بحملة جديدة.. «داعش» يتسوّل من أتباعه تجديد البيعة للزعيم المهزوم
بثت ما تعرف بالمكاتب الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي، إصدارات مصورة جديدة بعد نحو شهرين على الظهور الأخير لزعيم التنظيم «أبوبكر البغدادي» في فيديو له من داخل مخبئه غير المعلوم.
واستهل «داعش» الإصدارات التي بثها بنشيد جديد يحرض الأتباع على القتل والارهاب بعبارات تؤكد التزام أفرع التنظيم الإرهابي ببيعة «البغدادي»، وعدم خلافهم على توليته زعامة التنظيم.
وبدأ التنظيم الإرهابي حملته الجديدة من غرب أفريقيا، بعد أن بث المكتب الإعلامي لداعش هناك فيديو يظهر عددًا من الإرهابيين يصطفون في صورة استعراض عسكري بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بينما وقف أحد قيادات التنظيم الإرهابي ليلقي كلمة أمام الكاميرا.
وزعم القيادي الداعشي في كلمته، أن هزائم التنظيم سيتبعها انتصارات في وقت لاحق، مستدلًّا بتجربة التنظيم في بورنو وغيرها من المناطق النيجيرية التي سيطر عليها التنظيم لفترة قبل أن ينهزم على أيدي قوات الجيش النيجري والتشادي والنيجيري.
وبعد انتهاء الكلمة التي ألقاها، تسول القيادي الداعشي من بقية عناصر التنظيم الإرهابي تجديد بيعة «أبوبكر البغدادي»، وهو ما يدل على تشرذم التنظيم والاستماتة من كوادره القيادية للبقاء على قيد الحياة.
ومن غرب أفريقيا إلى شرق آسيا، بث التنظيم المهزوم في الفلبين فيديو جديد لعناصره هناك، وهم يجددون البيعة للبغدادي، ويتعهدون بمواصلة العمليات الإرهابية بعد هزيمتهم، وطردهم من مدينة ماراوي التي سيطر عليها التنظيم لفترة من الوقت، وأعلن منها ولاية شرق آسيا.
كما تضمن إصدار التنظيم في شرق آسيا، مشاهد مجتزأة وممنتجة لاشتباكات مع الجيش الفلبيني خلال هجومه على منطقة «لانو ديل سور» التي كان يتحصن بها عدد من عناصر التنظيم.
ولم يكتفِ التنظيم بهذا فحسب، بل خصص المقال الرئيسي في صحيفته الأسبوعية النبأ، للتأكيد على الرسائل الإعلامية التي بثتها المكاتب الداعشية من خارج سوريا والعراق.
واعتبرت الصحفية أن عناصر التنظيم سينتصرون في نهاية الحرب الطويلة التي يخوضنها حاليًّا، مطالبًا عناصره بالصبر على الهزائم التي تجرعوا مرارتها خلال الفترات الماضية، مذكرًا إياهم بما حصل سابقًا من هزائم في العراق، وعودة التنظيم للسيطرة على المدن في وقت لاحق.
احتواء الخلاف
حاول التنظيم في سلسلته الجديدة التأكيد على ما سمّاه «شرعية البغدادي» باعتباره زعيم التنظيم الإرهابي المختار، بعد مطالبة قياديين سابقين في داعش بنقض بيعة البغدادي، ومحاولة قتله، ففي وقت سابق، نشر عضو مكتب البحوث الشرعية الداعشي المعروف بأبي محمد الهاشمي كتابًا عن بيعة البغدادي، دعا فيه لمحاولة اغتيال زعيم داعش، لإعادة التنظيم لمساره الصحيح، على حدّ وصفه.
وقال «الهاشمي» في كتابه الذي نشره عبر منصات مؤيدة لداعش على تطبيق تيليجرام للتواصل الاجتماعي: إن «البغدادي» مجرد دمية في يد قيادات التنظيم الإرهابي الذين كانوا ينتمون سابقًا للجيش والاستخبارات العراقية في فترة الرئيس الراحل صدام حسين.
كما نشر أحد أمنيي داعش المعروف بأبي مسلم العراقي شهادته على ما قام به التنظيم في الموصل، في قضية سبي الإيزيديات واغتيال عناصر الجيش والشرطة المستسلمين له بعد تأمينهم على أرواحهم.
ورد التنظيم بصورة غير رسمية على «الهاشمي» عبر كتابٍ نشره أبوقسورة القرشي، دعا فيه للتمسك ببيعة البغدادي، وانتقد «الهاشمي» معتبرًا أنه «ضال».
البغدادي يحاول لملمة التنظيم
في نهاية أبريل الماضي، ظهر أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي في فيديو يتحدث فيه مع عدد من قادة التنظيم الكبار.
ووفقًا لمقال نشرته مجلة «ذا أتلانتك» لجوشو جيلتزر المدير الأول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي في 2015، فإن البغدادي خاطر بحياته بعد الظهور في هذا الفيديو الأخير؛ لأن الخطر الذي يواجهه «داعش» أكبر بكثير من الخطر الذي يواجه البغدادي.
وأضاف «جيلتزر» أن البغدادي خرج عقب هزيمة التنظيم في الباغوز ليوصل رسالة لأتباعه، مفادها أن خلافته المزعومة مازالت موجودة، وتقاتل وتنتصر وتهزم أيضًا.
تحديد مكان زعيم داعش
وفي تصريح سابق له قال الخبير في الجماعات الإرهابية، هشام الهاشمي: إن ظهور «البغدادي» أسقط 13 احتمالًا عن أماكن وجوده من أصل 17، لافتًا إلى أن الأماكن التى ينحصر بها «البغدادي»، هى صحراء الأنبار العراقية، منطقة وادي حوران العراقية، أو بادية حمص السورية.
ولفت إلى احتمال آخر وهو أن ظهور «البغدادي» جالسًا في «مجلس عربي» على وسائد مصنوعة من قماش منتشر في منطقة «الجزيرة السورية»، يرجح أن يكون مختبئًا في سوريا، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأقمشة كان يستورد من حلب، إلا أن إنتاجه توقف منذ عام 2013، ولعل تلك الملاحظة يمكن أن تحصر المكان الذي يمكن أن يوجد فيه البغدادي، وهو ما يقود لقتله أو اعتقاله.





