ad a b
ad ad ad

بالتعاون مع موناكو.. فرنسا تؤمن سواحلها الشرقية ضد الإرهاب

السبت 03/أبريل/2021 - 07:14 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تتبنى فرنسا في الآونة الأخيرة إستراتيجية مُعززة للأمن الداخلي والحدودي لمنع انتشار الإرهاب في البلاد، وذلك بعد سلسلة هجمات نفذها إسلامويون على خلفية اعتراك أيديولوجي، حول الرسوم الكاريكاتيرية التى اعتبرت مسيئة للدين الإسلامى، استُغل لتهديد أمن المجتمع.


بعد العمليات الإرهابية الأخيرة في البلاد، دأبت الحكومة الفرنسية على إصدار قوانين واستحداث آليات دستورية لتقويض الإسلاموية، جنبًا إلى جنب مع تعزيز التعاون الأمني مع دول الجوار، ففي 26 مارس وقعت مع إمارة موناكو مذكرة تفاهم لمكافحة الإرهاب.

وزير العدل الفرنسي
وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي

محاربة الإرهاب من موناكو


وموناكو هي إمارة صغيرة ذات سيادة مستقلة بمنطقة الريفيرا في فرنسا التي تحدها من ثلاث جهات، وتمثل أهمية إستراتيجية للحكومة الفرنسية لقربها من مدينة «نيس» التي تشهد عمليات إرهابية منذ تحول الجماعات الإسلاموية لظاهرة عالمية، لذا فإن التعاون بين الجانبين يبقى مهمًا لتأمين الساحل السياحي.


وقع أمير موناكو ألبرت الثاني، مذكرة تفاهم لمكافحة الإرهاب، مع وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند موريتي، تشمل التزام البلدين بتقديم المساعدات القانونية بشكل واسع ومتبادل في جميع الجرائم المتعلقة بالإرهاب، إلى جانب التعاون في التحقيقات الخاصة بقضايا التطرف والتنسيق المشترك لضمان الاستفادة من الموارد البشرية والمادية، وكذلك تبادل المعلومات والبيانات حول المشتبه بهم، وتقديم المساعدة المتبادلة بين النيابة وسلطات القضاء في البلدين.


تتضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين أيضًا إمكانية تشكيل فريق مشترك للتحقيق في القضايا المحتمل تعلقها بجماعات إرهابية إذا وقعت بموناكو، وإن كانت تحت اختصاص السلطات القضائية، إلى جانب المساعدة في تعويض الضحايا الناجمين عن الهجمات في الإمارة.


وشدد وزير العدل بإمارة موناكو، «روبرت جيلي» على أن هذه الخطوة هدفها تعزيز التعاون القضائي بين الجارتين الأوروبيتين في الملف القضائي بما يخدم مكافحة الإرهاب، مثمنًا المذكرة التي يعتقد بضرورة شمولها بين الدول الإقليمية لمجابهة انتشار التطرف، لافتًا إلى أن تعاون بلاده مع فرنسا سيساهم في تطوير القدرات القانونية للعاملين بالقضاء في موناكو حال وقوع هجمات إرهابية للاستفادة من خبرات باريس.

بالتعاون مع موناكو..

لماذا تدعم باريس مكافحة الإرهاب بموناكو؟


تمثل موناكو جزءًا مهمًا من الحدود الشرقية البحرية لفرنسا، وبالتالي فحماية السواحل السياحية أمر مهم لبقائها كهدف إستراتيجي لهجمات الجماعات الإرهابية، إذ يركز تنظيم «داعش» الإرهابي بالأخص العمليات الهجومية في المناطق السياحية لأنها تشكل مصدر دخل للحكومات يمكن استغلاله للضغط عليها إلى جانب وجود عناصر أجنبية ورعايا لدول مختلفة لقضاء عطلات بالسواحل.


ويظهر اهتمام «داعش» بسواحل أوروبا في تركيز بعض هجماته بفرنسا في مدينة نيس، ففي أكتوبر 2020 نفذ شاب تونسي تسلل إلى البلاد هجومًا بالطعن تسبب في وفاة 3 أشخاص بالقرب من كنيسة بالمدينة.


وفي 14 يوليو 2016 نفذ «داعش» هجومًا بشاحنة قتلت نحو 84 شخصًا، وفي إسبانيا استهدف «داعش» الساحل الشرقي للبلاد بعمليات متكررة أبرزها هجوم برشلونة في أغسطس 2017 والذي راح ضحيته 14 شخصًا، وفي أكتوبر 2018 كشفت الحكومة الإسبانية عن إفشال مخطط داعشي لتفجير منتجعات سياحية بالساحل الشرقي للبلاد.


ويعني ذلك أن اتجاه فرنسا لتعزيز التعاون مع إمارة موناكو يندرج ضمن توجهها لتقويض الإسلاموية وزيادة الروابط مع المحيطين لتأمين الحدود، مثلما يحاول الرئيس إيمانويل ماكرون مع رفاقه بالاتحاد الأوروبي تعديل قوانين شنجن لتشديد الرقابة على المسافرين بين الحدود الأوروبية.


المزيد.. الخطر يدق أبواب أوروبا.. الدواعش يتسللون نحو ألمانيا من الحدود الفرنسية

"