ميليشيات «نصرة الإسلام والمسلمين» المُتهم الأول في هجوم مالي الإرهابي
أعلنت قناة روسيا اليوم 23 مارس الجاري، وفقًا لمسؤول محلي، عن وقوع هجوم مسلح في وسط مالي، أسفر عن مصرع 110 أشخاص، أتى التنفيذ الهجوم مسلحين مرتدين للأزياء التقليدية الخاصة بالصيادين التابعين لقومية دونزو، أو رعاة الماشية، وتوقع المسؤول إمكانية زيادة عدد الضحايا، ومن المتوقع أن يتبنى تنظيم «نصرة الإسلام والمسلمين» الإرهابي هذا الهجوم الدموي.
ويذكر أن هذا الهجوم لم يكن الوحيد الذي شهدته مالي خلال الشهور الأخيرة، ففي 23 من مارس الجاري، نفذ تنظيم «نصرة الإسلام والمسلمين» هجومًا على قاعدة عسكرية تابعة للجيش المالي، ما أسفر عن مقتل ما يقرب 30 جنديًا ماليًا وفقًا لبيان التنظيم و23 وفقًا للبيان الرسمي الحكومي، وفي 17 من مارس من نفس الشهر، هاجم تنظيم القاعدة الإرهابي قاعدة عسكرية في منطقة موبتي المالية، ما أدى إلى مقتل 16 عسكريًّا، وتدمير 5 آليات تابعة للجيش.
وفي أكتوبر من عام 2018، شن تنظيم «نصرة الإسلام والمسلمين» الإرهابي هجومًا على مقر القوات الأممية في ـ«تمبكتو» شمال مالي، ما أدى إلى مصرع جنديين وإصابة 11 آخرين من قوات حفظ السلام في مالي «ميونيسما»، وقتل 15 مدنيًّا في هجوم آخر في ديسمبر من العام نفسه.
وتأتي تلك الهجمات الإرهابية المتتالية، التي وصلت إلى 3 هجمات في الشهر الجاري، كرد فعل مستمر من تنظيم نصرة الإسلام الإرهابي على إدراجه على قوائم الإرهاب، من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، في 6 من سبتمبر من عام 2018، وهو ما اعتبر، آنذاك، ضربة قوية للتنظيم الإرهابي.
وظهر التنظيم الإرهابي نتيجة لاندماج 4 كيانات وهيئات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، وهم «تنظيم المرابطون، تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، جماعة أنصار الدين، تنظيم جبهة الصحراء»، وأعلن التنظيم مبايعته للقاعدة، وزعيمها أنور الظواهري في مطلع مارس من عام 2017، وزعيم الجماعة إياد أغ غالي، مدرج على القوائم الإرهابية منذ عام 2013، وكذلك زعماء تلك الجماعات التي ساهم اندماجها في ظهور التنظيم الإرهابي، حيث تم وضع تنظيم القاعدة في المغرب العربي على قوائم الإرهاب منذ 4 سنوات، وتنظيم أنصار الدين منذ عام 2005.
ولا يتوقف دور التنظيم الإرهابي على دولة مالي فقط، ولكنه يسعى إلى تنفيذ عمليات إرهابية في عدة دول محيطة، وعلى رأسها دولة بوركينا فاسو، حيث نفذ هجومًا إرهابيًا في مارس من عام 2018 على السفارة الأمريكية في مدينة واجادوجو، عاصمة بوركينا فاسو، وقد اعتبر الهجوم ردًا على المشاركة الفرنسية في الحرب ضده بمالي، ويسعى التنظيم من خلال ذلك إلى السيطرة على منطقة الساحل والصحراء الأفريقية.
ويتلقى التنظيم الإرهابي دعمًا ماليًا واستراتيجيًا من دويلة قطر، حيث أشارت تقارير صحفية في يناير من عام 2013 إلى أن الدوحة قدمت حقائب مالية للتنظيم في شمال مالي، وكذلك قدمت منظمة «قطر الخير» مساعدات غذائية إلى المنطقة التي ينشط بها التنظيم الإرهابي في مالي، في صورة مساعدات إنسانية للأهالي، وهو تكتيك معتاد من تنظيم الحمدين في دعم الجماعات الإرهابية.





