ad a b
ad ad ad

«القاعدة» يتحايل على خسائره بمحاولة توظيف «كورونا» لخدمة أجندته التدميرية

الخميس 10/ديسمبر/2020 - 12:28 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

كثفت التنظيمات المتطرفة من هجماتها ضد دول الاتحاد الأوروبي بالتوازي مع سلسلة من الدعاية العنيفة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يُنذر بمخاوف من تصاعد موجات التطرف، وسط انشغال عالمي بمعالجة الآثار الاقتصادية والصحية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد المعروف بـ«كوفيد 19».

«القاعدة» يتحايل

القاعدة واستغلال كورونا ضد الغرب

استغلت الجماعات الإسلاموية انتشار الجائحة بأشكال مختلفة تخدم في النهاية أجندة مصالحها، وتزعج سياسات وأمن الدول الكبرى.


وفي أحدث الدعاية المتطرفة التي أنتجها تنظيم «القاعدة» عبر أذرعه الإعلامية التي تبث على موقع «تيليجرام»، حث عناصره على مهاجمة الغرب بيولوجيًّا عبر توظيف فيروس كورونا وأدوات الوقاية منه.


ونشر التنظيم عبر إصدار أسماه «ذئاب منهاتن» موضوعًا حول أساليب استغلال فيروس كورونا في دعم (الرسالة) –التي ينتهجها القاعدة- في الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وذلك عبر استخدام الوسائل المنتشرة مثل أقنعة الوجه والقفازات في الإضرار بالمواطنين، تحت ذريعة المساهمة في منع انتشار الفيروس.


وطالب التنظيم عناصره من الأتباع والمتعاطفين باستخدام هذه الاستراتيجية من أجل المؤسس أسامة بن لادن واستعادة حقه، كما وظفوا القضية الفلسطينية كالعادة من أجل تعضيد حماس العناصر للتنفيذ ضد الغرب، مطالبين إياهم بتضمين الأسلحة الآلية والسكاكين والقنابل وحتى الحجارة في وسائلهم لمهاجمة مواطني الغرب، إلى جانب الدعوة بإشعال المتاجر والشركات الاقتصادية؛  ما قد يتسبب في خسائر اقتصادية حال تنفيذ تلك الاستراتيجيات المعلنة مؤخرًا.


ومن جهتها، أكدت صحيفة «صن» الإنجليزية أن تلك الدعوة تمثل خطورة كبيرة على الغرب في ظل حالة الاشتعال الأيديولوجي التي تجتاح المنطقة، إذ يمكن توظيف ذلك لتأجيج الصراع بما يهدد السلام الاجتماعي، فضلا عن إمكانية استخدام ذلك من قبل مضطربي النفسية والهوية، مضيفة أن دعوات تنظيم «القاعدة» تأتي بالتعاقب مع الأنباء المتواترة حول وفاة أيمن الظواهري زعيم التنظيم الحالي،  ومقتل القيادي «أبي محمد المصري» كنوع من الدعاية لاستمرارية التنظيم.

«القاعدة» يتحايل

التطرف والجائحة

لم تكن هذه هي الحيلة الأولى لجماعات الإسلاموية منذ انتشار كورونا، وكيفية توظيفه للقضاء على أكبر عدد من المختلفين معهم، ففي الهند دعا عناصر جماعة التبليغ لنشر الجائحة بين المواطنين عبر البصق على العملات الورقية قبل تداولها، وكذلك قضاء الحاجة في الشوراع، بعد معلومات متداولة عن احتمالية نقل المرض عن طريقها.


ونشرت العناصر دعوتها في أبريل 2020 عبر مقاطع مصورة بالتزامن مع ذروة انتشار الجائحة، ومن جهتها ألقت السلطات القبض على العناصر المضطربة التي دعت لذلك، وأغلقت مسجد «نظام الدين» الذي تعتبره الجماعة مقرها الرئيسي، والذي عقدت به احتفالًا كبيرًا في مارس 2020، رغم تحذيرات الحكومة من التجمع؛ ما أسهم في انتشار المرض بين الأتباع.


هل تشكل الدعاوى المتطرفة خطرًا على الغرب؟


يعتبر البعض أن مطالبات العناصر المتطرفة بتكثيف العنف لا يعدو كونه دعاية جوفاء لا تُسهم كثيرًا في تحركات العناصر، بل أن العناصر تنفذ هجماتها طبقًا لتفاهمات مباشرة مع القادة أو تعاطف عقائدي، ولكن يبقى شرح الاستراتيجيات وطرح الأدوات أمرًا مهمًّا للذئاب المنفردة.


وطبقًا للاستخبارات السويسرية «FIS»، في نوفمبر 2020، فإن الدعاوى المتطرفة تشكل المحرك الأول لمواطنيها المضطربين لتنفيذ هجمات عنيفة، إذ لا يطبقها فقط الإسلاميون، ولكن المختلين النفسيين أيضًا يتخذونها مادة لتطبيق الجرائم، ولذلك تعتبرها الدولة مصدر قلق يجب مواجهته لعدم تفشي الظاهرة.


المزيد.. التواصل السهل بين المتطرفين في أوروبا يفتح النقاش حول «شنجن»

"