ad a b
ad ad ad

على مستوى استخباراتي.. شراكة أمنية بين المغرب وأمريكا لتفكيك خلايا «داعش» في المنطقة

الأربعاء 31/مارس/2021 - 11:58 ص
المرجع
أحمد عادل
طباعة
شهدت السنوات الماضية زخمًا على مستوى الزيارات المتبادلة لمسؤولين أمنيين رفيعي المستوى من المغرب والولايات المتحدة، وتناولت تلك الزيارات على وجه الخصوص آليات التعاون والتنسيق في مكافحة مخاطر الإرهاب والعنف والتطرف والجريمة المنظمة، وامتداداتها المتنامية في منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل.


على مستوى استخباراتي..
خلية إرهابية

بتنسيق وثيق مع الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، أعلن المغرب، الخميس 25 مارس 2021، تفكيك خلية إرهابية في مدينة وجدة كانت تخطط لتنفيذ أعمال دموية.

ويأتي التنسيق الأمني الجديد بين الرباط وواشنطن، بعد أشهر على المساهمة الكبيرة للمخابرات المغربية في تحييد جندي أمريكي متطرف، خطط لتنفيذ هجوم إرهابي يستهدف النصب التذكاري لـ 11 سبتمبر في منهاتن بنيويورك.

وكانت الاستخبارات المغربية قد أبلغت الإدارة الأمريكية في سبتمبر 2020، بالأنشطة المشبوهة التي كان يقوم بها الجندي كول بريدجيز على الإنترنت.

وقد انتهت عملية التحقيق أواخر يناير 2021، بإلقاء القبض على الجندي الذي يتهم أيضًا بتقديم مخططات تفصيلية، وحتى كتيبات تدريب، لمساعدة مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي على قتل أفراد من القوات الأمريكية.



 حبوب الشرقاوي مدير
حبوب الشرقاوي مدير المكتب المغربي المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)
تعاون مشترك

ويعد التعاون الأمني جزءًا من الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد التي تربط المغرب والولايات المتحدة منذ سنوات، كما يشكل أحد مداخل التفاهمات السياسية بين البلدين.

وفي 19 يناير 2021، أعلنت السلطات الأمريكية توقيف بريدجز، بتهمة التخطيط لتفجير النصب التذكاري لأحداث 11 من سبتمبر2001، والهجوم على جنود أمريكيين في الشرق الأوسط.

وخلال شهر فبراير 2021، أشادت وزارة الخارجية الأمريكية باستراتيجية المغرب لمكافحة الإرهاب، مبرزة في أحدث تقاريرها «التعاون الوثيق وطويل الأمد» بين الولايات المتحدة والمملكة في هذا المجال.


من جانبه، ثمن حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المغربي المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، التعاون الاستخباراتي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وقال إنه بفضل التنسيق الوثيق بين المديرية العامة للأمن المغربي والأجهزة الاستخباراتية الأمريكية تم تفكيك خلية إرهابية تتمركز في مدينة وجدة وإجهاض مخططاتها التخريبية، مشيرًا إلى العملية الأمنية التي تمت وضبط أعضائها الأربعة المنتمين إلى ما يسمى تنظيم (داعش) الإرهابي. 

وأضاف أن العملية كشفت قوة التعاون بين الأجهزة الاستخباراتية المغربية والأمريكية، وقال إنه بعد أسابيع من تقديم المديرية العامة للأمن المغربي معلومات أمنية بالغة الأهمية إلى الولايات المتحدة مكنت من إلقاء القبض على جندي أمريكي خطط للقيام بتفجيرات في نيويورك، تجدد هذا التعاون الأمني بين البلدين في ضبط أعضاء «خلية وجدة» الذين بايعوا تنظيم «داعش»، وخططوا للالتحاق بمعسكرات التنظيم الإرهابي في منطقة الساحل لتنفيذ عمليات قتالية.

وأكد الشرقاوي - في تصريحات صحفية - أن أحد قياديي «داعش» هو من كلف أعضاء «خلية وجدة» بالقيام بتنفيذ أجندات التنظيم الإرهابي في المملكة المغربية، مشيرًا إلى أن منطقة الساحل باتت اليوم خصبة وملاذًا آمنًا لجميع التنظيمات الإرهابية.

وأوضح الشرقاوي أن التنظيمات الإرهابية تحاول جاهدة التمركز بمنطقة الساحل والصحراء واعتبارها قاعدة خلفية لترتيب هجمات إرهابية تستهدف بلدان المنطقة أو بلدان شمال أفريقيا ودولًا أخرى.

وحذر المسؤول الأمني المغربي من خطورة تغلغل التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، وقال إن هذا الأمر لا يشكل خطورة فقط على المغرب بل على جميع الدول، داعيًا إلى تقوية التعاون الدولي والشراكات في مجال مكافحة الإرهاب.

وجدد الشرقاوي تأكيده أن المملكة المغربية مستمرة بشكل دائم في تعاونها مع جميع الشركاء من أجل محاربة الإرهاب والتطرف والعنف، مضيفًا أن المغرب بات يلعب اليوم دورًا رياديًّا في مكافحة الإرهاب، وأن المديرية العامة للأمن المغربي توفر المعلومات الاستخباراتية لشركائها، «ما ساهم في إحباط العديد من المخططات الإرهابية في العديد من الدول».


مكافحة الإرهاب

وبفضل موقعه الاستراتيجي، يعد المغرب من ضمن البلدان التي تبذل جهودًا على مستوى مكافحة الإرهاب، فهو يرأس حاليًا بالشراكة مع كندا المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، كما يحتضن منذ السنة الماضية مكتب برنامج لمكافحة الإرهاب والتكوين في إفريقيا، التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي يضاف إلى الجهود المبذولة للتصدي للخطر المتنامي للتنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.

ويضع المغرب منذ سنوات استراتيجية لمواجهة التحديات بالمنطقة تقوم على 3 محاور، هي؛ الأمن والتنمية البشرية والتكوين.

وتتشابه الأهداف المغربية في منطقة الساحل والصحراء مع الأهداف الأمريكية، خاصة أن واشنطن تبحث عن موطئ قدم لها في أفريقيا لمنافسة الأوروبيين والزحف الصيني.


الكلمات المفتاحية

"