«أردوغان» يحكم قبضته القمعية على مستخدمي تطبيق «بايلوك»
يتخوف الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بشكل مستمر على كرسي الحكم، ما يدفعه دومًا لتشديد قبضته الأمنية على معارضيه وكافة الوسائل التي يمكن من خلالها تهديد نظامه، الساعي لتحقيق مخططه المزعوم بالسيطرة على عدد من البلدان العربية، وهذا ما دفع الرئيس التركي وتحديدًا منذ وقوع الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، لتشديد الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي وكافة المنصات الإلكترونية التي يرى فيها تهديدًا لسلطته.
اعتقالات متواصلة
توجه الرئيس التركي إلى اعتقال مستخدمي تطبيق التراسل الفوري «بايلوك» «ByLock»، بزعم أن مستخدمي هذا التطبيق على صلة بجماعة الداعية التركي المعارض «فتح الله جولن».
وكان آخر عمليات الاعتقال في 12 فبراير 2021، إذ أصدر مكتب المدعي العام بإسطنبول، أوامره باعتقال 23 مواطنًا على خلفية استخدامهم تطبيق «بايلوك» والانضمام لحركة «الخدمة» التابعة لـ«جولن»، التي تصنفها تركيا بأنها منظمة إرهابية والسبب في وقوع الانقلاب الفاشل.
ووفقًا لوسائل إعلام تركية، فإن مكتب الجرائم الإرهابية التابع لمكتب المدعي العام في إسطنبول، أعلن أنه يحقق بشأن المشتبه بهم الذين ثبت أنهم يستخدمون برنامج المراسلات «ByLock»، وبعد انتهاء عمليات التحقيق تم تحديد 23 شخصًا يعملون في مهن مختلفة، يستخدمون التطبيق، كان من بينهم اثنان من قادة الشرطة، ونائب مفوض واحد، ومعلم، وعامل صحي، وطبيب، ومعلم قرآن بالقطاع العام، ومحام وطبيب يعمل في القطاع الخاص.
وفي منتصف يناير 2021، اعتقلت السلطات التركية 44 قاضيًّا ومدعيًا عامًّا، بتهمة استخدام تطبيق «بايلوك»، والانتماء إلى حركة جولن، رغم أن معظم المشتبه بهم في مناصب قضائية عليا، إلا أن المدعي العام التركي وجه إليهم تهم استخدام تطبيق التراسل الفوري وتسريب أسئلة امتحانات مهنية في عام 2011، وفقًا لصحيفة زمان التركية المعارضة.
تطبيق بايلوك
وتزعم السلطات التركية أن مستخدمي تطبيق المراسلات «بايلوك» وراء محاولة الانقلاب الفاشل الذي شهدته أنقرة في يوليو 2016، و«بايلوك» هو تطبيق آمن للدردشة النصية والمكالمات الهاتفية، ابتكره مبرمج أمريكي من أصول تركية يدعى «ديفيد كينز»، الذي سبق وقال في تصريحات صحفية له إنه تعلم في مدارس تابعة لشبكة «جولن»، ثم انتقل إلى واشنطن لإكمال دراسته الجامعية، وبالرغم من أنه ينفي باستمرار انتمائه إلى جماعة جولن، إلا أن النظام التركي يصر على أن هذا التطبيق يضم أعضاء الجماعة.
بعبع أردوغان
نتيجة حملة الاعتقالات التي يشنها نظام أردوغان على مستخدمي هذا التطبيق، بات يطلق على «بايلوك»، «التطبيق الذي يقود إلى السجن في تركيا»، بل ويرى عدد من المحللين السياسيين، أن وجود هذا التطبيق على هاتف أي مواطن تركي يضعه في ورطة كبيرة مع السلطات الأمنية، التي ترى أن وجوده على هاتف أي مواطن، دليل كاف على تبعية صاحب الهاتف لجماعة جولن واشتراكه في تنفيذ انقلاب 2016.
للمزيد: «جحيم الديكتاتور».. حكايات المعذبين داخل معتقلات «أردوغان» السرية





