لدوره الفاعل في محاربة الإرهاب.. المغرب على طاولة قمة دول الساحل الأفريقي الخمس
الأربعاء 24/فبراير/2021 - 07:10 م
أحمد عادل
لاعتبارات أمنية وإستراتيجية، شارك المغرب في قمة دول السّاحل الأفريقي التي التئمت خلال يومي 15 و 16 فبراير 2021 بمشاركة كل من مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، إلى جانب شركاء دوليين من بينهم فرنسا، بهدف بحث مكافحة الحركات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
وتبقى المسألة الأمنية حاضرة بقوة في اجتماعات دول الساحل الأفريقي، خاصة أن مراكز إستراتيجية دولية عديدة حذرت من الارتباطات بين الجماعات الإرهابية العاملة في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل وميليشيات «البوليساريو» التي يتم تجنيد أفرادها في مخيمات تندوف، مشيرة إلى «تزايد وتيرة وجود تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التابعة له في المنطقة».
وتهدف مجموعة الخمس في الساحل، التي تأسست في العاصمة الموريتانية نواكشوط فبراير 2014، وتضمُّ بالإضافة إلى موريتانيا كلًا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، إلى تنسيق سياسات البلدان الأعضاء من أجل تعزيز الأمن والسلم والتنمية في فضاء الساحل والصحراء.
وتأتي قمة دول الساحل الأفريقي في سياقات متعددة من بينها تطور العمليات الإرهابية في المنطقة برمتها، إذ تزايدت الضربات الإرهابية لما تعرف بجماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، وتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة الصحراء الكبرى.
وتظهر ملامح صراع كبير بين التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم «القاعدة» وتلك التابعة لـ«داعش» في الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء، وهو ما يشكل تحولًا جديدًا من شأنه خلق تنظيمات أخرى في المنطقة، على غرار تنظيم «ولاية أفريقيا الوسطى»، الذي يعمل في تنزانيا، والكونغو الديمقراطية وموزمبيق، ما يهدد مجموعة دول البحيرات الكبرى إن لم يكن هناك تحرك دولي محكم وإستراتيجي يعالج جميع محددات قوة الجماعات المسلحة والإرهابية.
المغرب دولة فاعلة في مكافحة الإرهاب
تأتي مشاركة المغرب في هذه القمة لدول الساحل الأفريقي في سياقات مختلفة؛ فهي أولًا دولة فاعلة في محاربة الإرهاب والتطرف على المستويين القاري والدولي.
ولعل تجنيب الولايات المتحدة الأمريكية ضربة إرهابية من خلال توفير المؤسسات الأمنية المغربية معلومات دقيقة للمؤسسات الأمنية الأمريكية يبرز الدور الريادي الذي أصبحت تلعبه الرباط في محاربة الإرهاب والتطرف والشبكات الدولية للاتجار بالمخدرات والسلاح.
ويرتبط الأمن القومي للمغرب بأمن هذه الدول، التي تعد عمقًا إستراتيجيًّا له، على اعتبار أن له علاقات ثنائية متميزة مع جميع دول الساحل وغرب أفريقيا، كما أنه شريك في عمليات التنمية المهيكلة لاقتصاداتها، لأنها أول دولة ذات استثمارات ضخمة في المنطقة؛ كما أن المشروع الجيوإستراتيجي للغاز بين نيجيريا والمملكة المغربية محدد في بنية اقتصاد العديد من الدول.
وتولي الرباط اهتماما كبيرًا بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة برمتها، ما يجسد عمق العلاقات الثنائية وأهمية هذه الدول كشريك إستراتيجي في محددات معدلات مهمة دولية، وهو ما جعل الأمم المتحدة تتجه إلى فتح مكتب أممي بالمغرب يعنى بمحاربة الإرهاب والتطرف في إفريقيا.
ويشكل المغرب نموذجًا يملك ذاكرة استخباراتية مكنته من تفكيك شفرات ورموز لشبكات تحركات جماعات وخلايا إرهابية دولية.





