تركيا في الصومال.. المساعدات وطمس الهوية أدوات اختراق بلد الأطماع «2-5»
الأحد 28/فبراير/2021 - 11:53 ص
محمود البتاكوشي
لعب النظام التركي على وتر المساعدات للسيطرة على صناعة القرار في الصومال حتى يصبح له مخلب قط في منطقة القرن الأفريقي مستعينًا بكل أدواته الناعمة؛ ولاسيما الوكالة التركية للتعاون والتنسيق «تيكا»، التي تعد رأس حربة المشروع الأردوغاني، إذ نفذت بحسب «غالب يلماز» منسق الوكالة في الصومال مشاريع في مجالات عديدة بتكلفة 60 مليون دولار في قطاعات؛ الزراعة والثروة السمكية والمواشي، وبناء مستشفى بإقليم أرض الصومال، منذ بدء عملها عام 2011، مستغلة آثار الفوضى والفقر الناجم عن الحرب الأهلية.
نفذت «تيكا» عددًا من المشاريع في مجالات متنوعة، منها البنية التحتية، الزراعة، التعليم والصحة، بجانب مشاريع في المجال الإنساني، إذ تم بناء مستشفى أردوغان في العاصمة مقديشو، ويعد من أحدث المستشفيات في دول منطقة القرن الأفريقي بسعة 241 سريرًا، ويتوفر فيه جميع الأقسام والوحدات الطبية المجهزة بالمعدات الطبية الحديثة، ويستقبل نحو 11 ألف مريض شهريًّا، بينهم حالات حرجة.
كما ساهمت الوكالة في إعادة تشغيل المستشفيات في إقليم صوماليلاند (أرض الصومال- شمال)، وأخرى بمدينة جالكعيو (وسط)، لتوفير الخدمات الصحية لجميع الصوماليين.
ولعبت «تيكا» على وتر توفير مياه صالحة للشرب، شرعت الوكالة بحفر 56 بئرًا، 33 تم حفرها بالعاصمة والأقاليم المحيطة بها، أي جنوبي الصومال، و23 بئرًا في صوماليلاند، وتم تزويدها بمولدات وأجهزة طاقة شمسية لتأمين الطاقة وعملت علي تقديم التدريب الشعب الصومالي لكيفية استخدام الآبار، كما عملت على تأهيل كوادر صومالية، بإرسالهم إلى تركيا للتدريب في مجال تحلية المياه.
كما أنشأت الوكالة ذات الأنشطة المشبوهة مركزًا لتدريب كوادر لهيئة الطيران المدني الصومالي، فضلًا عن بناء طرق رئيسية معبدة بطول قرابة 40 كم، مما سهل حركة التنقل بمقديشو، التي كانت معظم شوارعها شبه مهجورة، كما تم تركيب مصابيح ليلية تعمل بالطاقة الشمسية بطول تلك الشوارع، لتستمر التجارة حتى الساعات الأخيرة من الليل، بينما كان التجار يعملون 12 ساعة فقط يوميًّا.
ومنحت الوكالة 9 جرارات زراعية صناعة تركية إلى تسعة مزارعين من مناطق مختلفة فى الصومال وفق المشروع الذى يحمل اسم «تيكا تنقل الجرارات إلى أفريقيا» في عام 2016، والهدف من المشروع هو دعم التنمية الزراعية فى الصومال تقنينًا، وبالإضافة إلى مساعدة البلد فى إنشاء النقابات العمالية.
وأطلقت IHH مشروع «إن أبصرتم فإنهم سيبصرون» عام 2007 وأجرت من خلاله 100 ألف عملية لمكافحة مرض الساد في أفريقيا، وبالإضافة إلي هذا أجرت الهيئة الإغاثية عددًا من حملات التبرعات لعام 2017 في محافظة سكاريا التركية بغرض إنشاء مركز لرعاية الأيتام فى الصومال يتسع إلى 24 طفلة يتيمة.
وافتتحت تركيا مركز كدري لرعاية الأيتام وأطفال الشوارع في الصومال، ويسع أكثر من 100 طالب، ويضم سكنًا ومدرسة إعدادية وسيوفر التعليم والعيش لأطفال الشوارع الذين يعانون من ظروف صعبة من أجل تأهيلهم.
وبلغت قيمة المساعدات الإنسانية التى قدمتها تركيا للصومال 450 مليون ليرة تركية، أي نحو 120 مليون دولار منذ نحو 6 سنوات.
وحسب المعلومات التى صرحت بها إدارة الكوارث والطوارئ التركية أفادت أن جمعية الهلال الأحمر التركية أرسلت عام 2016 بالتعاون مع آفاد مساعدات إنسانية بقيمة 23 مليون ليرة تركية 6 ملايين دولار وتم نقل57 جريحًا صوماليًا مع 46 مرافقًا لهم فى عام 2011 بغرض معالجتهم. لتشمل المساعدات 5 آلاف طن من السكر و6 آلاف طن من الطحين، وتكلفت إدارة الكوارث والطورائ التركية بمصاريف الشحن التى بلغت نحو 6 ملايين ليرة نحو 1.5 مليون دولار.
كما قامت تركيا بترميم مسجد عبدالعزيز المخزومي الذي يُعتبر أهم المعالم الأثرية في العاصمة مقديشيو، على الطراز المعماري التركي، وقامت بتغيير أسماء بعض الشوارع والمرافق الحيوية في البلاد وتسميتها بأسماء تركية مثلًا شارع المطار، وكان أكبر شارع في العاصمة، كما تم إطلاق اسم إسطنبول على شارع آخر في العاصمة، هذه المساعدات ساعدت الأتراك في إحدث تغيير ثقافي لطمس هوية الصومال العربية، يكفي الإشارة هنا إلى تصريح غالب يلماز الذي أكد فيه أن سياسة عمل الهيئات التركية عامة، فهي تتميز بتاريخ طويل في العمل الإنساني ممتد إلى الدولة العثمانية (1299-1923)، ما يجعل مشاريع تركيا تترك أثرًا على الحياة العامة للصوماليين.





