانشقاقات الكبرى التي ضربت صفوفها مؤخرًا.

لم الشتات

قامت جماعة «الإخوان» بإعلان تخليها عن اسمها وتحولها إلى اسم جديد، ومن خلال بيان لها حاولت أن تظهر خلاف ما وقع وتسوق فكرة تعرضهم لتشويه سمعتهم، فتصريحاتهم السابقة ودعمهم لنمو الجماعات المتطرفة في ليبيا تثبت خلاف مزاعمهم.

وتحاول الجماعة أن تروج نفسها على أنها الوكيل الوحيد المتحكم في الدعوة الإسلامية، وتفرض سيطرتها على الليبيين بعد أن أثبتت فشلها في الوصول للسلطة من خلال صناديق الاقتراع.

ولكن الليبيون اعتادوا مرارًا على مثل هذه المناورات الفاشلة، فهي نابعة من جماعة يقوم فكرها في الأساس على التطرف والإرهاب، وقد أثبتت عدم قدرتها على إقناع أحد بمنهجيتها أو عقيدتها.
قناع شفاف على ملامح
حركية الإخوان

يقول مصطفى صلاح، الباحث المختص في العلاقات الدولية، إنه من المعروف في حركية جماعة «الإخوان» أن هناك تعددًا في مراحل عملها بين الجانبين الدعوي والسياسي، وإن كانت هناك صعوبات حول التمييز بينهما، فكلاهما يتوازنان لتحقيق الهدف الخاص بتمكين الجماعة مجتمعيًّا، ومن ثم الاستحواذ على السلطة السياسية.

وأضاف «صلاح» في تصريح لـ«المرجع»، أن اتجاه جماعة الإخوان في ليبيا إلى الإعلان عن تركها العمل السياسي والاقتصار على الجانب الدعوي بعد تغيير اسمها إلى «الإحياء والتجديد»، ما هو إلا مؤشر على تعرض التنظيم لمجموعة من العوامل الضاغطة عليه داخليًّا وخارجيًّا، فبعد فشلهم في تمرير سياساتهم خلال العملية الانتقالية التي تشهدها ليبيا مؤخرًا لاستكمال متطلبات هذه العملية، وبعد الضغوط الداخلية التي فرضها الواقع الليبي الجديد من حيث التغلب على معوقات الانتقال السياسي، لم تجد الجماعة حاضنة داخلية بعدما أثبتت فشلها، ومن جانب آخر هناك مجموعة من الضغوط الإقليمية التي تواجهها الجماعة في مصر وتونس ودول الخليج العربي والتي ساهمت في حصار أنشطة الجماعة وهروبهم خارج هذه الدول.

وأردف الباحث في العلاقات الدولية، أنه يمكن الإشارة هنا إلى مجموعة من الأهداف التي دفعت الجماعة إلى الاقتصار على الجانب الدعوي دون السياسي، من أهمها عدم مشاركتها في ترتيبات العملية الانتقالية التي قد تواجه تحديات داخلية بما يهدد استمرارها، إضافةً إلى ذلك النأي بنفسها عن هذه العملية لعدم وجود شعبية داخلية لها، ومن ثم قد يكون اتجاهها نحو هذا التوجه بمثابة توجه تكتيكي يضمن لها البقاء والانتشار على المستويين المتوسط والبعيد.

الكلمات المفتاحية

"