«دروكدال».. صانع المتفجرات يقود «القاعدة في المغرب العربي»
نالت دول المغرب العربي نصيبا لا بأس به من العمليات الإرهابية على يد تنظيم القاعدة منذ تأسيسه حتى اليوم.
القاعدة في بلاد المغرب
تواصل السلطات الجزائرية مطاردة العقل المدبر للهجمات التي ينفذها الإرهابيون، وهو شخص من أصول جزائرية يتزعم «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، يدعى عبدالملك دروكدال المكني بـ«أبو مصعب عبدالودود».
بدأ تاريخ «دروكدال» (المولود 20 أبريل عام 1970 بقرية زَيان بولاية البليدة شمالي الجزائر)، مع الجماعات التكفيرية أثناء دراسته بالجامعة في كلية التكنولوجيا بجامعة البليدة عام 1992، وعلى وجه التحديد حين تعرف على أمير «حركة الدولة الإسلامية» «السعيد مخلوفي»، الذي أقنعه بالانضمام للحركة سنة تخرجه، وبعدها انضم للمسلحين في الجبال.
مدرج على القائمة
أدرج دروكدال على قوائم الإرهاب في 27 أغسطس 2007، باعتباره مرتبطا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومشاركته في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها التنظيم، أو معه أو باسمه أو بالنيابة عنه أو دعما له؛ أو في التخطيط لها أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، بحسب الأمم المتحدة.
وفي بيان مؤرخ بـ13 سبتمبر 2006، أعلن دروكدال عن قيام التحالف الرسمي بين الجماعة السلفية للدعوة والقتال وتنظيم القاعدة، وبايع أسامة بن لادن، زعيم التنظيم آنذاك، وفي بيان مؤرخ 24 يناير 2007، أعلن أنه نتيجة لدمج الجماعة السلفية للدعوة والقتال في تنظيم القاعدة، وإثر التشاور مع بن لادن، فإن الجماعة السلفية للدعوة والقتال غيرت اسمها لتصبح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وخلال مقابلة أجريت مع جريدة نيويورك تايمز في يوليو 2008، أعلن دروكدال مرة أخرى المسؤولية عن انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال رسميا إلى تنظيم القاعدة، وأقر بالدور الذي أداه أحمد فاضل نزال الخلايله، المعروف أيضا باسم أبو مصعب الزرقاوي في المراحل الأولى من عملية الدمج.
وقام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تحت قيادة دروكدال، بشن سلسلة من الهجمات الإرهابية، من قبيل الهجمات المنفذة بالسيارات المفخخة في أكتوبر 2006 على مخفري الشرطة في درغانة والرغاية في الضواحي الشرقية من الجزائر العاصمة، والهجوم على حافلة تقلّ مستخدمين أجانب يعملون في شركة النفط الجزائرية الأمريكية "براون أند روت كوندور" على مقربة من بوشاوي، في ديسمبر 2006، والهجوم على قافلة تابعة للشركة الروسية "ستروي ترانسغاز" في مارس 2007، والهجمات السبع بالسيارات المفخخة على منشآت أمنية في ولايتي بومرداس وتيزي أوزو في فبراير 2007
.
كما تولى الإشراف على الهجمات الإرهابية التي شُنت على قصر الحكومة ومكتب قسم التحقيقات الجنائية التابع لشرطة الجزائر العاصمة، وذلك في أبريل 2007، وأسفرت هذه التفجيرات بالسيارات المفخخة عن مصرع 33 شخصا وإصابة 245 شخصا آخر بجراح، معظمهم من المارة وسكان الحي.
وأعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المسؤولية عن هجمات ديسمبر 2007 على مكاتب الأمم المتحدة ومبنى المحكمة الدستورية في الجزائر العاصمة، وفي أغسطس 2008، أشرف "دروكدال" على تنفيذ ثلاث هجمات انتحارية أودت بحياة العديد من المدنيين في ولايات بومرداس، وبويرة، وتيزي أوزو في الجزائر.
وشجع دروكدال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على اختطاف مواطنين جزائريين ورعايا أجانب واتخاذ ذلك سبيلا لتمويل أنشطة التنظيم الإرهابية، إذ اشترك التنظيم في احتجاز سائحين نمساويين كانا قد اختطفا في في جنوبي تونس عام 2008، واحتجاز ممثلين للأمم المتحدة كانا قد اختطفا في شمالي النيجر في ديسمبر 2008، واحتجاز أربعة سياح أوروبيين اختطفوا في منطقة الحدود بين مالي والنيجر في يناير 2009.
وفي أكتوبر 2011 أراد الحصول على غطاء من أجل توسيع نطاق خطة منظمته الإرهابية لتشمل منطقة الساحل وتزيد سيطرتها على شمال مالي، وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يرمي إلى إنشاء حركة مستقلة في الظاهر من شأنها إخفاء جذوره الحقيقية عن طريق التخلي عن اسم تنظيم القاعدة.
وفي نوفمبر 2012، أنشئ تحالف بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، وأنشئت مكاتب شمال غاو من جانب بعثة تضم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وحُددت استراتيجية مشتركة.





