يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

ممنوع ارتداء الكمامة في الصومال.. الشباب الإرهابية تحارب الإجراءات الاحترازية لأن «المرض من الله»

الخميس 25/مارس/2021 - 02:25 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
تفعل حركة الشباب الإرهابية في الصومال، كل ما في وسعها، لضرب أمن واستقرار البلاد، وإظهار ضعف القوات الأمنية أمام الرأي العام العالمي والدولي والمحلي، وكذلك خسائر سياسية في ظل حالة التناحر بين الحكومة والمعارضة في الصومال والتي كانت من المفترض إقامتها في فبراير 2021.

 ممنوع ارتداء الكمامة
وتسعي الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة، أن تستغل فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، دون النظر إلى عواقب ذلك على الشعوب التي تقع تحت تهديد الحركة المباشر، وهو ما يجعل تلك الشعوب بين مطرقة الإرهاب وسندان الفيروس العالمي، حيث حذرت الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة، سكان بعض أحياء العاصمة الصومالية مقديشو من الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا التي فرضتها عليهم الحكومة الصومالية.


المرض ابتلاء كما يدعون

وبحسب ما ذكره موقع «الصومال الجديد» الإخباري، الإثنين 22 مارس 2021، هددت الحركة سكان أحياء هلوا، ودينيلي، وياقشيد وودجر باتخاذ خطوات ضدهم إذا استخدموا «الكمامات»، وذكرت أن المرض ابتلاء من الله وأن على الناس التوبة والابتهال.

وفيما نقلت شبكة «العاصمة» الإخبارية المحلية، عن أحد سكان حي هلوا أن مجموعة أوقفته، وأنه ظن في البداية أنها عصابة إجرامية تريد أن تأخذ منه هاتفه المحمول، لكنها أمرته بإزاحة الكمامة التي كانت على فمه، وحذرته من استخدامها.

مستنقع التناحرات السياسية

وكانت إدارة إقليم بنادر طالبت سكان العاصمة بالتزام إجراءات الوقاية من كوفيد – 19، بما في ذلك استخدام الكمامات، وذكرت أنها ستأخذ غرامة مالية قدرها 5 دولارات ممن لا يلتزم بتلك الإجراءات.

ووفقًا الموقع الصومالي، الذي أكد أن الحركة تعمل على ذلك لإظهار فشل الحكومة المؤقتة أمام الرأي العام الدولي والمحلي، في السيطرة على فيروس كورونا المستجد، ومن ثم الإطاحة بها، واستغلال الأوضاع الأمنية السيئة التي تعيشها البلاد، بسبب اختلاف الآراء بين الحكومة والمعارضة الأمر الذي سيؤدي إلى إغراق البلاد في مستنقع التناحرات السياسية.


ومنذ بداية ظهور فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، في القارة السمراء مارس 2020، زادت وتيرة عمليات الحركة الإرهابية، بين اغتيالات وتفجيرات وإعدامات، في محاولة لاستغلال الانشغال العالمي بمكافحة الفيروس، لتحقيق مكتسبات وسيطرة على الأرض.

وكذلك استغلال عملية تأمين البلاد من قبل قوات الجيش والشرطة الصومالية، في مواجهة  انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، كما تعمل الحركة على إثبات حضورها بأنها الأقوى من الحكومة، ومن تنظيم داعش الإرهابي واللذين يتنافسان على صراع الحضور والبقاء في الصومال.

بداية الحركة

يذكر أن «الشباب» حركة ذات توجه متشدد، ظهرت عام 2006 كإحدى الأذرع العسكرية لما عُرف بـ«اتحاد المحاكم الإسلامية» في الصومال، التي كانت تُسيطر حينها على مقديشو (العاصمة الصومالية) وتسعى لإقامة ما يسمى بـ«خلافة إسلامية» هُناك.


وفي بدايتها ساندت الحركة «اتحاد المحاكم»، حيث خاضت معارك ضد القوات الحكومية المدعومة بقوات إثيوبية، والتي اضطرت إلى الانسحاب في نهاية 2008، ويجمعها ارتباط وثيق بتنظيم «القاعدة» منذ عام 2009، وفي 2012 أعلنت ولاءها رسميًّا للتنظيم، وذلك في شريط مصور بثته الحركة، وتضم الحركة في صفوفها نحو 9000 عنصر.

وفي عام 2019، أوضحت «شبكة الشمال للأبحاث والرصد»، السويدية المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، التابعة لموقع «نورديك مونيتور»، اكتشاف الحكومة الأمريكية معلومات تفيد بتحويل أموال من الاستخبارات التركية لحركة الشباب الصومالية، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وفي يوليو 2013، أكدت منظمة جلوبال إيكونوميست أن الحركة حصلت خلال السنوات السابقة على تمويلات من قطر، وجمعت بفضل هذا الدعم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، كما كشف التقرير أن الحركة تحصل على تمويلات كبيرة من تركيا بصورة غير مباشرة، وأحيانًا ترسل لها الحكومة التركية الأسلحة والذخائر، لذلك الحركة لا تواجه أي عجز تسليحي.




"