ad a b
ad ad ad

هجوم أوتريخت.. إرهابي بدوافع غامضة وروايات متناقضة

الثلاثاء 19/مارس/2019 - 02:11 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

لاتزال حادثة ترام أوتريخت تلقي بظلالها لليوم الثاني على الدولة الهولندية؛ إذ أعلنت السلطات اليوم الثلاثاء 19 مارس 2019  أن رسالة وجدت بسيارة المشتبه به هي ما رجحت أن يكون الحادث إرهابي، ولكن دونما تحديد لنوع هذا الإرهاب.


هجوم أوتريخت.. إرهابي

 ما يجلب الأطروحات حول تماهي التوصيف الدولي لاعتبارات التطرف، كما قررت الأجهزة تنكيس الأعلام على جميع المباني والهيئات الحكومية داخل البلاد.


فأمس شهدت مدينة أوتريخت بوسط البلاد واقعة لإطلاق النار استهدفت ركاب ترام؛ ما أدى إلى وفاة 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين، ومنذ ذلك الحين انشغل الإعلام الدولي بالأسباب الحقيقية التي تكمن خلف الجريمة، وبالأخص لأنها تأتي بعد يومين فقط من الحادث الإرهابي الذي وقع ضد مسجدين بنيوزيلندا، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا على أيدي متطرف يميني عنصري.


دوافع أوتريخت

وعلى صعيد دوافع الهجوم، صرح المتحدث باسم مكتب الادعاء العام بهولندا، تيس كورتمان، اليوم الثلاثاء 19 مارس 2019 أن السلطات الأمنية قد استطاعت القبض على مشتبه به ثالث؛ لتورطه في واقعة إطلاق النار، كما أضاف كورتمان أن التحقيقات لاتزال جارية مع المعتقلين الثلاثة لمعرفة الدافع الحقيقي لاقترافهم الهجوم، إضافة إلى عدم استبعاده فرضية الإرهاب كاحتمال وارد للجريمة التي أربكت هولندا بالأمس.


وكانت السلطات الهولندية قد أعلنت أمس الإثنين تمكنها من القبض على المشتبه به الرئيسي في الحادث، ويدعى جوكمان تانيس، وهو تركي الأصل يبلغ من العمر 37 عامًا، وله سجل جنائي سابق.


وعلى أثر الحادث رفعت الهيئات المعنية درجة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وأغلقت المدارس، ونشرت التشكيلات الأمنية حول جميع الهيئات الحكومية والوزارية المهمة، وشكلت لجانًا رفيعة المستوى لمتابعة الأزمة، كما أعرب مدير الوكالة الهولندية لمكافحة الإرهاب، بيتر جاب آلبرجبرغ عن توقعه بأن الحادث «يبدو إرهابيًّا»، مضيفًا أن إطلاق النار كان في أماكن أخرى ولم يقتصر فقط على الترام.


هجوم أوتريخت.. إرهابي

ميول متطرفة

وفي ضوء ما سبق، اتجهت أغلب التحليلات إلى الدفع بأن الهجوم قد يتون خلفه ميول متطرفة كالتي تتبناها التنظيمات الإسلاموية المعتنقة لتيار السلفية الجهادية، وهو مدرسة فكرية لديها منهجية خاصة تتيح العنف كوسيلة لتحقيق الأهداف؛ وذلك توازيًا مع تصاعد التهديدات التي أطلقها تنظيم داعش والقاعدة للرد على هجوم نيوزيلندا.


ولكن شملت إجراءات التأمين التي اتخذتها الدولة إغلاق المساجد كإجراء احترازي؛ خوفًا من الهجوم عليها وتهديد المصلين بها؛ ما جعل البعض يتكهن بأن الهجوم يحمل في طياته عنصرية يمينية بدأت في التصاعد بتوجيه الكراهية ضد المسلمين أو السياسيين المختلف عليهم من قبل المجموعات الأخرى المناوئة لهم.


المتهم مضطرب نفسيًّا

بينما كانت تلك التكهنات تتعالى قبل القبض على المتهم التركي الذي استطاعت الأجهزة اعتقاله مؤخرًا، ظهرت بعض الروايات الأخرى التي تضعف نسبيًّا فرضية الإرهاب؛ إذ قامت وسائل الإعلام المحلية بإجراء حوار مع امرأة تبلغ من العمر 47 عامًا، وتدعى أنجليك، زعمت بأنها تعرضت لاعتداء جنسي عنيف من قبل المتهم الرئيسي في صيف 2017، ورجحت بأنه يعاني من اضطراب نفسي ما، وهي الرواية ذاتها التي أكدها أهله؛ إذ أشاروا في حوار صحفي أن أحد الضحايا ينتمي لعائلة المعتدي، الذي أراد إطلاق النار عليه، ونظرا لاختلاله النفسي لم يتحكم في سلاحه.


وعلى الرغم من ذلك فإن الأطروحات التي تتعالى لتقديم المتهم كعنصري أو مختل نفسيًّا لا تعلو منطقيًّا على رواية الإرهاب، فإذا كان عنصريًّا ضد المسلمين لماذا لم يطلق النار داخل أماكن العبادة الخاصة بهم؟ وإذا كان متطرفًا سياسيًّا فلماذا إذن يطلق الرصاص على أبناء جلدته في العموم؟ وعليه ترجح التقارير أن الحادث إرهابيٌّ من طرف إسلاموي، ولكن ينقصه التحديد الدقيق.

 للمزيد حول الحادث.. اضغط هنا

"