ad a b
ad ad ad

لاستعادة نفوذها في القارة السمراء.. روسيا تعقد اتفاقيات مع أفريقيا الوسطى

الجمعة 07/يونيو/2019 - 10:23 م
الرئيس اروسي
الرئيس اروسي
أحمد عادل
طباعة
 تسعى موسكو لاستعادة نفوذها في القارة الأفريقية انطلاقًا من جمهورية أفريقيا الوسطى، وذلك بعقد اتفاقيات اقتصادية وعسكرية لعلاج الأوضاع السيئة التي تعيشها أفريقيا الوسطى منذ ديسمبر 2013، منذ أن وقعت اشتباكات عنيفة في العاصمة بين مسلحي حركة سليكا المسلمة والجماعات المسيحية المعارضة، وكان أبرزها جماعة أنتي بالاكا، هذا الصراع المسلح أسفر عن مقتل 6 آلاف شخص، ونزوح مليون شخص من منازلهم، بعد تصاعد حدة الاشتباكات بين الطرفين؛ لذا كان على روسيا عقد اتفاقيات عدة، تمثلت في التالي:


مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي
الجانب العسكري:
حصلت موسكو علي موافقة مجلس الأمن الدولي، بتسليم الأسلحة لأفريقيا الوسطى، والقيام بتدريب الجنود علي استخدام تلك الأسلحة، ويأتي ذلك بعد طلبات عديدة من رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى «فوستين أركانج تواديرا»، بضرورة الحصول على الأسلحة الروسية، وسلمت موسكو في يناير 2018 أسلحة خفيفة وقوات لتدريب جنود الجيش في أفريقيا الوسطى بلغ عددهم 175 معلمًا عسكريًّا ومدنيًّا لدعم جهود الحكومة في مكافحة الإرهاب، وفي أغسطس 2018 عقدت صفقة أسلحة أخرى.

التعليم والتبرع:
وفي إطار تبادل الثقافات بين أوروبا والقارة السمراء، ودعم التعليم المتراجع في جمهورية أفريقيا الوسطي، عقدت روسيا- في أغسطس 2018- بروتوكول تعاون يقضي بسفر عدد من الطلاب المتميزين؛ للاستفادة من الخبرات الروسية في مجال التعليم، كما عملت علي زيادة البعثات الثقافية إلى البلاد؛ بهدف التوعية.

كما شيدت موسكو العديد من المستشفيات؛ بهدف علاج القوات الخاصة، ودشنت أكثر من مبنى إداري خاص بالحكومة على يد مهندسين روس.

 سيرجي لافروف
سيرجي لافروف
الجانب الاقتصادي:
وبموجب الاتفاقية الاقتصادية بين البلدين تستفيد روسيا من الموارد الطبيعية كالأخشاب والذهب والألماس واليورانيوم، وهي ثروات متوافرة في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وهو ما أكده سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي في اجتماعه الذي عقد أكتوبر 2017، مع رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين في سوتشي؛ حيث أوضح أن موسكو تعمل على التنمية المتبادلة للموارد الطبيعية لأفريقيا الوسطى.

وفي مايو 2018، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبة روسيا في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، بين البلدين، ووقع حينها بوتين وفوستين اتفاقية اقتصادية لإقامة العديد من المشروعات الاقتصادية في البلاد.

وعلى صعيد متصل اتفقت روسيا على تطوير منجم الذهب Ndassima مع حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى، كما أسست العديد من الشركات في العاصمة بانجي، عبر شركة لوباى إنفست الروسية، وأنشأت 3 شركات روسية، تمثل المجموعة المالية الدولية برئاسة موسكو.

 وفي تصريح للمرجع  قالت الدكتورة أميرة عبدالحليم، الباحثة في الشأن الأفريقي: إن روسيا تعمل على التدرج والهدوء والصعود في تعاملاتها مع القارة الأفريقية ككل.

وأوضحت أن هذا التدرج جاء وفق سياسة تحقيق عملية توازن في القوة الدولية، وخاصَّة بعد بزوغ نجم الصين والولايات المتحدة الأمريكية وتغير استراتيجيتهم نحو أفريقيا.

وأفادت الباحثة في الشأن الأفريقي، أن روسيا تحاول الاستفادة بشتى الطرق من النجاحات التي حققتها في سوريا، وترغب في تكرار هذه الاستفادة في مناطق الصراعات المسلحة في القارة السمراء، وتحديدًا في جمهورية أفريقيا الوسطى.
"