أطفال الدواعش.. عودة محفوفة بمخاطر المواجهة المستقبلية
الجمعة 30/أبريل/2021 - 12:22 م

مصطفى كامل
باتت عودة أبناء الدواعش إلى دولهم مرة أخرى حاجة ملحة وضرورية في الوقت الراهن، وعقدة لدى العديد من دول العالم التي تتطلب حلًا ضروريًّا وجذريًّا لمواجهة أي تطرف مستقبلي، ووأد فكرة إعداد جيل جديد من الدواعش يحمل فكر التنظيم الإرهابي وخروجه من داخل المخيمات التي تعج بالآلاف من نساء التنظيم وأطفال الدواعش، الأمر الذي أقدمت عليه روسيا وعدد من الدول الأوربية لوأد التنظيم الإرهابي ونزع أفكاره من الأطفال داخل المخيمات.

روسيا تستعيد أطفالها
أعلنت روسيا في منتصف الأسبوع المنصرم، استعادة 34 طفلًا من أبناء عناصر «داعش» إلى البلاد، ممن يحملون جنسيتها من أبناء مقاتلي تنظيم داعش، الذين يقبعون مع أمهاتهم في مخيمات احتجاز تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" «قسد» في شمال شرق سورية، إذ فتحت الباب للبحث في مصير هذا الملف الشائك الذي يطاول آلاف الأطفال من أبناء عناصر التنظيم الذي أعلنت «قسد» والولايات المتحدة الأمريكية هزيمته في سورية والعراق، في ربيع عام 2019.
وتمت عملية الاستعادة عقب زيارة أجرتها المفوضة الروسية لحقوق الطفل، آنا كوزنيتسوفا، إلى شمال سورية وشرقها، حيث التقت خلالها مسؤولين من الإدارة الذاتية الكردية، وعادت في نهايتها مع الأطفال إلى بلادها، ونقلت طائرة تابعة لوزارة الدفاع الروسية الأطفال، وأشارت كوزنيتسوفا إلى أنّ الأطفال الذين قد يكونون روسًا سوف يخضعون إلى تحاليل الحمض النووي، لافتةً إلى أنّ أعمارهم تتراوح ما بين عامَين و16 عامًا.
وتم تسليم الأطفال عقب توقيع وثيقة بين المفوضة الروسية وعمر عبدالكريم، الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، في مقرّ الدائرة في مدينة القامشلي شمالي الحسكة، في شمال شرق سوريا؛ حيث ذكرت الدائرة عبر خبر بثته عدد الأطفال الذين تمّ تسليمهم، مشيرة إلى أنّهم من «الأطفال الروس اليتامى من عوائل التنظيم الإرهابي».
وخلال مؤتمر صحفي أقيم بين الجانبين، أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، أنهم متجاوبون مع الحالات الإنسانية بشكل دائم، وننتهز هذه الفرصة لنجدد دعوتنا إلى جميع الدول التي يعيش أطفال لها في مخيمات مناطق الإدارة الذاتية لتحمّل مسؤولياتها تجاه هؤلاء، مشددًا على أنّ بقاء الأطفال في هذه الأجواء الراديكالية يعني بناء جيل إرهابي جديد يشكّل خطرًا علينا وعلى كلّ المجتمع الدولي في المستقبل.

بداية استعادة الأطفال
مع نهاية عام 2019، بدأت دول أوروبية، في مقدمتها فرنسا وألمانيا، باستعادة أطفال من مواطنيها ممّن هم أبناء مقاتلي التنظيم، في حين استعادت دول آسيا الوسطى، من قبيل أوزبكستان وقرغيزستان وطاجيكستان وكازاخستان، أكبر عدد من الأطفال من أبناء مقاتلي «داعش» من مواطنيها.
قاطنو مخيم الهول
في وقت سابق من مارس 2021 ، نقلت وكالة أنباء «هاوار» التابعة للإدارة الذاتية عن إدارة مخيم الهول أنّ عدد القاطنين فيه بلغ 62 ألفًا و287 شخصًا، منهم 30 ألفًا و706 لاجئين عراقيين بالإضافة إلى 22 ألفًا و616 سوريًّا.
أمّا عدد أفراد عوائل التنظيم الإرهابي، فقد بلغ ثمانية آلاف و965 شخصًا من النساء والأطفال فقط، وذلك بحسب الإحصائية الأخيرة التي صدرت في يناير الماضي.
وأشارت بيانات أخيرة صادرة عن منظمات محلية عاملة في مخيم الهول إلى أن 24 ألف طفل تقريبًا يقطنون فيه، وهذا الرقم يشمل كلّ الجنسيات بمن في ذلك أطفال عوائل تنظيم «داعش» وأطفال سوريون وعراقيون.
من جهته، كان المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تيد شيبان، قد صرّح في وقت سابق بأنّ «مخيم الهول والمناطق المحيطة في شمال شرق سورية تضمّ أكثر من 22 ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل، يقيمون في المخيمات والسجون بالإضافة إلى آلاف الأطفال السوريين»، وذلك في تقرير صدر في 28 فبراير الماضي.
وتثير هذه الأرقام مخاوف حول مستقبل آلاف من أطفال مقاتلي التنظيم الذين ما زالوا يقبعون في مخيمات شمال شرق سورية، لا سيّما من أبناء المقاتلين السوريين والعراقيين الذين تشكل استعادتهم ودمجهم في مجتمعاتهم مشكلة كبيرة بعد مقتل آبائهم أو اعتقالهم.