ad a b
ad ad ad

بعد تصفية «دروكدال».. القاعدة يسعى بالعنابي للاستقرار في ليبيا والجيش يؤدب التنظيم

الإثنين 07/ديسمبر/2020 - 01:53 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

بعد أن نجحت فيه القوات الفرنسية «يونيو 2020» في تصفية زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المدعو «عبد المالك دروكدال» يسعى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي انتظر 5 أشهر لتعيين خليفة لـ«دروكدال» يُدعى «أبوعبيدة يوسف العنابي» إلى توسيع نفوذه في شمال وغرب أفريقيا، وتحديدًا في ليبيا، منذ انضمامه إلى التنظيم المركزي، بجانب الدعوات التي كان يطلقها الزعيم الحالي للتنظيم هناك، والتي أطلق عليها اسم «الجهاد المحلي والدولي» في سبتمبر 2015، حيث وأدت قوات الجيش الوطني الليبي خلية خاملة على الحدود الليبية، بدأت في نشاطها بعد مقتل زعيمها وسعت للدخول إلى ليبيا لإعلان وجودها هناك.

بعد تصفية «دروكدال»..

أوباري.. عملية تحجيم القاعدة

يطمح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى توسيع نفوذه في شمال وغرب أفريقيا، ومنذ انضمامه إلى التنظيم المركزي، يتبع الفرع المغاربي مبادئ القاعدة الأيديولوجية، وفي 2014 جدد التزامه، ووعده بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، وفي الوقت ذاته يحافظ على درجة كبيرة من الاستقلالية عن القيادة العليا للقاعدة؛ حيث يتوقع خبراء أمنيون أن تكون فترة قيادة العنابي دموية بامتياز، وهو الذي دعا في فيديو صدر في أبريل 2013 إلى تعبئة مسلحة ضد المصالح الفرنسية في جميع أنحاء العالم، وافترض هؤلاء أن تكون دعوة العنابي ردًّا على تدخل فرنسا في مالي.


وفي الوقت الذي كان يتجهز التنظيم الإرهابي لشن عمليات على الحدود الليبية وجنوب الجزائر وشمال مالي وتشاد، شنت القوات الخاصة في الجيش الليبي عملية مداهمة على الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة؛ حيث كانت خاملة طيلة الفترة الماضية، وبدأت تنشط بعد مقتل زعيم التنظيم عبد المالك دروكدال، بعد مراقبتها، حيث كانت تخطط للاستقرار في الأراضي الليبية عبر الصحراء.


وأعلن الجيش الوطني الليبي، مطلع الأسبوع الحالي، القبض على 7 قيادات بارزة في تنظيم القاعدة في منطقة أوباري جنوب ليبيا، خلال عملية أعادت الحديث عن خطر عودة نشاط هذا التنظيم الإرهابي بعد الضربة التي تلقاها بمقتل زعيمه «دروكدال» على يد القوات الفرنسية قبل نحو 6 أشهر، بشمال غرب تساليت في مالي قرب الحدود المالية مع الجزائر، حيث قال الجيش الليبي إن الإرهابيين المقبوض عليهم ينتمون إلى جنسيات مختلفة، على رأسهم الإرهابي «حسن الواشي» العائد من دولة مالي.

بعد تصفية «دروكدال»..

تعيين متأخر

انتظر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أكثر من خمسة أشهر للإعلان عن خليفة عبد المالك دروكدال الزعيم السابق، الذي قتل على يد القوات الفرنسية في مالي في مطلع يونيو 2020، وعيّن المدعو «أبوعبيدة يوسف العنابي» على رأس فرع القاعدة في شمال أفريقيا، خلال مقطع فيديو له.


الخليفة المزعوم

وبحسب مركز الأبحاث الأمريكي «مشروع مكافحة التطرّف» (كاونتِر إكستريميسِم بروجِكت)، فإنّ «العنابي» كان رئيس ما يسمى بـ«مجلس الأعيان» الذي يعمل كلجنة توجيهيّة للجماعة الإرهابية، وكان عضوًا سابقًا في جماعة الدعوة والقتال الجزائريّة المدرج على اللائحة الأمريكية السوداء لـ«الإرهابيّين الدوليّين» منذ سبتمبر 2015 هو أيضًا مسؤول الفرع الإعلامي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، ويَظهر بانتظام في مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم.


وبناء على دعوة العنابي إلى الجهاد المحلي والدولي في سبتمبر 2015 صنفته وزارة الخارجية الأمريكية على أنه إرهابي عالمي مُصنف بشكل خاص لتقديمه الدعم للإرهابيين والأعمال الإرهابية، بعد ذلك بعام أصدر رسالة صوتية أخرى دعا فيها الليبيين للانضمام إلى القتال ضد الجيش الليبي والقوات الفرنسية في بنغازي.


وكان «العنابي» مسؤول الفرع الإعلامي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وظهر بانتظام في مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم، وتلقى تدريبه في أفغانستان أوائل التسعينيات، وكان عضوًا سابقًا في الجماعة السلفيّة للدعوة والقتال الجزائرية المدرج على اللائحة الأمريكية السوداء لـ«الإرهابيّين الدوليّين» منذ سبتمبر 2015؛ كما أنه من مؤسسي تنظيم «نصرة الإسلام والمسلمين» في شمال مالي، وهو تنظيم لربط التنظيمات الأصغر التي بايعت القاعدة المنتشرة في المغرب العربي ودول الساحل، حيث شارك في 2007 في محاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة.


وأعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية، «فلورنس بارلي»، في تغريدات متتالية عبر حسابها في تويتر، 3 يونيو 2020، أن القوات المسلحة الفرنسية، بدعم من شركائها، قامت بتحييد أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، والعديد من المتعاونين معه، خلال عملية في شمال مالي، قائلة: «إن دروكدال، عضو اللجنة التوجيهية لتنظيم القاعدة، ويقود جميع مجموعات القاعدة في شمال أفريقيا وقطاع الساحل، بما في ذلك جماعة حركة التحرير الوطنية، إحدى الجماعات الإرهابية الرئيسية الناشطة في منطقة الساحل، قتل خلال عملية عسكرية في شمال مالي».


للمزيد: «الظواهري» الضعيف.. هل تقضي وفاته المحتملة على البقية الباقية من «القاعدة»؟

"