الأول من نوعه في القارة.. مكتب أممي بالمغرب لمحاربة الإرهاب
الإثنين 14/ديسمبر/2020 - 03:14 م
أحمد عادل
في إطار حرص المغرب، على التصدي بحزم للعمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات المتطرفة، خاصةً مع حالة الفوضى وغياب الأمن والاستقرار والتي تعيشه منطقة الساحل الأفريقي في الآونة الأخيرة، صادقت الحكومة، الخميس 10 ديسمبر 2020، على إنشاء مكتب لمكافحة الإرهاب في أفريقيا يتبع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ويكون مقره الرباط.
تتمثل مهمة مكتب برنامج مكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، في دعم برامج مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل تعزيز قدرة الدول الأعضاء؛ وذلك عبر تطوير برامج تدريب وطنية ومناهج تدريبية لمكافحة الإرهاب، خاصة في مجال الأبحاث وأمن وإدارة الحدود وإدارة السجون وفك ارتباط الجناة، وإعادة التأهيل والإدماج وتطوير الممارسات الجيدة.
ويندرج إنشاء هذا المكتب ضمن إستراتيجية الأمم المتحدة الشاملة لمكافحة الإرهاب التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في عام 2006، والتي ترتكز على أربعة محاور تتمثل في تدابير لمعالجة الظروف المؤدية إلى انتشار الإرهاب؛ وتدابير لمنع ومحاربة الإرهاب؛ وتدابير لبناء قدرة الدول على منع ومحاربة الإرهاب وتعزيز دور نظام الأمم المتحدة في هذا الصدد؛ وكذا تدابير لضمان احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون كأساس رئيسي لمكافحة الإرهاب.
الأول من نوعه في القارة الأفريقية
كان المغرب ومنظمة الأمم المتحدة وقّعا، في أكتوبر 2020 بالرباط، اتفاقًا يتعلق بإحداث مكتب لمكافحة الإرهاب والتكوين في أفريقيا، تابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومقره الرباط؛ للاستفادة من تجربة المملكة المغربية في محاربة الإرهاب.
ويعتبر مكتب الأمم المتحدة المتعلق بمكافحة الإرهاب بالرباط هو الأول من نوعه في القارة الأفريقية، ويهدف إلى تعزيز قدرات دول القارة في التصدي للجرائم الإرهابية عن طريق بلورة برامج وطنية للتكوين في مجال مكافحة الإرهاب.
ووفق معطيات منظمة الأمم المتحدة، فإن مكتب مكافحة الإرهاب بالرباط يحتاج في البداية إلى ما يقدر بـ14 مليون دولار أمريكي تكاليف، السنوات الخمس الأولى من العمل، وهي مصروفات مرتبطة بالتوظيف وتشغيل المكتب وتنفيذ برامج العمل.
وتشير معطيات وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى أن أعمال العنف في الساحل الأفريقي، تزايدت بنسبة 31 في المائة منذ عام 2011، لتصل إلى 4100 هجوم في النصف الأول من العام الجاري؛ في حين ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 26 في المائة في عام واحد (12507 مقابل 9944 في النصف الأول من عام 2019).
وتعتبر منطقة الساحل الأفريقي أكبر بؤرة للعمليات الإرهابية ومعقلًا جديدًا للتنظيمات المتطرفة بعد تراجع نفوذ «داعش» في العراق وسوريا، إذ تضاعفت هجمات ما تعرف بـ «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» وتنظيم «داعش» سبع مرات منذ منتصف عام 2017 في هذه المنطقة.
وتضاعف عدد ضحايا الإرهاب على يد جماعة «بوكو حرام» الإرهابية النيجيرية، وتنظيم «داعش» في بحيرة تشاد منذ يونيو 2017، لينتقل من 506 أشخاص إلى 964 شخصًا، وفق ما كشفه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في تصريح سابق.
حدث تاريخي
تعوّل الأمم المتحدة على خبرة المغرب لمكافحة الإرهاب في أفريقيا؛ إذ أكد فلاديمير فورونكوف، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، أن إحداث مكتب برنامج بالمغرب لمكافحة الإرهاب والتكوين في أفريقيا يعد «مرحلة طبيعية» في إطار تعزيز قدرة المملكة على مكافحة الإرهاب في أفريقيا.
واعتبر «فورونكوف»، في تصريحات سابقة، أن إحداث هذا المكتب يعد أيضًا "حدثًا تاريخيًّا" وخطوة «منطقية» إلى الأمام، بالنظر إلى "ريادة" المغرب في مجال مكافحة الإرهاب.
وأوضح المسؤول الأممي أن الأمر لا يتعلق بتأسيس حضور ميداني، وإنما يتعلق «بامتداد في المغرب» لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، معربًا عن اقتناعه بأن هذا «النموذج سيكون مشجعًا للعديد من البلدان في السنوات المقبلة».





