«التطهير من الإسلام».. شعار انتخابي يرفعه يميني متطرف في هولندا
عرف «خيرت فيلدرز» زعيم الحزب اليميني الهولندي، بأفكاره وتصريحاته المعادية للإسلام والمسلمين المقيمين في هولندا، وصعد من حدة هذا السجال بعد توعده بتضييق الخناق على أفراد الجالية المسلمة، وفرض المزيد من الإجراءات المتشددة ضمن برنامجه الانتخابي في حال فوزه في 17 مارس المقبل.
نزع الأسلمة
أثار اليميني المتطرف خيرت
فيلدرز، الجدل مرة أخرى بعد تقديمه مخططًا لبرنامجه الانتخابي لعام 2021\2025،
مؤلف من حوالي 50 صفحة نشرت على الموقع الرسمي لحزب PVV الذي يتزعمه، نصت على
تأسيس وزارة من شأنها نزع الأسلمة من البلاد.
وتضمن البرنامج إنشاء وزارة
للهجرة، وإعادة اللاجئين، والتطهير من الإسلام، وتوعد بأن يقدم الإسلام على أنه أيديولوجيا
شمولية في برنامجه الانتخابي، غير أنه تعهد بالامتناع عن استقبال طالبي اللجوء والمهاجرين
من المسلمين، إضافةً إلى حظر المساجد والمدارس الإسلامية، ومنع انتشار الفكر الإسلامي
بواسطة القرآن.
كما تضمن البرنامج الانتخابي
للزعيم المتطرف أيضًا تطبيق حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، ووقف طلبات اللجوء،
وإغلاق مراكز اللاجئين، وحرمان الأشخاص الحاملين لجنسية مزدوجة من حق الترشح والانتخاب.
استهداف اليمين
المتطرف للإسلام
أكد البرنامج المنشور
على سعي الحزب اليميني المتطرف الحد من انتشار الأيديولوجيا الإسلامية في هولندا، وحظر
أي برامج تعليمية إسلامية، وتضييق الخناق على المهاجرين من الدول الإسلامية، غير
أنه يعمل على سحب تصاريح الإقامة من اللاجئين السوريين.
ومنذ عام 1998، يتبنى عضو
مجلس النواب الهولندي أفكارًا عدائية مسيئة للإسلام والمسلمين بشكل واضح، فكل
خطاباته السياسية وبرامجه الانتخابية مليئة بمعاداة الإسلام.
وقد استغل السياسي اليميني
المتطرف وسائل التواصل الاجتماعي في هولندا لنشر الكراهية، ففي يناير 2019، جمدت شركة
«تويتر» حسابه، بسبب تحريضه على الكراهية حول هجرة المسلمين.
واستمرت مخاطر اليمين
المتطرف على الإسلام، ففي واقعة سابقة قامت فيها حركة يمينية متطرفة بحمل لافتات
بها عبارات مناهضة للإسلام على مسجد «أبو بكر الصديق» بمدينة ألميرا الهولندية، التي
يوجد فيها الآلاف من المواطنين من أصول مغاربية وسورية، ونشروا وسم على موقع
«تويتر» بعنوان «أغلقوا هذا المسجد»، مصحوبة بصور ليافطات علقها عناصر الحركة على مدخل
وجدران المسجد تضمنت عبارات مسيئة للإسلام.
وفي وقت سابق شن «فيلدرز» حملة لإيقاف ما أسماه «أسلمة هولندا»، وفي عام 2008 قام بعرض فيلم أثار جدلًا واسعًا عرض آراء حول الإسلام، مما استدعى مقاضاة حزبه، ولم تكن الأولى التي يحظى فيها النائب اليميني بتوجيه التهم إليه بالتحريض مرات عدة، فقد اتهم جنائيًّا لأول مرة بخصوص إهانة الجماعات الدينية والعرقية والتحريض على الكراهية والتمييز في عام 2011.
للمزيد.. عار جديد على جبين أردوغان.. تورط الميليشيات التركية في استعباد السوريات واستغلالهن جنسيا
تأثير
اليمين المتطرف في هولندا
أوضحت تقارير استخباراتية
أن تيار اليمين المتطرف في هولندا، القائم على القومية المتطرفة، والذي من أفكاره الأساسية
كراهية العناصر الأجنبية والثقافات الأخرى، يستند على مكانة كبيرة، ويتوسع يومًا
بعد يوم في هولندا، ويحث بشكل صريح على العنف، خاصةً العنف ضد المسلمين، وفي بعض
الأحيان يتطرق إلى العنف الجسدي.
وقد رصدت المخابرات الهولندية
أن التيار اليميني يعتمد بشكل أساسي ورئيسي على الأفكار المعادية للإسلام، مع
تصاعد استخدام لغة العنف بين المتطرفين اليمينيين، وحذرت سابقًا أنه على الرغم من كون
هذه المجموعة لا تلجأ سريعًا إلى العنف فإن خطر قيام الأفراد أو المجموعات الصغيرة
بذلك أكبر من الماضي.
ووفق تقرير أعده المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، قالت الباحثة في جامعة ليدن الهولندية، إينيكي فان دير فالك: إن هناك زيادة في الأعمال العدائية العنصرية التي تتعرض لها المساجد في الأعوام الأخير، ولقد أصبح المجتمع الإسلامي في هولندا يحمل هواجس إثر هذه الأعمال العدوانية التي تقع بمعدل متزايد في العام الواحد، وأوضحت أن خلال الـ20 عامًا الأخيرة، أطلقت إجراءات قانونية 27 مرة بسبب حرق المساجد خلال الاعتداءات، وسط إجراءات قانونية ضعيفة مقارنة بتلك المحاولات.
للمزيد.. القرصان التركي يستفز اليونان.. مناورات عسكرية جديدة في بحر إيجة





