عودة التمثيل الدبلوماسي الدولي.. خطوة جديدة على طريق الاستقرار في ليبيا
مع التطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها ليبيا، إثر تولي حكومة انتقالية نالت ثقة البرلمان في 10 مارس 2021، مهمتها توحيد مؤسسات البلاد وتنظيم انتخابات وطنية في 24 ديسمبر 2021، بدأت مساعي إعادة التمثيل الدبلوماسي الأجنبي مرة أخرى للبلاد.
وتعرضت البعثات الدبلوماسية في ليبيا لهجمات وعمليات خطف منذ العام اندلاع الحرب عام 2011، إلا أن عودة التمثيل الدبلوماسي، يمثل مؤخرًا مؤشرًا على العودة التدريجية للاستقرار بعد أعوام من النزاع.
عودة الدبلوماسية
أعادت السفارة الفرنسية في العاصمة طرابلس فتح أبوابها من جديد بعد 7 أعوام من إغلاقها، واستأنفت نشاطها في مبنى جديد محاط بجدار خرساني ، ونشرت السفارة صورًا عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» للسفيرة «بياتريس لوفرابير دوهيلين»، بمشاركة دبلوماسيين وعمال بالسفارة للإعلان عن إعادة فتح المقر.
السفيرة الفرنسية لدى ليبيا، أكدت عزمها العمل على تعزيز العلاقات الليبية الفرنسية، معتبرة أن هذه الأيام كانت حافلة ومميزة فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بينهما، مؤكدةً عقب وصولها للعاصمة طرابلس، إنها عازمة على العمل بكل قوة لتعزيز العلاقات.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن الثلاثاء 21 مارس 2021، إثر استقباله «محمد المنفي» رئيس المجلس الرئاسي الليبي الجديد، خلال أول زيارة خارجية للمنفي منذ توليه السلطة، إعادة فتح السفارة، حيث أكد «ماكرون» أن باريس ستعيد فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس بهدف إظهار الدعم للسلطات الجديدة.
واستهدفت سفارة فرنسا في طرابلس في أبريل 2013، بهجوم بواسطة سيارة مفخخة أسفر عن إصابة عنصرين من الحماية الفرنسية، وعقب ذلك، انتقلت السفارة إلى فندق في العاصمة الليبية، الأمر الذي دعا باريس في يوليو 2014، لإغلاق سفارتها بعد إجلاء نحو 50 مواطنًا فرنسيًا وبريطانيًا لتستقر في تونس المجاورة على غرار أغلب التمثيليات الأجنبية.
أثينا هي الأخرى أعلنت عن إعادة فتح سفارة بلادها داخل ليبيا، حيث خرجت وزارة الخارجية اليونانية مطلع فبراير 2021، بإعلانها إعادة افتتاح السفارة بطرابلس وفتح قنصلية عامة في بنغازي.
وجاء ذلك بعد أن رحّبت اليونان بتشكيل السلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا، التي ستعمل حتى إجراء انتخابات مقررة في 24 ديسمبر 2021، معربة عن أملها أن يسهم ذلك بشكل حاسم في إحلال السلام والاستقرار في ليبيا.
فيما قررت دول أخرى إعادة تمثيلياتها الدبلوماسية الى ليبيا بعد تحسن الأوضاع في البلاد، إذ أعلنت نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جالينا بورتر، الثلاثاء 23 مارس 2021، عزم بلادها استئناف عمل السفارة الأمريكية في ليبيا في أقرب فرصة تسمح بها الظروف الأمنية، منوهةً إلى أنه جرى تعليق العمليات فى السفارة منذ عام 2014، لكن لدي بلادها سفير لدى ليبيا وهو «ريتشارد نورلاند»، يعمل من تونس، ويسافر إلى ليبيا بشكل دورى لحضور لقاءات هناك.
بينما أعلنت مالطا افتتاح سفارتها في ليبيا خلال الأيام المقبلة، حيث أكد المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، في بيان له، أن اللقاء تطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، وبحث سُبل التعاون بين البلدين في مختلف المجالات خاصة التعليم والتدريب.
القاهرة أول العائدين
يتسم الدور المصري في ليبيا بفاعلية كبيرة نظرًا للجهود الدبلوماسية التي لعبتها القاهرة خلال السنوات الماضية لإعادة الاستقرار إلى جارتها العربية الشقيقة، إذ كانت مصر أول دول الجوار الليبي في إعادة فتح سفارتها بليبيا، وأعلنت القاهرة في فبراير 2021، عزمها إعادة افتتاح السفارة، وجاء ذلك حين زار وفد مصري برئاسة السفير «محمد ثروت»، مدير مكتب وزير الخارجية سامح شكري العاصمة طرابلس، وبحث على إثر الزيارة مع المسؤولين الليبيين ترتيبات إعادة افتتاح السفارة المصرية بطرابلس والقنصلية ببنغازي، وشؤون أخرى تهدف إلى تفعيل العلاقات الثنائية.
وأعلن حينها الوفد المصري بدء خطوات عملية لإعادة افتتاح مقر السفارة المصرية بطرابلس بما سيسهم في تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين، وخاصة في مجال تقديم الخدمات والتسهيلات القنصلية على المواطنين في البلدين، حيث تفقد الوفد المصري مبنى السفارة من أجل تقييم الوضع داخل المبنى وإطلاق عملية الترميم.
للمزيد: ليبيا الجديدة.. طريق «الدبيبة» ملغم بوجود الميليشيات والمرتزقة على الأرض





