الخطر الداعشي يُهدد السودان ومنطقة شرق أفريقيا
الثلاثاء 30/مارس/2021 - 12:03 م
آية عز
طل الإرهاب من جديد برأسه على السودان، إذ تسلل عدد
من الدواعش الفارين للعاصمة الخرطوم، وتمكنت الأجهزة الأمنية يوم الثلاثاء 23 مارس
الجاري من إلقاء القبض على خمسة في العاصمة، وعقب التحقيقات اعترف الإرهابيون أنهم
مجموعة، وأنه خلال الشهور الماضية استطاع أن يدخل السودان نحو 100 داعشي، ذلك بحسب
ما جاء في بيان الشرطة السودانية.
وأشارت الشرطة، إلى أنها ضبطت بحوزة المتهمين 2
مليون دولار يرجح أنها مخصصة لتنفيذ عمليات إرهابية، وأن عملية توقيفهم تمت عقب
متابعة ورصد لتحركاتهم.
وسبق هذه التقارير بأشهر قليلة، ضبط السلطات السودانية خلية إرهابية شرقي الخرطوم، وبحوزتها متفجرات، وعقب هذا الحدث انتشر مقطع مصور لمجموعة في ولاية القضارف أعلنت عزمها إقامة إمارة على غرار ما يفعل تنظيم «داعش».
طمع داعشي في السودان
إذ أبدى تنظيم داعش اهتمامه بالسودان عقب سقوط نظام البشير، حيث أشار أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم السابق، في أبريل 2019 إلى السودان باعتباره ساحة معركة مستقبلية.
ونقلت بعض التقارير عن مؤسسة «الوفاء» الموالية للتنظيم رسالة للتنظيم عبر موقع التليجرام، جاءت تحت عنوان «نداء إلى أهل السودان من الداخل منها وإليها»، دعت فيها أنصار التنظيم إلى اغتنام الفرصة لإقامة دولتهم المزعومة، حيث يعملون على إقامة ما سموه بـ «إمارة الحبشة» التي تضم السودان ودول شرق أفريقيا.
وفي السياق ذاته، أشار تقرير الخارجية الأمريكية عام 2019، إلى وجود التنظيم في السودان، وحذر من تمدد نشاطه، كما رصد محاولاته في تنفيذ عمليات إرهابية، خاصة بعد طعن داعشي لضابط شرطة سوداني كان يحرس السفارة الأمريكية في يناير 2018، وإنقاذ امرأة شابة بعد تجنيدها من قبل «داعش» في يونيو 2018.
وبحسب التقارير الأمنية، يتركز جغرافيًّا «داعش» في الخرطوم متمثلًا في بعض الجماعات الجهادية التي أعلنت مبايعتها للتنظيم، مثل ما تُعرف بـ «جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة»، و«تيار الأمة الواحدة» وعدد من الإخوان الذين بايعوا الداعشي عبدالحي يوسف أميرًا للمؤمنين.
محفزات
وبحسب مركز الإمارات للسياسات، فهناك عدة محفزات شجعت وجود «داعش» في السودان أهمها، البيئة الحاضنة للفكر الجهادي، خاصة أنه ازدهرت أنشطة السلفية الجهادية خلال فترة حكم البشير (1989-2019)، وقامت هذه الجماعات بتنفيذ هجمات إرهابية في المساجد وأجزاء مختلفة من السودان.
وانتشرت الأفكار التكفيرية بدرجة أكبر بعد أن أصبح السودان ملاذًا آمنًا للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة، حين أقام أسامة بن لادن في السودان لأكثر من خمس سنوات خلال التسعينيات من القرن الماضي، وامتدت هذه التيارات التكفيرية لتشمل الخرطوم وبعض المناطق الأخرى مثل أبوقوتة في ولاية الجزيرة، والفاو شرق السودان، والدمازين وكوستي.
بالإضافة إلى ذلك لاتزال الميليشيات والتنظيمات المرتبطة بالإخوان تشكل تهديدًا إرهابيًّا، وقد هددت بشن حرب على الدولة بعد إقرار قوانين تقضي بتفكيك النظام السابق، كما تُعد هذه الميليشيات هدفًا لداعش لتوسيع نشاطه داخل السودان.
خطر أفريقي
وأشار المركز في دراسته، إلى أن وجود تنظيم «داعش» في السودان دون محاربته سيكون لها مخاطر وخيمة على منطقة شرق أفريقيا، لأن وجوده في السودان سوف يعمل على زيادة رقعة الإرهاب في التشاد والنيجر وكينيا.
الأمر الثاني «داعش» من الممكن أن يستطيع التنسيق مع تجار السلاح والعصابات ليسهلوا له عمليات تهريب السلاح، وهذا سيسهل عليهم تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية.





