ad a b
ad ad ad

باتباع إستراتيجية جديدة.. أمريكا في مواجهة الصين وروسيا بأفريقيا

الإثنين 10/مايو/2021 - 03:31 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تعمل الولايات المتحدة الأمريكية، على مواجهة الزحف الصيني الروسي على القارة الأفريقية، بإعادة العلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية مرة أخرى، مع أغلب دول القارة، مستغلة في ذلك الأزمات الأمنية الناتجة عن زيادة العمليات الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات المسلحة.

وفي نهاية عام 2020، أعلنت واشنطن انسحاب قواتها من الصومال، كانت «موسكو» تعلن عن اتفاق بخصوص تدشين قاعدة عسكرية بحرية في بورتسودان، وهو الأمر ذاته الذي تتحرى تنفيذه بكين التي أنشأت أول قاعدة عسكرية لها في جيبوتي، قبل نحو ثلاثة أعوام.

ولذلك، فإن هناك تخوفات كبيرة لدى فرنسا فيما يتصل بخطوات واشنطن التي تتجه إلى سحب قواتها أو خفض عناصرها من المنطقة، حيث ترى باريس أنها ستخوض معركة ضد العناصر الإرهابية لوحدها في القارة .



باتباع إستراتيجية

ويعتبر الدور الأمريكي في أفريقيا مهمًا وحساسًا، وذلك لعدة اعتبارات، من بينها إحداث توازن في تلك المنطقة المتوترة أمنيًّا وسياسيًّا؛ فواشنطن تقوم بتوفير كل الموارد المتعلقة بعملية مكافحة الإرهاب، وكذلك المعلومات الاستخبارية، كما أنها تملك الطائرات المسيرة ولديها قدرات فائقة في عمليات الاتصالات وتحديد مواقع الإرهابيين وحمل القنابل الثقيلة، التي تستخدم في ضرب أهداف أمنية وعسكرية دقيقة للتنظيمات الإرهابية والمسلحة.

وتعتمد إدارة الرئيس الأمريكي بايدن في إستراتيجيتها الجديدة على التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين والشركاء في أفريقيا بخصوص الدعم الأمني والعسكري في مسألة مكافحة الإرهاب، ويرجح أن تكون هناك زيادة في عدد الطائرات المسيرة لدعم القوات الفرنسية، وبالرغم من أن الدول الأوروبية تحاول أن تقنع الولايات المتحدة بالعدول عن موقفها، لكن واشنطن لديها إصرار في تنفيذ خطتها أو بالأحرى استراتيجيتها الجديدة، حتى مع عودة التقارب الأوروبي الأمريكي بعد فترة العزلة التي تسبب فيها ترامب.

وفي أبريل 2021، طالب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الدول الأفريقية بتوخي الحذر من النفوذ المتنامي للصين، وقد شدد على زيادة الدعم الأمريكي للمنطقة، وذلك أثناء محادثة افتراضية مع الرئيسين النيجيري محمد بخاري والكيني اوهورو كينياتا.


وأردف «لا نطلب أيًا من كان الاختيار بين الولايات المتحدة أو الصين، لكنني أشجعكم على طرح الأسئلة التي تزعج والمطالبة بالشفافية واتخاذ قرارات عن دراية لما هو الأفضل لكم ولبلدانكم».

وألمح وزير الخارجية الأمريكي إلى ما اعتبرها خسائر ضربت بعض الدول الأفريقية من تعاونها مع الصين، فأشار إلى "الديون الثقيلة" التي تعرض لها الاقتصاد في زامبيا، بعد حصوله على القروض الصينية، بينما لم يتمكن من السداد بعد تفاقم الأوضاع المالية بالتزامن مع انتشار الأزمة الصحية لفيروس كورونا المستجد.

وفي فبراير 2021، كشف جنرال بالجيش الأمريكى عن تفاصيل دقيقة عما تركز عليه القوى العظمى إستراتيجيًّا وعسكريًّا فى أفريقيا، مما كشف عن قلق واشنطن من الصين وروسيا وتأثيرهما المتزايد فى القارة.

حذر قائد «القيادة العسكرية الأمريكية فى إفريقيا» ــ وهى وحدة تابعة للقوات المسلحة الأمريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية والعلاقات مع الدول الأفريقية ــ الجنرال ستيفن تاونسند، فى بيان أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، من أن تهاون موسكو وبكين مع الدول الأفريقية أعطى لهاتين القوتين الناشئتين الفرصة «لاقتناص الفرص وتوسيع نفوذهما عبر القارة».

وقال الجنرال تاونسند فى بيان له فى 30 يناير 2021،  ألقاه أما مجلس الشيوخ إن أنشطتهما ــ روسيا والصين ــ القسرية والاستغلالية تقوض وتهدد استقرار العديد من الدول الأفريقية.

فأشار إلى أن الصين تتفوق على جميع منافسيها فى أفريقيا، حيث تقوم، من خلال بناء ميناء عسكري ومنصات هبوط لطائرات الهليكوبتر، بتحويل أول قاعدة عسكرية لها فى أفريقيا فى جيبوتى إلى منصة لفرض قوتها.


تبقى بكين أكبر منافس لواشنطن فى القارة، حيث استثمرت الصين بكثافة فى مشاريع البنية التحتية الأفريقية، وتحتفظ حاليًا بـ 52 سفارة فى جميع أنحاء القارة، بزيادة قدرها 24 فى المائة منذ عام 2012.

قادت الصين أيضًا شركاءها فى مجموعة العشرين فى زيارات القارة الأفريقية على مدار العقد الماضى. فى السنوات السبع الماضية، باعت الصين أكثر من مليارى دولار من الأسلحة إلى أفريقيا.

فى عام 2017، زادت بكين من قوتها من خلال إرسال جنودها إلى أول قاعدة عسكرية لها فى أفريقيا، مما يؤكد زيادة قوتها الدفاعية. جاء ذلك بعد أسابيع قليلة من زيارة رئيس دفاعها تشانغ وان تشيوان إلى نيروبى، حيث أجرى محادثات مع الرئيس الكينى أوهورو كينياتا وكبار المسؤولين العسكريين.

ثم أرسلت الصين سفينتين حربيتين، إحداهما عبارة عن «حوض سفن نقل برمائى» يمكنه تحميل طائرات الهليكوبتر والقوات الخاصة ويمكنه التعامل مع الهجمات البحرية والإرهابية.

بعيدًا عن جيبوتى التى تعد من أكبر المراكز الصينية فى أفريقيا، من المعروف أيضًا أن الجيش الصينى يقوم ببناء ميناء جديد فى السنغال، بالشراكة مع البحرية السنغالية، مما يمنحها موطئ قدم بحري في غرب أفريقيا.

وروسيا، من ناحية أخرى، لا تزال من أكبر تجار الأسلحة فى القارة، إذ تبيع ما يقرب من 9 مليارات دولار من المعدات العسكرية للدول الأفريقية.

"