«داعش» و«القاعدة».. تنافس متزايد في القارة الأفريقية
الجمعة 05/مارس/2021 - 02:51 م
مصطفى كامل
تصاعدت التحذيرات من العمليات الإرهابية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» داخل القارة السمراء، عقب هجوم شنته عناصر داعشية على مركز إغاثي تابع للأمم المتحدة في نيجيريا.
وأضرم مسلحون موالون لتنظيم
«داعش» الإرهابي، الثلاثاء 2 مارس 2021، النار في مركز إغاثي تابع للأمم
المتحدة، ما أدى لاحتراقه بالكامل، دون أي إصابات.
وعقب
الهجوم، أرسل الجيش النيجيري تعزيزات من بلدة «مارتي» الواقعة على بعد 40
كيلومترًا للمساعدة في فك الحصار عن موظفي إغاثة محاصرين داخل احد المخابئ
بالمركز.
وفق
«كولين ب. كلارك»، مدير السياسات والبحوث في مجموعة «صوفان» للاستشارات
الأمنية، و«جاكوب زين» الباحث في مؤسسة «جيمس تاون»، قالا إنه عندما تفسح
الدول الضعيفة المجال لظهور أقاليم تتسم بالضعف، يستطيع المتطرفون المسلحون
بشكل جيد، التغلب على قوات الأمن الضخمة المزودة بالعتاد من خلال شن
عمليات معقدة ومنسقة، واستغل عناصر «القاعدة» و«داعش» الحدود التي يسهل
اختراقها في جميع أنحاء إفريقيا، واستفادوا، بأسلوب انتهازي، من عمليات
الانتقال السياسي المشحونة، وعدم مسائلة قطاع الأمن في بلدان مثل مالي
وموزمبيق، من أجل العمل على زيادة زعزعة استقرار الدول الهشة بالفعل.
وفيما
يتعلق بمنطقة الساحل الأفريقي، أظهرت حملة حرب العصابات التي يشنها «داعش»
في الصحراء الكبرى، تزايد في نصب الكمائن وإطلاق قذائف الهاون واستخدام
العبوات الناسفة؛ ورغم الاشتباكات مع ما تعرف بجماعة «نصرة الإسلام
والمسلمين» التابعة لـ«القاعدة»، والقوات الأمنية والإقليمية، تمكن الدواعش
من النجاة، وأثبت عناصر التنظيم أيضًا مهارتهم في تجنيد أعضاء جدد،
بمساعدة دعايا التنظيم الأساسية من جهة واستغلال المظالم العرقية المحلية
من جهة أخرى.
تصاعد النشاط الإرهابي
وعلى
الجانب الآخر، شنت حركة الشباب الصومالية الإرهابية، الموالية للقاعدة،
هجمات في المناطق الريفية والعاصمة مقديشو دون عقاب، عن طريق نصب الكمائن
والاستخدام المتقن للألغام الأرضية وقذائف الهاون والعبوات الناسفة، إضافة
إلى هجمات متتالية في كينيا المجاورة؛ إذ بدأت الحركة، في استخدام طائرات
بدون طيار لتصوير الهجمات.
وخلال
تقرير صادر عن موقع «ديفينس وان» المتخصص في الشؤون العسكرية والدفاعية،
ظل تنظيم ما يسمى بـ«ولاية غرب أفريقيا» التابع لـ«داعش»، نشطا في جميع
أنحاء حوض بحيرة تشاد، بما في ذلك شمال شرق نيجيريا، وجنوب شرق النيجر بشكل
متزايد.
وتعزز
حركة «نصرة الإسلام والمسلمين» في شمال مالي، قبضتها على المناطق الريفية
وتتوسع في جميع أنحاء مناطق الساحل الحدودية، ما يدل على قدرتها على شن
عمليات غير متناظرة ومعقدة بشكل متزايد، رغم الضغط الهائل على الجماعة من
جانب القوات العسكرية الفرنسية، والميليشيات المتناحرة؛ وفق تقرير موقع
«ديفينس وان».
وفيما يتعلق بالصراع بين «داعش» و«القاعدة»، أشار باحثا «صوفان» إلى
عدة عوامل ستعطي زخمًا للجماعات المسلحة الأفريقية طوال الفترة المتبقية
من عام 2021، فالصراع المستمر بينهما سيؤدي إلى التنافس على المكانة
والمجندين والموارد، ما يؤدي إلى انتشار التهديد، ويؤدي إلى عملية تعرف باسم
«تنافس المزايدة»، حيث تصعد المنظمات الإرهابية من عملياتها للترويج
لأنفسها ككيانات مهيمنة في بلد أو منطقة.





