ad a b
ad ad ad

تنافس «داعش» و«القاعدة» في أفريقيا.. فخار يكسر بعضه

الإثنين 27/مايو/2019 - 08:32 م
 أبو بكر البغدادي
أبو بكر البغدادي
سارة رشاد
طباعة

في المرة الأخيرة التي اختار فيها زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، أبو بكر البغدادي، الظهور بعد غيبة دامت لخمس سنوات، أعلن الرجل أن وجهته القادمة ستكون إلى القارة الأفريقية. 


داعش
داعش

الإعلان الذي فسره المراقبون بحاجة التنظيم لمناطق جديدة تعوضه عن خسارة معاقله الأساسية في إشارة للعراق وسوريا، لا يمكن تناوله بشكل منفصل عن سؤال «لماذا أفريقيا»، فإذ كان التنظيم فعلًا يبحث عن معاقل جديدة فلماذا استقر على القارة السمراء تحديدًا، ولماذا لم يكن غيرها؟


وقبل الإجابة على ذلك، يحضر إلى المشهد عمليات مكثفة شهدتها القارة الأفريقية منذ ظهور زعيم تنظيم «داعش»، نهاية أبريل الماضي، آخرها هجوم الأحد 26 مايو، الذي استهدف كنيسة كاثوليكية في قرية تولفيه في شمال بوركينا فاسو، وأسفر عن مقتل أربعة أفراد، والذى يعد التفجير الثالث من نوعه، بعد التفجير الذي استهدف كنيسة بروتستانتية، نهاية أبريل الماضي، وبعدها تفجير آخر وقع منتصف مايو الجاري.


بخلاف ذلك تبنى التنظيم هجومًا إرهابيًّا وقع منتصف مايو الجارى بالنيجر، غربي أفريقيا وفي بيانه المنشور عبر قنواته الإعلامية، قال: إن 24 جنديًا نيجيريًّا سقطوا في الحادث.


في الوقت نفسه، نفذ التنظيم عملية بنيجيريا أسفرت عن مقتل 20 جنديًّا، لاسيما مقطع فيديو بثّته قنوات التنظيم لعملية قتل لتسعة من الجنود النيجيريين، يرجح أنهم ليسوا هم الذين سقطوا في الحادث الأول.


وفي تفسير لسبب التركيز على أفريقيا من قبل التنظيم الإرهابي، قالت دراسة حديثة صادرة عن وحدة اللغات الأفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف: إن داعش لا يرغب بعملياته في أفريقيا في البحث فقط عن مناطق جديدة، مشيرًا إلى أن اختيار أفريقيا على وجه التحديد سببه الحضور التقليدي للقاعدة في القارة السمراء، ما يعني أن «داعش» يبحث عن مناطق جديدة ويفضل أن تكون هي نفسها المناطق الكلاسيكية للقاعدة؛ حتى يتسنى له الظهور وإثارة الجدل حول عملياته.


ويبحث تنظيم داعش دائمًا عن لفت الانتباه له، حتى في أوقات قوته، إذ كان التنظيم يدرك أن جزءًا من نجاحه هو إبقاء الجدل حوله.


ويتمتع تنظيم «القاعدة» بحضور قوي في القارة السمراء، إذ يحضر التنظيم الإرهابي عبر كيانات نشطة داخل بلدانها، مثل حركة الشباب الصومالية التي حاولت القاعدة  مؤخرًا إعطاءها دور أكبر من محليتها.


وبخلاف ذلك، تمكن «القاعدة» من تشكيل أكبر تحالف له على مستوى العالم، هو «نصرة الإسلام والمسلمين» الذي تأسس في مارس 2017، من اندماج أربع حركات مسلحة في مالي ومنطقة الساحل هي: «أنصار  الدين»، «كتائب ماسينا»، «كتيبة المرابطين»، «إمارة منطقة الصحراء الكبرى».

للمزيد.. دراسة مصرية تحذر من عودة «القاعدة» إلى شمال أفريقيا


وبفعل هذه التطورات قال مراقبون: إن تنظيم القاعدة يستعد لصعود جديد يستند فيه على حضوره في القارة الأفريقية، مدعمين وجهة نظرهم بالظهور المتكرر لحمزة نجل الزعيم لروحي للتنظيم أسامة بن لادن، واعتبروا أن في ظهور حمزة مؤشرات على استعداد القاعدة للدخول في مرحلة جديدة.


وذهب مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، في دراسة جديدة، تناول فيها دلالات ظهور «أبو بكر البغدادي»، إلى أن التنظيم عمد عبر إعلان زعيمه عن ولايته الجديدة في أفريقيا إلى إزعاج تنظيم القاعدة.


وقالت الدراسة: «يحاول تنظيم «داعش» عبر تأسيس مجموعات إرهابية تابعة له أو توسيع نطاق الجماعات التي أعلنت مبايعته في القارة الأفريقية تعزيز قدرته على منافسة تنظيم «القاعدة» الذي أسس بدوره مجموعات شنت هجمات إرهابية عديدة خلال المرحلة القادمة».


وتابعت: «بمعنى آخر، فإن تزايد عدد المجموعات الموالية للتنظيم بات يمثل آلية مهمة يحاول استخدامها لانتزاع صدارة التنظيمات الإرهابية في القارة، وتوجيه رسالة بأن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها على المستويات المختلفة البشرية والاقتصادية والتسليحية لن تمنعه من مواصلة تبني هذا النهج خلال المرحلة القادمة».

أستاذة العلوم السياسية
أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ

وترى أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، أن الفترة الراهنة تشهد عودة المنافسة بين «داعش» و«القاعدة» وإن كانت من ناحية واحدة وهي داعش، متوقعة أن تدافع القاعدة في الفترة القادمة عن حضورها في القارة الأفريقية عبر تنفيذ عمليات إرهابية.


وعبّرت عن تخوفها من أن تدفع القارة ثمن هذا الصراع الإرهابي، مشيرةً إلى أن الفترة القادمة ستزيد معدل الهجمات فيها، ومن ثم ستزيد الخسائر البشرية والاقتصادية.

الكلمات المفتاحية

"