شكَّل لجنة مختصة بشؤون أفريقيا.. الأزهر يطارد التطرف في أدغال القارة السمراء
مرحلة جديدة بدأها الأزهر الشريف، في طريق المجابهة الفكرية ومطاردة التنظيمات والجماعات الإرهابية المنتشرة في القارة الأفريقية، حيث قرر أمس الأحد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية في الأزهر، وذلك بمناسبة تولي مصر الرئاسة الدورية لمجلس السلم والأمن والأفريقي، واستكمالًا لدور مصر والأزهر في دعم شعوب القارة الأفريقية على المستويات كافة.
ووفقًا لبيان أصدرته مشيخة الأزهر الشريف؛ فإن اللجنة التي قرر الإمام الأكبر تشكيلها، تختص بالعمل على وضع البرامج والخطط والأنشطة التي من شأنها تدعيم أبناء دول وشعوب القارة الأفريقية، وذلك من خلال بحث زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين في الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين في دول أفريقيا، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها.
مواجهة التطرف
ويأتي هذا بالتوازي مع القوافل الدعوية التي يرسلها الأزهر لدول القارة السمراء لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تبثها الجماعات المتشددة ونشر الفكر الوسطي، فضلًا عن تسيير القوافل الإغاثية والطبية للدول الإفريقية الأشد احتياجا، والتي بها عجز في الطواقم الطبية لرفع المعاناة عنهم.
كما تختص لجنة الشؤون الأفريقية في الأزهر، بالعمل على ترتيب عدة زيارات خارجية للإمام الأكبر إلى غرب أفريقيا، وبحث إمكانية افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية بها، وتبادل الزيارات بين المؤسسات التعليمية والدعوية في الأزهر ودول أفريقيا.
دور تاريخي
حرص الأزهر الشريف منذ القدم على توطيد علاقاته بالشعوب والدول الأفريقية، ومما يؤكد عمق هذه العلاقات التاريخية تعدد الأروقة الأفريقية بالجامع الأزهر، وقد ذكر هذا الأمر «على مبارك» في كتابه «الخطط التوفيقية»، ومن أبرز أروقة الأفارقة في الأزهر: «الفلاتة، والبرنية، والسنارية، والدارفورية، والبربر، والجبرتية، والدكارنة».
كما اعتاد الأزهر الشريف، إرسال مبعوثيه إلى الدول الأفريقية، لتحقيق عدة أهداف، من أهمها تعليم المسلمين هناك اللغة العربية، ونشر الإسلام الوسطي الصحيح، وحماية المجتمعات الأفريقية من أي فكر متطرف، وكان لمبعوثي الأزهر، مساهمات واسعة في أفريقيا من جانب الإصلاح الفكري، وتسليح المواطنين بالعلم، كما ساهم الأزاهرة في حركات الإصلاح التي جرت في القارة السمراء، خلال القرن التاسع عشر، حيث كان زعماؤها من المتأثرين بتعليم الأزهر والمتصلين به، مثل الحركة المهدية في السودان، والسنوسية في ليبيا، وحركة عثمان بن فودي في غرب أفريقيا.
قوافل السلام
وبجانب إيفاد المبعوثين؛ حرص الأزهر على تسيير القوافل الدعوية إلى دول القارة الأفريقية، ثم تبعها بالعديد من قوافل السلام، والتي نذكر منها القافلة التي أرسلها الأزهر في يوليو من العام 2015، إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، لدعم المصالحة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين هناك.
وجاء توجه قوافل السلام بالأزهر إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، بعدما شهدت البلاد توترات طائفية عنيفة، ولذلك عمل القائمون على تلك القوافل على نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك من خلال توضيح تعاليم الإسلام الصحيحة، وتحصين المسلمين.
كما أرسل الأزهر، قافلة إغاثية إلى مخيمات اللاجئين في أفريقيا الوسطى، حيث وزع أعضاء القافلة المساعدات الغذائية والدوائية على النازحين والمتضررين من الأحداث التى مرت بها البلاد.
وفي 9 يوليو من العام 2017، أرسل الأزهر قافلة دعوية وإغاثية إلى «نجامينا» عاصمة دولة تشاد، وكان من أبرز أعمالها عقد جلسة حوارٍ مفتوحٍ باللغة الفرنسية مع ممثلى هيئة الإذاعة والتليفزيون التشادية، وبعض الصحفيين، وكذلك إلقاء محاضرات بحضور آلاف المواطنين عن ثقافة السلام فى الإسلام.





