الخطر يدق أبواب أوروبا.. الدواعش يتسللون نحو ألمانيا من الحدود الفرنسية
أدى الاتجاه الفرنسي ضد الجماعات
المتطرفة إلى إحداث مقارنات بين الأطر الأمنية والقانونية لدول الاتحاد الأوروبي
وبعضها البعض، فيما يخص مواجهة الإسلامويين، لضمان مكافحة جماعية تحول دون تغييرات
جغرافية في تمركزات الإرهابيين تُبقى على خطورتهم في المنطقة.
بحسب برنامج استقصائي على قناة فرنسية
تُسمى «M6 Enquête»
ضمت ألمانيا الكثير من الدواعش العائدين كطالبي لجوء، ومنحت الكثير منهم فرصة
للتعايش بحرية داخل المجتمع ما يشكل خطورة على المنطقة الأوروبية بأكملها.
نماذج داعشية تعيش في ألمانيا
تذكر المحطة الفرنسية أن سقوط تنظيم داعش في سوريا والعراق على يد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أسهم في نزوح ما لايقل عن 500 إرهابي مخضرم من التنظيم، استقر بعضهم في ألمانيا، إذ ينتقد البرنامج الاعتقال المؤقت الذي نفذته برلين بحق هؤلاء الدواعش قبل أن تطلق سراحهم ليعيشوا بحرية في البلاد.
ولفت البرنامج الاستقصائي إلى أن السلطات الألمانية لا تلتفت كما يجب للأفعال الإجرامية التي ينفذها هؤلاء في البلاد، أو التي سبق ونفذوها بوحشية في مناطق سيطرة داعش قبل أن يستطيعوا مراوغة الأمن للاستقرار بالبلاد.
ومن النماذج التي قدمها البرنامج، كان داعشي يدعى سمير انضم إلى التنظيم في 2014 وكان متورطًا بالظهور في مقاطع مصورة وهو يركل رؤوس الضحايا المقطوعة ككرة قدم في مظاهر تدل على وحشيته وحبه للدماء، وتستطرد القناة بأن هذا الإرهابي يعيش مع زوجته حاليًا في إحدى المدن القريبة من الحدود بين فرنسا وألمانيا.
وتدفع القناة وفقًا لما عرضته من أدلة بأن الداعشي سمير يسعى حاليًا للحصول على رخصة لقيادة شاحنة من ذات النوع الذي استخدمه التونسي أنيس العمري في هجومه على سوق عيدالميلاد بالعاصمة برلين في ديسمبر 2016 ما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات، وبالتالي فأن هذا التجاهل لسلوكيات الإرهابيين وإن استطاعوا إظهار عكس ذلك يُمثل خطورة ارتدادية في ممارسة الإرهاب بالمنطقة.
وقالت « M6 Enquête» أن الداعشي الآخر الذي تطاله الشبهات يدعى ماجد الحصري وكان يعمل بالنواحي المالية لتنظيم داعش وكان ضالعًا في هذا التخصص بالتنظيم، ويعد عمله بالنواحي الاقتصادية مؤشرًا على معرفته بالكثير من عناصر التنظيم فضلًا عن احتمالية تورطه كحلقة في مسلسل التمويلات الإرهابية بالمنطقة، وبناء عليه فمن غير الآمن منحه حرية الاندماج بالمجتمع الألماني.
ويدلل البرنامج الاستقصائي على خطورة هذا الوضع بالعودة إلى التقارير الخاصة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتي نفذها تنظيم القاعدة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ارتبطت بخلية هامبورج، والتي كان عنصراها المشتركان في الهجوم هما؛ مروان يوسف الشحي ومحمد عطا السيد.
الاضطرابات في المواجهة الأمنية للإرهاب
تعد ألمانيا من أبرز الدول الأوروبية الواقعة على حدود فرنسا، والتي يُنظر لها كإحدى البقاع التي تضم كيانات عدة لجماعة الإخوان إلى جانب عدم السيطرة على أنشطة حزب التحرير الذي يتوافق في أيديولوجيته مع أفكار الإخوان التي استقى منها مبررات تأسيسه، فعلى الرغم من إعلان برلين للحزب كجماعة إرهابية فإن أجهزة الاستخبارات لا تزال تصنفه كناشط يسعى لضم عناصر جدد.
إن ما تعانيه برلين من ترهل نسبي في مواجهة الجماعات الإرهابية يتشابه مع ما تمارسه المملكة المتحدة من اضمحلال في المعالجة، وتتعدد الأسباب في هذا الإطار، فهناك من يعول على ضعف الفهم والإدراك الحقيقي لخطورة هؤلاء، وهناك من يشير إلى أن ثمة علاقات نفعية بين التيارات المختلفة، وهو ما تتبناه القناة الفرنسية المنفذة للتحقيق.
وفي خضم المتابعة الأوروبية لسير الأوضاع على الحدود بين فرنسا وألمانيا، تتخوف القناة من استغلال الإرهابيين لشبكات الاتجار بالبشر وعصابات الجريمة المنظمة التي لا تزال تنفذ إلى هذه البقعة لتنفيذ هجمات تهدد حياة المواطنين.
المزيد.. كشف هوية المتورطين في مقتل «باتي» ينذر بخطورة «التنشئة الجهادية» في فرنسا





